كشفت وثيقة للخارجيَّة السعوديَّة، جرى تسريبها من قبل موقع "ويكيليكسْ"، مؤخرًا، تعقبًا من الرياض للتحركات التي كان يقُوم بها رئيس الاتحاد العالمِي لعلماء المسلمِين، يُوسف القرضاوِي، والقراءات المقدمة لخطبه في جامع الأزهر بمصر، بعد الإطاحة بالرئيس المصرِي، حسنِي مبارك، عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير. وتورد برقيَّة رفعها وزير الخارجيَّة السعودي السَّابق، سعُود الفيصل، أنَّ طلب وزارة الأوقاف المصرية من القرضاوِي إلقاء خطبة في الأزهر، بعد أقل من شهر على إلقاء خطبته الأولى، أثار أكثر من سؤَال حول دلالات الخطوة، بين مرحبٍ ومرتابٍ في حضُور الشيخ. برقيَّة الفيصل تسوق عن المعارضة تخوفًا من كون خطب القرضاوِي استكمالًا لخطة الإخوان المسلمِين لما سمي "سرقة" للثورة، بعدما سبق للقرضاوِي أن ألقى خطبة في ميدان التحرير، برسم جمعة "النصر"، إثر النجاح في الإطاحة بمبَارك. وتردفُ الوثيقة أنَّ خطبة القرضاوِي تأتِي في فترة دقيقة، لتزامنها مع إقرار دستور جديد في مصر، فضْلًا عن اتجاه مصر نحو الاستقرار، فيما رجح صوتٌ آخر أنَّ اللجُوء إلى القرضاوِي، مردُّه إلى رغبة وزارة الأوقاف في تنشيط عددٍ من المساجد عبر الاستعانَة بعلماء كبار. ويصنفُ الشيخ يوسف القرضاوِي في القائمة السوداء لدى السعوديَّة بسبب علاقته بجماعة "الإخوان المسلمِين" التي تعتبرها الرياض "جماعة إرهابيَّة"، كما ظلت خطبه في الدوحة حول مصر أحد الإشكالات التي عصفتْ بعلاقات قطر مع الإمارات والسعوديَّة والبحرين، قبل أن تعود المياه إلى مجاريها. وسبقَ ل "هيئة كبار العلماء في السعودية" أنْ صرحت عبر أحد أعضائها بأن القرضاوِي ينتمِي إلى جماعة الإخوان المسلمِين التي ترى أنها غير صافية العقيدة، قائلة إنَّ المظاهرات التي يحفز عليها من باب دعم "الانتفاضات" من مظاهر الإفساد في الأرض.