بعد نقاش مستفيض وانتظار دام زهاء عشر سنوات، جرى تنصيب أعضاء المرصد الوطني لصورة المرأة في الإعلام، اليوم الجمعة، بحضور كل من بسيمة الحقاوي وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، ووزير الاتصال مصطفى الخلفي وعدد من المهتمين والمتتبعين. وأكدت بسيمة الحقاوي وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية والاجتماعية، أن الرغبة الملحة في تأهيل الأدوار الاجتماعية للنساء لم يواكبها تطور في الخطاب الإعلامي الذي ظل، في جزء كبير منه، مقتصرا على متابعة هذه المتغيرات. وقالت الوزيرة، خلال تنصيب أعضاء مرصد صورة المرأة في الإعلام بالرباط، إن بعض وسائل الإعلام تمرر خطابات تكرس النظرة الدونية للمرأة، ويتم حصرها في نماذج نمطية، تظهر من خلالها المرأة كائنا سلبيا ومستهلكا يحتاج للحماية، ولا تشارك في اتخاذ القرارات المهمة، متابعة أن هذه النماذج لا تعكس الاهتمامات الحقيقية لكل النساء كما لا تعكس الأدوار المهمة التي تقوم بها النساء كفاعلات ورائدات في المجتمع. من جهة أخرى، يرى مصطفى الخلفي أن إطلاق المرصد الوطني لصورة المرأة في الإعلام حدث استثنائي، لافتا إلى التدهور الذي تعرفه صورة المرأة في الإعلام وتقديمها في صور سلبية تحط من كرامتها وتسيئ إليها وتختزلها في جسدها وتوظفها تجاريا واقتصاديا مما ينعكس سلبا على أدوارها ومهامها داخل المجتمع. وأشار المتحدث إلى أن الأمر لا يتعلق بإحداث المرصد فقط، بل أيضا بمراجعة قانون الاتصال السمعي البصري والذي سينص لأول مرة على منع وحضر شامل لاستغلال صورة المرأة بطريقة سلبية على مستوى الإشهار والبرامج والأعمال التلفزية، والحرص على المناصفة في جميع البرامج واللقاءات الحوارية. بدوره قال سفير الاتحاد الأوروبي في المغرب، روبرت جوي، إن للإعلام دورا هاما في تحسين صورة المرأة وتعزيز مكانتها داخل مجتمعها، مؤكدا على أنه لا تنمية مستدامة في ظل غياب المساواة. ويعد المرصد الوطني لصورة المرأة في الإعلام، الذي يرسخ إحداثه المقاربة التشاركية كخيار استراتيجي لرصد ومحاربة الصور النمطية في مختلف الوسائط الإعلامية، آلية وطنية تجمع ممثلي القطاعات الحكومية الفاعلة في المجال وممثلي جمعيات المجتمع المدني والهيآت المهنية، وممثلي مراكز الدراسات والبحث بالجامعات. ويهدف المرصد، لرصد وتتبع صورة المرأة في مختلف الوسائط الإعلامية المكتوبة والسمعية والبصرية وكذا الرقمية؛ ومحاربة الصور النمطية وتحسين صورة المرأة في الإعلام؛ إلى جانب المساهمة في تحسين وتطوير المعرفة في المجال والمساهمة في نشر ثقافة المساواة والنهوض بحقوق المرأة. ويتشكل المرصد الوطني للمرأة في الإعلام، من كل من سكينة يبوري ممثلة وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، ونزهة الحضرمي ممثلة وزارة الاتصال وسعاد الرويجل ممثلة وزارة الثقافة، وأمينة غريب ممثلة القطب العمومي للاتصال السمعي البصري، ومريم الزخراجي ممثلة شبكة النساء الصحفيات بالمغرب، وليلى صالح ممثلة اتحاد العمل النسائي وبشرى المرابطي ممثلة منتدى الزهراء للمرأة المغربية، وعبد العالي تيركت ممثل الجمعية المغربية لحقوق المشاهد وخديجة مروازي ممثلة الوسيط من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان. إضافة إلى فاطمة الزهراء الورياغلي ممثلة الفيدرالية المغربية لناشري الصحف وإدريس الوالي ممثل الفيدرالية المغربية للإعلام وإلهام بلمين ممثلة اتحاد وكالات الاستشارة في الاتصال ومنير الجازولي ممثل مجموعة معلني المغرب، وعبد الوهاب الرامي ممثل المعهد العالي للإعلام والاتصال والفنانة نعيمة المشرقي والباحثة نادية لمهيدي وإعلاميات وممثلات لعدد من الجامعات الوطنية. وسيقوم المرصد الوطني لصورة المرأة في الإعلام، بأعمال اليقظة والرصد والتتبع لصورة المرأة في مختلف وسائل الإعلام، وإعداد وتطوير المؤشرات في مجال رصد صورة المرأة في الإعلام، فضلا عن إحداث بنك للمعلومات والمعطيات حول الصور النمطية المرصودة في مختلف الوسائط الإعلامية، المكتوبة والسمعية والبصرية، وكذا الرقمية والمساهمة في إنجاز الدراسات والبحوث ذات العلاقة بالمجال، وتتبع وتقييم صورة المرأة في السياسة العمومية مع إنجاز التقرير السنوي، وتقارير دورية أو موضوعاتية عند الاقتضاء.