اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، على الخصوص، بتدفقات المهاجرين غير الشرعيين على أوروبا، والأزمة اليونانية، وإعلان الحكومة الهنغارية إغلاق الحدود مع بلغراد، إضافة إلى مجموعة من المواضيع المحلية. ففي إسبانيا، اهتمت الصحف الرئيسية بخروج حزب الاتحاد الديمقراطي الكتالوني من حكومة جهة كتالونيا بسبب خلافات حول خارطة الطريق السيادية التي كيفتها حكومة هذه الجهة الواقعة شمال شرق إسبانيا برئاسة أرتور ماس. وأوضحت صحيفة (إلباييس) أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكتالوني، الذي له ثلاثة وزراء في هذه الحكومة، قرر الخروج من حكومة أرتور ماس، تعبيرا عن رفضه لخطته الخاصة باستقلال جهة كاتالونيا، مشيرة إلى أنه أكد أن هذه القطيعة لا تهم الفريق البرلماني، وبالتالي، فإنه سيواصل دعم الحكومة داخل البرلمان الكتالوني. من جهتها أوردت صحيفة (لا راثون)، تحت عنوان "ماس ودوران يضعان حدا للتقارب والاتحاد"، أن قادة حزب الاتحاد الديمقراطي لكاتالونيا اتخذوا هذا القرار نهاية الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن هذه الهيئة السياسية مقتنعة بأن خطة الاستقلال ستشكل نهاية المسار السياسي لأرتور ماس. وكتبت صحيفة (أ بي سي) أن القومية الكتالونية المعتدلة تخلت عن أرتور ماس في "هذيانه الاستقلالي"، مشيرة إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي لكاتالونيا لم يركع أمام ضغوط حزب الأغلبية في الحكومة الكتالونية، التقارب والاتحاد، من أجل دعم الخطة الانفصالية لكتالونيا. وأشارت اليومية، أيضا، إلى أن الحزب الشعبي والحزب حديث النشأة سيوددانوس يعتقدان أن هذا الانقسام داخل الحكومة الكتالونية يشكل فرصة للفوز في الانتخابات الجهوية المقررة في 27 شتنبر القادم بهذه الجهة. وفي سياق متصل لاحظت (إلموندو) أن قومية ماس فرضت على الاتحاد الديمقراطي الكتالوني كسر التحالف الحكومي، مضيفة أن الحزب وصف قراره ب"المنسجم والثابت"، معربا عن رفضه تلقي "انذارا" من قادة التحالف لاتخاذ قرار حول مسألة دعم الخطة السيادية للحكومة الكتالونية الحالية. وفي فرنسا اهتمت الصحف بقضية الهجرة بعد تقديم وزير الداخلية بيرنار كازنوف أمس الأربعاء لمخطط جديد حول هذه القضية. في هذا الصدد، كتبت صحيفة (لوموند) أن هذا المخطط ينص على إقامة 10 آلاف و500 مكان إيواء اضافي لفائدة طالبي اللجوء، وعلى مضاعفة عدد الراغبين في العودة الطوعية للمهاجرين لأسباب اقتصادية، مضيفة أن الحكومة ترغب ايضا في تحسين ملء مراكز الاحتجاز الإداري آخر مرحلة قبل الترحيل القسري. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الجرعة الإنسانية تعد رسالة موجهة إلى اليسار والأوساط الجمعوية، وإلى سكان باريس الذين انخرطوا منذ أسبوعين في مساعدة المهاجرين. من جهتها أكدت صحيفة (لوفيغارو) أن مخطط كازنوف لقي على الفور انتقادات من قبل المعارضة، واصفة إياه بالمخطط "الخجول" والغامض من حيث الأهداف المرتبطة بطرد المهاجرين غير الشرعيين. وذكرت الصحيفة أن الحزب اليميني الجديد "الجمهوريون" (معارضة) دعا، في هذا الصدد، إلى تنظيم رحلات جماعية لترحيل المهاجرين السريين. من جانبها تناولت صحيفة (ليبراسيون) قضية الهجرة بشكل عام، مسلطة الضوء على الكلفة المالية والانسانية لتدفق الهجرة نحو أوروبا، ومحاولات بلدان الاتحاد الأوروبي مراقبة حدودها. وفي النرويج، اهتمت الصحف بالعديد من المواضيع المحلية والدولية، من ضمنها الانتخابات التشريعية التي تجرى اليوم الخميس في الدانمارك، إذ أشارت صحيفة (في غي) إلى أنه مع انتهاء الحملة الانتخابية تتوجه الأنظار نحو معرفة رأي الناخبين المترددين. وأضافت الصحيفة أن هذه الانتخابات تجري وسط نتائج استطلاعات رأي تشير إلى أن هناك تقاربا بين الكتلتين الرئيسيتين المتنافستين أي كتلة هيلي تورنينغ شميت رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها، وكتلة زعيم الحزب الليبرالي ورئيس الوزراء السابق لارس لوك راسموسن. من جهتها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى توقع تساوي النتائج بين الكتلتين المتنافستين بزعامة رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي هيلي تورنينغ شميت، وزعيم الحزب الليبرالي لارس لوك راسموسن. واعتبرت أن بعض المناطق يمكن أن تحسم الانتخابات في الدنمارك، وخاصة في جزر فارو وغرينلاند. على صعيد آخر، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أنه وفقا لتقرير أممي فإن نحو 60 مليون شخص يرون أنفسهم حاليا أجبروا على الفرار من منازلهم وتركوا كل ما يملكون. وأضافت استنادا إلى المصدر ذاته أن هناك نقلة نوعية حيث بلغ عدد الهجرات أكبر من ما سجل في العقود الماضية، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي يبدو مفتقرا للقدرة والإرادة على العمل لوقف الحروب والحفاظ على السلم. وفي البرتغال، تركز اهتمام الصحف حول اجتماع مجموعة الأورو اليوم الخميس بأجندتها التي وصلت إلى النفق المسدود في المفاوضات بين اليونان ودائنيها. وكتبت صحيفة (بوبليكو) أن وزراء مالية منطقة الأورو يجتمعون اليوم الخميس بلوكسمبورغ بعد أربعة أيام من تبادل الانتقادات بين الجانبين، وبعض الشتائم والدعوات اليائسة، وفي غياب أي تقدم ملموس في المفاوضات بين اليونان ودائنيها. وأضافت أنه لم يمض وقت طويل على اعتبار اجتماع مجموعة الأورو محطة من شأنها أن تفضي إلى إبرام اتفاق يسمح لأثينا بتلقي الشطر الأخير من قرض الترويكا، لكن يبدوا أن هذا السيناريو بات بعيدا على اعتبار أن كلا الطرفين يعتبر أن "الكرة الآن في معسكر الآخر". واعتبرت اليومية أنه في حال فشل هذا الاجتماع في إخراج المفاوضات من النفق المسدود وأجواء التوتر، فإنه سيتعين توقع، في حال عدم سداد اليونان ما بدمتها، خروجها المحتمل من منطقة الأورو كنتيجة لهذه الأزمة. من جانبها، أشارت (دياريو دي نوتيسياس) إلى أن بنك اليونان يعترف بالفعل بخروج البلاد من منطقة الأورو، ومن الاتحاد الأوروبي، في غياب التوصل إلى اتفاق يسمح بالإفراج عن التمويل اللازم لاستمرارية هذا البلد. وأضافت اليومية نقلا عن المفوض الأوروبي المكلف بالأورو، فالديس دومبروفسكيس، إن ما يلزم لإيجاد حل لليونان هو "الإرادة السياسية"، مشيرة إلى أن بروكسل قالت، من جهتها، إنها قامت بما يتعين لإيجاد حل لهذا المشكل، لكنها لا تنتظر الكثير من اجتماع مجموعة الأورو. وفي إيطاليا، تطرقت أغلب الصحف لإعلان الحكومة الهنغارية إغلاق حدودها مع بلغراد وبناء سياج بلو أربعة أمتار وطول 170 كلم على طول الحدود مع صربيا. فتحت عنوان "المهاجرون، جدار في أوروبا" كتب (المساجيرو) أنه بعد 26 سنة عن سقوط جدار برلين، قرر الهنغاري فيكتور أوربان، المحافظ الذي يعارض توزيع المهاجرين بين دول الاتحاد الأوروبي، بناء جدار آخر لمنعهم من الوصول إلى بلاده انطلافا من صربيا. وأضافت أنه تم تقديم هذا المشروع أمس الأربعاء من قبل وزير الخارجية الهنغاري بيتر زيإارتو، بعد أن كان قد أشار إليه الأسبوع الماضي، رئيس الوزراء الشعبي، "الذي يخوض حملة انتخابية قبل الأوان". من جهتها أشارت (لاريبوبليكا) إلى أن قرار هنغاريا بناء جدار على الحدود مع صربيا شكل مفاجأة، لاسيما، بين قادة هذا البلد، ومن بينهم رئيس الوزراء ألكسندر فوتشيش، الذي قال إنه "صدم" بهذا القرار. ونقلت اليومية عن فوتشيش قوله "إن الحل لا يكمن في بناء الجدران. وأن لا يمكن تحميل صربيا مسؤولية الوضع الناشئ عن المهاجرين، نحن بلد عبور"، متسائلا "هل صربيا مسؤولة عن الأزمة في سورية، والمشكلة الكردية" وغيرها. وبالنسبة للمحافظ فيكتور أوربان، الذي تحدث يوم الجمعة الماضي عن "احتمال إغلاق شامل" للحدود مع صربيا، التي يمر عبرها جميع المهاجرين تقريبا الذين يصلون إلى البلاد، فإن "هنغاربا تحتفظ لنفسها بحق اتخاذ التدابير المناسبة" ضد هذه الظاهرة. من جهتها أشارت (لا كورييري ديلا سيرا)، التي ركزت على الخلافات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة، لرد فعل البابا فرنسيس، الذي أدان هذه المبادرة، داعيا إلى "طلب المغفرة للأشخاص والمؤسسات التي تغلق الباب أمام هؤلاء الأشخاص الذين يبحثون عن أسرة وشخص يتكفل بهم".