كشف حمادة البيهي، العائد أخيرا من مخيمات تندوف إلى المغرب، عن طرق تهريب الجزائر، وجبهة البوليساريو الانفصالية، للمساعدات الإنسانية الدولية التي ترسلها العديد من الجهات إلى ساكنة تندوف، مبرزا أنه "حضر جزء منها في ميناء وهرانالجزائري. وقال البيهي، الذي عاد للوطن في 2014، إن تقرير مكتب الاتحاد الأوربي لمكافحة الغش، حول مصير المساعدات الموجهة لمخيمات تندوف، معطيات بسيطة لا ترقى للحجم الكبير من التلاعبات التي خلقت غنى فاحشا لدى القيادة الحالية للجبهة الانفصالية. وفي سرده لأحداث عاشها، وخصوصا أنه من ساكنة مخيمات تندوف منذ أربعين سنة، قال البيهي في تصريحات لهسبريس، أثناء مشاركته في الدورة 29 لمجلس حقوق الإنسان بحنيف، إن "هناك مافيات تتحكم في هذه المساعدات الإنسانية بإشراف جزائري". وقال في واقعة سبق له أن حضرها إن "هناك طاقم في مدينة وهران يضم ممثلي عن جبهة البوليساريو، وأعضاء عما يسمى بالهلال الأحمر الصحراوي، وشركة نقل تابعة لأحد جنرالات الجزائر المتقاعدين، يدعى العماري، هي من تشرف على تحويل المساعدات". "كنت شاهدا على تنقيل عدد من المساعدات من ميناء وهران، وكانت الحمولة حوالي 27 شاحنة محملة بأنواع الأغذية والألبسة، وبعد وصولنا للرابوني في المخيمات لم تصل سوى 13، فيما توجهت الشاحنات الأخرى لمدن أخرى، مثل وهران وصطيف وبلعباس". وأردف البيهي بأن "المساعدات لا تأتي فقط من الاتحاد الأوربي، والذي يمنح عشرة ملايين أورو سنويا للبوليساريو، ولكنها تأتي من أكثر من دولة وهيئات مانحة لهذا الكيان"، معتبرا أن "هذه المساعدات تعرف تلاعبات أكبر مما جاء في التقرير" وفق تعبيره. البيهي أوضح أن التلاعبات على أرض الواقع أكبر حجما من التقرير"، مضيفا "خلال الشهر الماضي الذي سبق رمضان لم يتوصل الفرد سوى بستة كيلوغرام من الدقيق، وكيلوغرام من السكر، وربع لتر زيت، وربع كيلوغرام من شاي، وعلبتين من السردين". وتابع المتحدث بأن "جبهة البوليساريو تقول أن العدد الإجمالي لساكنة المخيمات هو 165 ألف، ولكن الحقيقة أن السكان لا يتجاوزون بين 70 ألف"، مشددا على ضرورة المطالبة بإحصاء هذه الساكنة، والتأكد من أنها ساكنة حقيقية، وأنه لم يتم تجميعها وخصوصا بعد حرب مالي". وأوضح حمادة البيهي أن "خريطة المخيمات التي عاش فيها، منذ أربعين سنة، شهدت تغيرات جملة وتفصيلا"، مبرزا أن "الآلاف من سكان تندوف غادروا المخيمات، فمنهم من توجه نحو إسبانيا وموريتانيا، ومنهم أيضا من عادوا إلى أرض الوطن".