أعلنت بسيمة الحقاوي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، عن اقتراب صدور القرار المؤسس ل"مرصد تحسين صورة المرأة في الإعلام"، بعد أن طال النقاش حوله منذ سنة 2006، دون خروجه إلى أرض الوجود. وجاء الإعلان خلال الندوة الصحفية، التي نظمتها شبكة النساء الصحافيات بالمغرب، مساء أول أمس الأربعاء، في الدارالبيضاء، بشراكة مع مجلة نساء من المغرب. ويرمي إخراج المرصد، الذي تتداول حوله، حاليا، وزارة الاتصال ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، إلى الوقوف على ظاهرة الترويج للصورة النمطية عن المرأة، ووقف تبخيس صورتها وتحويلها إلى صورة منسجمة غير نمطية، تؤكد بسيمة الحقاوي. وأجمع ثلة من المغاربة، يمثلون مجال السياسة والفن والبحث الاجتماعي ومهتمين بالإنتاج السمعي البصري ومجال الإعلام، عن وجود "هجمة" على صورة المرأة في الدراما والمنتوج الإعلامي العربي والمغربي، تسيء لكيانها ولمكانتها. وتحدثت خديجة سبيل، رئيسة تحرير مجلة "نساء من المغرب"، عن أن اختيار موضوع الندوة جاء تبعا لما يشهده شهر رمضان من إنتاج درامي، داخل وخارج المغرب، لا يخلو من تمرير صور نمطية مسيئة للمرأة، تهز كيانها فتصبح صورة سلبية في الإنتاج الدرامي، وفقا لما هو ملموس في عدد من الإنتاجات الدرامية. ودفعت هذه الوضعية شبكة النساء الصحافيات في المغرب إلى فتح باب النقاش حول الموضوع والإحاطة بالعديد من جوانبه، في أفق وضع تصور مشترك للخروج وحلول لمحاربة تنميط صورة المرأة والإساءة إليها، ودعوة الإعلام والإنتاج الدرامي إلى تحسين صورة المرأة وضمان المكتسبات التي حققتها. وذكرت الحقاوي أن الإساءة إلى صورة المرأة، في الإعلام والإنتاج الدرامي وفي الوصلات الإشهارية، يمس المرأة في كيانها وفي كرامتها وفي حياتها اليومية، ويخدش وجود المرأة كإنسان. وأوضحت الحقاوي أنها تدخلت برفع مراسلة إلى الهيأة العليا للسمعي البصري "الهاكا"، للتنبيه إلى وجود لقطات ووصلات إشهارية مسيئة للمرأة، فانتهى الأمر بوقف بثها على شاشة التلفاز. ولتصحيح هذه الوضعية، أكدت الحقاوي قناعتها بأنه في إمكان الفن والابداع المساهمة في تغيير الصورة النمطية عن المرأة وحتى عن الحياة داخل المجتمع المغربي، من خلال ابتعاد الدراما عن تسويق الحضارة والمجتمع المغربي بشكل منحط، بينما يستحق المغرب مكانة خاصة، تبعا للتغيرات الحاصلة فيه على جميع الأصعدة، تؤكد الحقاوي. وفي مقابل ذلك، نوهت الحقاوي باللوحات التي تقدمها سلسلة "الكوبل"، وقالت إنها تقدم صورة إيجابية عن المرأة داخل الأسرة، إذ تجسد الحكمة، والعقل، والقوة، والمرأة المنبهة إلى الأخطاء، وهي الشخصية المتجسدة في "الشعيبية". وتبعا إلى ذلك، دعت الحقاوي إلى الانفتاح على مختلف المهن الفنية، والحديث عن المرأة في الإنتاج الدرامي والإعلامي، ككيان ومخلوق وإنسان، لتفادي سلبيات التمثلات، التي تأتي من صور في الواقع فتولد سلوكات ومواقف قبل المرور إلى الفعل. من جهتها، تحدثت الباحثة مليكة نجيب، في عرضها حول مقاربة الصورة السلبية للمرأة المغربية في المنتوج العربي، عن أن الوضعية تعكس وجود "هجمة تحولت إلى ظاهرة، تلصق بالمرأة نعوتات تنتج عن تمثلات". ووصفت الهجمة السلبية بأنها مساس بأخلاق ومكانة المرأة، تعكس في عدد من الصور امتهانهن لمهن وضيعة وتسخيرهن في بعض المنظمات المحظورة ومنحهن تسهيلات للعمل في مهن مسيئة خارج المغرب. وحملت مليكة نجيب جزءت من هذه المسؤولية إلى وجود ما أسمته ب" تقصير حكومي في محاربة الأمية وفي غياب فرص كبيرة للشغل وتراجع الغيرة والأنفة وغياب إعلام واع، وغياب مقاربة استباقية لتفادي هذه الوضعية". من جهتها، دعت لطيفة أحرار المسؤولين إلى توفير ثقافة فنية داخل المدارس وتوفير تربية فنية لتفادي الانتاجات الدرامية والاعلامية التي تسيء الفهم للمرأة وبالتالي لتوظيفها في الانتاج الدرامي. وعللت الواقع بأنه نتاج وجود سيناريوهات هشة، ناتجة عن ظروف المصادقة على الأعمال الفنية التي تربط الشروع في الكتابة ووضع الأفكار بعد المصادقة على دفاتر التحملات. أما عز العرب العلوي، رئيس قسم الإخراج في المعهد العالي لمهن السينما، فيرى أن هذه الوضعية هي نتاج المجتمع نفسه، الذي يتطلب منه إعادة إنتاج صورته، من خلال إعادة هيكلة الدراما لتصبح درعا واقيا عبر منافسة الدراما العربية والتوجه إلى الإنتاج التاريخي. وشخص عز العرب الوضعية بأنها نتاج اعتماد الدراما المغربية على الموروث الشعبي مع عدم قدرتها على منافسة إنتاج الآخر، وإعادة البحث داخل السيناريوهات.