فيما أشاد معلقون وقراء بقرار وزير التربية الوطنية إعادة إجراء اختبار مادة الرياضيات الخاص بالعلوم التجريبية بمسالكها لجميع المترشحين بهذه الشعب، اعتبر آخرون أن القرار اتخذه الوزير، رشيد بن المختار، "مجبرا لا بطلا" بسبب ضغط المجتمع، واحتجاجات التلاميذ الغاضبين. ودعا متابعون لموضوع تسريب اختبار الرياضيات بامتحانات الباكالوريا، أمس الأربعاء، والذي أفضى إلى احتجاجات واسعة في أوساط التلاميذ، إلى إقامة ما سموه "صلاة الجنازة" على شهادة الباكالوريا، باعتبار أنها شهادة لم تعد بذلك البريق والإشعاع الذي كانت تحظى به في سنوات خلت. وقال معلق لقب نفسه ب"منبت الأحرار" إن شهادة البكالوريا فقدت قيمتها ومصداقيتها من زمان، وهي الآن بمثابة شيك بدون رصيد"، مضيفا أن "الدولة هي المسؤولة عن تسريب الامتحانات، وليس التلاميذ، فهناك شبكات منظمة من داخل الجسم التعليمي هي التي تقوم بذلك". وأورد معلق آخر بأن "تسريب امتحانات البكالوريا صار مهزلة، حيث كان في سنوات سابقة يتم بعد مرور دقائق من انطلاق الاختبار، ليصبح هذا العام قبل ساعات من بداية الامتحان، قبل أن يردف معلق ساخر بأنه "ربما في السنوات المقبلة يتم التسريب أسبوعا من قبل، أو يتم إعلانه عبر التلفزة. وأثنى معلقون على قرار وزير التربية الوطنية بإعادة اختبار الرياضيات يوم غد الجمعة، ووصفوه بالقرار المنصف، لأنه سيعيد فرص التكافؤ بين التلاميذ، وترجع الأمور إلى نصابها، حتى لا يكون هناك تمييز في التنقيط بين تلميذ اطلع عل ورقة التسريب، وآخر لم يعلم بوجودها. وبالمقابل لم يرق للبعض إعادة اختبار الرياضيات لاعتبارات نفسية، وقال "فاروق بوجادي" متسائلا "كيف سيذهب هذا الطالب يوم الجمعة إلى الامتحان، وهو منهار كليا، ونفسيته جد مهزوزة، وباقي المواد التي اجتازها، واﻷخرى التي سيجتازها بهذه النفسية، هل سيعاد اختبارها هي أيضا". وأما ياسين فقد شدد، في هذا السياق، على ضرورة "إعادة النظر في الفساد الإداري المستشري في التعليم"، وفق تعبيره، قبل أن يضيف أن "التلميذ، ومعه الأستاذُ، ما هو إلا الحَلَقةُ الأضعفِ، والحائطُ القصير الذي تُبرِّر به وزارة التربية الوطنية إخفاقها"، فيما سجل آخر بأن "تسريب الامتحان أبرز حجم الفساد في هذا القطاع".