اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الأربعاء، بجملة مواضيع منها الأزمة اليمنية والمفاوضات الجارية بشأنها في جنيف، والقضية الليبية، وموضوع الإرهاب وسبل مواجهته، ونتائج الانتخابات التركية، والعلاقات العربية الإيرانية، والأزمة السياسية في لبنان في ظل استمرار الفراغ الرئاسي الذي دخل عامه الثاني هذه الايام. ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام)، في افتتاحيتها بعنوان "رمضان فرصة للعمل"، عن لجوء البعض في رمضان للتكاسل، وقالت "إن قضاء مصالح الناس، وإتقان العمل، هي من أهم السلوكيات التي يجب التقرب بها لله"، منتقدة بعض التصرفات التي تظهر في رمضان من قبيل ازدياد وتيرة التشاجر والتلاسن وتبادل الشتائم، والتعلل بأن الجو حار لإتيان تصرفات لا تكون إلا في رمضان. وفي عموده بالصحيفة نفسها، انتقد الكاتب الصحفي صلاح منتصر عدم وجود برلمان على الرغم من مضي سنة على تولي عبد الفتاح السيسي الحكم في مصر، وقال إن هذا البرلمان كان يجب انتخابه قبل شهور "لولا العوار الدستوري، الذي كشفته المحكمة الدستورية في قانون الانتخاب، والمتهم الأول في هذا العوار من أعدوا القانون ولم يتموا عملهم بالدقة الواجبة". وأكد أنه "ليس مقبولا التلكؤ في انتظار انتخاب هذا البرلمان على أمل أن مضي الزمن سيمنح الأحزاب فرصة تقويتها لإنتاج برلمان قوي فهذا وهم. فلن يصلح الأحزاب غير الممارسة الحقيقية عن طريق البرلمان". وكتبت صحيفة (الجمهورية)، في افتتاحيتها بعنوان "لا .. للمصالح الشخصية"، أن الجماعات الإرهابية تحاول، من خلال الاغتيالات والتفجيرات، تعويق مسيرة الوطن على الطريق المرسوم لمستقبل أفضل، معتبرة ذلك محاولة محكوم عليها بالفشل لأن الشعب الذي حدد هذا المسار في ثورة 30 يونيو لن يرضخ للإرهاب مهما كانت وحشية جرائمه. وفي الشأن الليبي، رأى الكاتب الصحفي أحمد سيد أحمد، في عموده اليومي بجريدة (الأهرام)، أن الوقت لم يعد في صالح الفرقاء الليبيين للاستغراق في تفاصيل الحل السياسي الذي يسعى إليه مبعوث الأممالمتحدة ليون. واعتبر أن الحل السياسي المطروح حاليا يمثل فرصة أخيرة لإنقاذ ليبيا والحفاظ على وحدتها وتماسكها، ويدفع في اتجاه بناء الدولة وتوظيف موارد البلاد النفطية الهائلة لتحقيق التنمية الشاملة. وفي البحرين، قالت صحيفة (البلاد)، في مقال بعنوان "المخالفة بين الإرهاب والمعارضة"، إن نطاقات الآراء المتعددة حول مختلف المسائل ينبغي أن تبقى ضمن إطار المصلحة الوطنية "بعيدا عن تبرير التزيين للغاية بقبح الوسيلة باتخاذ الحرق والتفجير وتدمير الممتلكات العامة استهدافا للدعوة إلى الإصلاح وتبنيا للمعارضة". وأوضحت الصحيفة أنه "في ظل المجتمعات المتمدنة أصبحت المعارضة الوطنية وليست تلك التي تستهدف الآمنين بإرهابها باسم الإصلاح هي صمام الأمان لكفالة تحقيق الاستقرار السياسي"، وذلك حتى لا يستأثر طرف بإدارة دفة الأمور دون رقابة طرف مقابل يخالفه في الآراء والتوجهات ضمن إطار المصلحة الوطنية في مبادئها الكلية، وعندئذ "تتحقق المعارضة الإيجابية الجادة التي يمكن أن تكون محل استثمار لتطوير النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في المجتمع". وفي مقال حول الحالة الإنسانية باليمن، قالت صحيفة (الوطن) إن الضربات الجوية التي تشنها قوات التحالف العربي ليست سبب تردي الحالة الإنسانية في اليمن، بل على العكس من ذلك، حمت هذه القوات مساحات واسعة من الأراضي اليمنية فعاد إليها الأمن ووصلتها المساعدات عبر عملية (إعادة الأمل)، مشيرة إلى أن "دولا ومنظمات دولية عدة اعتادت على استخدام قياس فاسد ولا يستقيم مع المنطق، لن ترى ذلك". فمن أبسط ما تجاوزته بعض تلك المنظمات، حسب الصحيفة، جريمة انتشار المرض والجوع بين اليمنيين، متسائلة "كيف لا تدان على ذلك المليشيات الحوثية وهي المسيطرة على الاقتصاد وإدارة الدولة وكل الموارد النفطية والدوائية ومخازن المواد الغذائية ". وفي قطر، انتقدت صحيفة (الشرق) الحملة الإعلامية التي تقودها بعض وسائل الإعلام الغربية ضد استضافة قطر لمونديال 2022 لكرة القدم، مبرزة، في هذا الصدد، أنه "لم يكن مستغربا الموقف الذي خرج به وزراء الإعلام لدول الخليج العربي خلال لقائهم في الدوحة الأسبوع الماضي، حين اتفقوا على تولي قطر وضع رؤية التحرك الإعلامي المشترك لمجابهة الحملات العنصرية التي تقودها لوبيات مختلفة، يجمعها بغضها للعرب ولأبناء الخليج العربي على وجه الخصوص". ولاحظت أن الأمر يتعلق "بكراهية وعنصرية يحاول مروجو هذه الحملات إخفاءهما، لكنهم لم يستطيعوا التغلب عليهما حتى في فعاليات رياضية يفترض أن تكون إنسانية جامعة وملتقى لجميع الأجناس، لا وسيلة يستخدمونها لإثبات تناقضهم مع كل المبادئ والأخلاقيات"، مؤكدة أنه إذا كان وزراء الإعلام اتفقوا على تولي دولة قطر وضع رؤية التحرك الإعلامي المشترك لمجابهة تلك الحملات العنصرية، فإن على الشباب الخليجي أن "يساهم في ممارسة الضغوط على الحسابات الرسمية والشخصية" للجهات التي تقف وراء هذه الحملات. وتعليقا على جلسات مؤتمر جنيف حول اليمن، التي بدأت أمس، كتبت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، أنه "بعيدا عما تشهده أروقة المؤتمر من عراقيل، وتعقيدات، افتعلها الحوثيون، حتى من قبل أن يبدأ المؤتمر، وأدت إلى تأجيل موعد افتتاحه، فإن نجاح المؤتمر، له اشتراطات أساسية، إن لم تتوافر، فإن الفشل سيكون نتيجة حتمية له". ومن هذه الشروط، تضيف الصحيفة، أن وفد الشرعية اليمني، "لم يذهب إلى جنيف، ليبدأ من نقطة الصفر، فهناك قرارات دولية ملزمة، في مقدمتها قرار مجلس الأمن 2216 الذي لا يمكن التنازل عن تنفيذه، إضافة الى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني". وفي الأردن، قالت جريدة (الدستور)، في مقال لها، إن الأردنيين "بحاجة ماسة للاتفاق على هدف كبير واضح" للجميع، يتمثل في الحفاظ على الأردن، "وذلك بأن نعمل على تجنيب الدولة بكل مكوناتها ومؤسساتها التعرض للاختلال أو الضعف نتيجة الهزات الارتدادية للزلزال المدمر الذي يجتاح الأقطار المجاورة". وأكدت الجريدة، في السياق نفسه، على ضرورة "الحفاظ على قوة الجيش الأردني من محاولة جره إلى معارك الاستنزاف التي أطاحت بأقوى الجيوش العربية، مع بقائه في كامل قوته وجاهزيته وأهبته واستعداده للدفاع عن الأردن وترابه ومؤسساته وشعبه بكل عزم ومهنية عالية". وتطرقت صحيفة (الغد)، في مقال للوزير الأسبق مروان المعشر، لموضوعي قانون الأحزاب الذي أقره مجلس النواب مؤخرا وقانون الانتخاب الذي ينتظر تقديمه في الفترة المقبلة، فقالت "إن أردنا الوصول لمجلس نواب يعتمد العمل الجماعي الحزبي"، فإن السبيل لتحقيق ذلك على مراحل، ليس عن طريق قانون أحزاب أغلبه إجرائي، "ولكن عبر قانون انتخاب يعتمد التدرجية في تخصيص المقاعد لقوائم حزبية، وحزبية فقط (...)". ومن الأهمية بمكان أيضا، يستطرد كاتب المقال، وجود عتبة بنسبة معينة لدخول قائمة حزبية لمجلس النواب، لمنع تشرذم الأحزاب، وتشجيع اندماجها في عدد معقول. وكتبت جريدة (العرب اليوم)، في مقال لها، أن في حضن مجلس النواب الآن مستقبل الحكومة في مجال الإصلاح السياسي، بقانوني البلديات واللامركزية وقوانين اقتصادية، كما أن في حضن الحكومة مستقبل مجلس النواب، إذ ستحدد ساعات عمر المجلس في اللحظة التي يقدم فيها مشروع قانون الانتخاب الجديد، إذ يعني إقرار قانون جديد في العرف إجراء انتخابات مبكرة على أساسه من أجل تجديد الحياة السياسية. وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحية بعنوان "المسؤولية عربية" عن الخطرين الداهمين اللذين يواجهان الأمة العربية والمتمثلين في "الإرهاب التكفيري وتصاعد الفحيح المذهبي والطائفي إلى ذروة غير مسبوقة في تاريخنا". وأبرزت الافتتاحية أن الخطرين لم يعودا مجرد كلام عابر أو حالة استثنائية إنما باتا في عقر الدار "في منازلنا ومنتدياتنا ومدارسنا وجامعاتنا وفي الشوارع والمقاهي وفي وسائل الإعلام، وعلى الشاشات وفي الحوارات، وفي محطات التلفزة التي يبث بعضها ليل نهار كل ما يثير الحقد والكراهية والفرقة من دون حساب لنتائج كارثية بدأت بواكيرها تطل في أكثر من بلد عربي". وشددت (الخليج) على الحاجة الماسة اليوم إلى "فعل جدي على مستوى عربي، لأن البيانات والمواقف الإعلامية غير مجدية في مواجهة مثل هذا الخطر"، مؤكدة أن على العرب الخروج من حالة الانتظار والمواقف الكلامية إلى الفعل، لأن الانتظار ليس في مصلحة أحد والرهان على الوقت قد يكون كارثيا، والتعامل مع الإرهاب والطائفية يجب ألا يكون مزاجيا أو يخضع للتفسير والتأويل. من جهتها، اعتبرت صحيفة (البيان)، في افتتاحية بعنوان "السلام لغة الإمارات"ø، أن مطالبة البرلمان العربي في اجتماعاته في القاهرةلإيران بحل مشكلة الجزر الإماراتيةالمحتلة، بالتفاوض المباشر مع الدولة، أو عبر اللجوء للتحكيم في محكمة العدل الدولية، مطالبة مهمة وتؤشر على الموقف العربي من هذه القضية المهمة. وأكدت الصحيفة أن الإمارات العربية المتحدة لم تكن في أي يوم من الأيام، "إلا دولة تدعو للسلام، ولتجاوز الخلافات باللجوء إلى العقل والحكمة"، مضيفة أنها تدرك أن أمن الإقليم سمة مهمة لكل الدول، بما في ذلك إيران ودول الخليج العربي، فهذا الأمن يخص حياة شعوب هذه المنطقة واستقرارها واقتصادها. وجددت الافتتاحية، في هذا السياق، الدعوة من أجل حل مشاكل الاقليم والمنطقة، بلغة الحوار والسلام والتفاهم، وهذا "يستلزم من الجميع مراجعة لمواقفهم، من اجل مستقبل هذه المنطقة، والعالمين العربي والاسلامي". وأشارت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، إلى أن اللعبة الانتخابية في تركيا أظهرت أفول نجم حزب العدالة والتنمية، حزب الرئيس رجب طيب أردوغان. وأوضحت، في هذا الصدد، أن أردوغان انتقل من وضع الطامح إلى الحصول على 367 مقعدا ليحول النظام من برلماني إلى رئاسي، إلى وضع يجد فيه نفسه مهددا بخروج حزبه من الحكومة المرتقبة ذاتها بعد حصوله بالكاد على 252 مقعدا. واعتبرت أن الأمر يتعلق ب"انكسار تاريخي يصعب تعوضيه خلال زمن طويل"، لاسيما في ظل مؤشرات توحي بنهاية حقبة "الأردوغانية". وبلبنان، كتبت صحيفة (اللواء) أن رئيس الحكومة تمام سلام يصل اليوم إلى القاهرة على رأس وفد وزاري مهم، حيث سيلتقي نظيره المصري إبراهيم محلب، ثم الرئيس عبد الفتاح السيسي، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وقالت الصحيفة إن المحادثات اللبنانية المصرية ستتناول، بالخصوص، "المساعدة المصرية الممكنة في مجال تصريف الإنتاج الزراعي عبر البحر، بعد توقف عمليات النقل البري بسبب سيطرة التنظيمات المتطرفة على المعابر بين سورياوالأردن" و "الملفات العربية الساخنة، وتداعيات الحرب السورية وانعكاساتها على الأوضاع في لبنان". وعلى صعيد آخر أشارت (الأخبار) إلى أن "أذرع" تنظيم (داعش) في جرود القلمون (سورية) وجرود عرسال (لبنان) تتصارع قبل احتدام المواجهة بين (حزب الله) و(داعش). وأوضحت أن "حرب أجنحة" تدور بين "أبناء التنظيم الواحد، وسط حملة تصفية للمنشقين، أبرزها تنفيذ حكم فتوى بذبح أمير التنظيم السابق أبو الوليد المقدسي". من جهتها كتبت (السفير) تقول "عشية بدء شهر رمضان، يستمر لبنان في صيامه عن انتخاب رئيس للجمهورية، لليوم التاسع والثمانين بعد الثلاثمئة على التوالي". وفي انتظار انتخاب رئيس، تضيف الصحيفة، يواصل الجيش السعي ب"كل الوسائل الى تأمين مستلزمات المعركة التي يخوضها ضد الإرهاب، لاسيما أن هبتي الأربعة مليارات السعودية (مليار دولار+ ثلاثة مليارات) اللتين بنيت عليهما آمال كثيرة وكبيرة لا تزالان تتأرجحان بين مد وجزر، وسط تعقيدات تختلط فيها العوامل الشخصية والمالية والإدارية والسياسية".