بعد أسابيع قليلة من رواج "إشاعات" كثيفة صدقها الكثيرون، وكذبها آخرون، بخصوص سيدة منقبة تزرع الرعب في نفوس ساكنة مدينة سلا، خاصة النساء والفتيات منهم، بإقدامها على الاعتداء عليهن بسكين حاد، وضع رجال الأمن أيديهم على من اعتبروه مصدرا لتلك "الإشاعة" المفزعة. وكان نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي قد بثوا شريط فيديو قصير، قيل إنه يعود لإحدى ضحايا سيدة منقبة لا يُرى من وجهها شيء، تجوب شوارع مدينة سلاوالرباط أيضا، وتستهدف وجوه النساء والفتيات خاصة، حيث بدت الضحية "مشرملة" بندب كبير على وجهها. وأفاد مصدر أمني مسؤول لهسبريس بأن فرقة الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن بسلا، تمكنت من اعتقال شخص يعمل في محل لبيع الكتب، وذلك على خلفية تورطه في إعداد، وتسجيل، ونشر شريط فيديو يزعم أن منقبة تشرمل النساء والفتيات باستخدام شفرة حلاقة. وأوضح المصدر الأمني ذاته أن "التحريات الأمنية الميدانية، مدعومة بالخبرات التقنية لوحدة الجريمة المعلوماتية، مكنت من تشخيص هوية الشخص الذي نشر هذا الشريط على شبكة الانترنت، وهو الأمر الذي ساهم في تحديد مكان تواجده وتوقيفه بمدينة سلا". صاحب الفيديو، يقول المصدر الأمني، هو شخص يبلغ من العمر 42 سنة، متزوج، ويعمل مساعد بائع في مكتبة بمدينة سلا، وله دراية واسعة ببعض التطبيقات المعلوماتية التي كانت تمكنه من إعداد تلك الأشرطة بهدف نشرها على شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. وكشف المصدر أولى المعطيات للبحث مع المشتبه به، وقال إنه "اعتاد تسجيل وتحميل أشرطة سمعية بصرية، ونشرها على موقع يوتوب، مقابل الحصول على تحويلات مالية من هذا الموقع العالمي، وهي مبالغ تنقص وتزيد بحسب عدد الأشخاص الذين يتصفحون ويزورون الشريط المبثوث". ودائما وفق ذات المصدر الأمني، فإن المشتبه فيه قام بتحميل شريط فيديو تظهر فيه سيدة تتلقى للعلاجات طبية بعد إصابتها بجرح في الخد، وعمد إلى توضيبه وتقديمه للمشاهدين على أنه اعتداء بشفرة حلاقة تقوم به سيدة منقبة بمدينة سلا، معتقدا أن ذلك سيضمن له نسبة كبيرة من المشاهدة، وبالتالي الاستفادة ماليا من بثه. وأورد المصدر عينه أن مبلغ التحويل المالي الذي حصل عليه المشتبه فيه، بعد نشره هذا الشريط لم يتجاوز 180 درهم، كاشفا أن مصالح الأمن حجزت لدى هذا الشخص أجهزة معلوماتية، قبل أن تحيله على العدالة صباح اليوم الجمعة للنظر في قضيته.