قال الشيخ يوسف القرضاوي المقيم في قطر والذي أثارت خطبه النارية توترات بين الدوحة وجيرانها إن مرشح الرئاسة المصري عبد الفتاح السيسي "مصيبة" على البلاد. وعادة ما ينتقد القرضاوي -وهو مصري المولد تربطه علاقات بجماعة الإخوان المسلمين- الحكومة المصرية والسيسي وزير الدفاع السابق الذي وقف وراء الاطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو تموز بعد احتجاجات حاشدة على حكمه. وقال القرضاوي إن قادة إسرائيل يدعمون فوز السيسي في انتخابات الرئاسة المقبلة وأضاف أن السيسي يحمي مصالح إسرائيل وأنه لن يدخل في مواجهة مع الإسرائيليين من أجل القضية الفلسطينية. وقال القرضاوي خلال ندوة نظمها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الدوحة أمس الأحد "ايهود باراك (وزير الدفاع الإسرائيلي السابق) والجماعة دول (هؤلاء) بيقولوا لنا ايدوا السيسي. السيسي ده راجلنا السيسي ده بتاعنا. ده سيسيهم وليس سيسينا." ومن المتوقع أن يحقق السيسي فوزا سهلا في الانتخابات التي تجرى يومي 26 و27 ماي. والمرشح الآخر في الانتخابات هو السياسي اليساري حمدين صباحي الذي حل ثالثا في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التي فاز مرسي بجولتها الثانية عام 2012. وتقول جماعة الإخوان المسلمين إن أنشطتها سلمية وتتهم السيسي بتدبير انقلاب للاطاحة بمرسي أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا. وقال القرضاوي "من يوم ما جالنا (السيسي) ما شوفناش (لم نشهد) غير الدماء والاعتقال وهتك الأعراض وكل شيء سيء." وأضاف "مصر تخسر كل شيء... هذه مصيبة كبرى." وساهمت تصريحات القرضاوي في حدوث شرخ كبير في العلاقات السياسية بين قطر ودول الخليج. وفي خطوة لم يسبق لها مثيل سحبت السعودية والامارات والبحرين في الخامس من مايو آيار سفراءها من قطر واتهمت الدوحة بأنها لم تحترم اتفاقا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لهم إلا أن قطر تنفي هذا الاتهام. وتشعر الدول الثلاث بالغضب بوجه خاص بسبب دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين التي تبجل القرضاوي والتي يتعارض فكرها مع نظم الحكم السائدة في الخليج. ومنذ ذلك الحين امتنع القرضاوي عن إلقاء الخطب يوم الجمعة. لكن مؤتمر أمس الأحد أثبت أن الشيخ الطاعن في السن لم يمنع عن انتقاد شؤون مصر. وفي أبريل نيسان سئل ما إذا كان يعتزم مغادرة قطر لتخفيف الضغط على الحكومة فقال القرضاوي الذي يحمل الجنسية القطرية إنه لن يفعل ذلك. وقال "إذا انتصرت دولة قطر فانتصر الحق معها. نحن مع الأمير ووالد الأمير." وأضاف أن قطر تقف إلى جانب ما هو صحيح وتدافع عن القضايا العربية.