بموازاة الغضب الذي اضطرم في صدور العديد من التلاميذ، بعد تسريب أسئلة مادة الرياضيات في امتحانات الباكالوريا، صباح اليوم، ارتفعت أصوات ناشطين وفاعلين سياسيين للمطالبة بإقالة وزير التربية الوطنية، رشيد بلمختار، وبإعادة المصداقية التي قالوا إنها فُقدت في شهادة الباكالوريا. وعمت حالة من التذمر في أوساط عدد من التلاميذ وأسرهم، بعد ذيوع خبر تسريب أسئلة اختبار الرياضيات بشعبة العلوم التجريبية، حيث انطلقت الاحتجاجات في مؤسسات تعليمية بالدار البيضاء، وبني ملال، وفاس، فيما عمدت وزارة التربية الوطنية إلى إعلان فتح تحقيق في موضوع التسريبات. وقال محمد الصدوقي، عضو الجمعية المغربية لحقوق التلميذ، في تصريحات لهسبريس، إن تسريب الامتحانات يشكل ضربة قاسمة لمصداقية الباكالوريا الوطنية دوليا ووطنيا، ولصورة المغرب التربوي، ومبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ، وتكريس صورة سلبية لديهم حول المسؤول القدوة. وأكد الإطار التربوي أن "وزير التربية الوطنية يتحمل المسؤولية المعنوية فيما حدث، بينما يتحمل المسؤولية التربوية والجنائية من سرب أسئلة الامتحان، والذي يجب أن يعاقب بأقصى العقوبات"، مطالبا بإعادة الامتحان في هذه المادة، وتطوير وسائل المراقبة الحديثة، وإعادة النظر في نظام التقويم والامتحانات برمته. ومن جهته، قال عبد الإله الخضري، مدير المركز المغربي لحقوق الإنسان، إن تسريبات بعض المواد في امتحانات الباكالوريا يسائل السياسة العامة في تدبير امتحانات الباكالوريا، التي تعتبر الفيصل في تحديد وجهة مستقبل التلاميذ، وتعكس حالة تسيب، وفقدان مؤسسات الدولة لهيبتها". ودعا الخضري، في تصريح لهسبريس، المشرع إلى "تشديد العقوبة على كل من تورط في عملية تسريب امتحانات الباكالوريا، ومن يقوم بالإجابة على الأسئلة وتزويدها للتلاميذ، وتجريم هذه الأفعال، واعتبارها جرائم تمس بأمن وهيبة الدولة"، وفق تعبيره. وتابع الناشط بأن "المغرب ليس وحده من يعيش على إيقاع طوفان تكنولوجيا الاتصال، وهوس شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن تبدو مظاهر الفساد قد سيطرت على كل مناحي الحياة ببلادنا، وباتت عقلية الغش والرغبة في الحصول على النقط دون جهد، السمة البارزرة في المجتمع". وزاد "هذا الوضع يتسبب في تبوأ أشخاص عديمي الكفاءة لمواقع حيوية في المؤسسات، فيما يغيب عنصر الاستحقاق في الولوج إلى المناصب"، مشيرا إلى أن "هناك آباء أنانيون يشكلون نخبة فاسدة، تسعى لمنح أبنائها فرصا أكثر من أبناء الشعب، للحفاظ على المكانة الاجتماعية التي حصلوا عليها عن طريق الغش". وطالب المتحدث الوزير بلمختار بتقديم استقالته فورا، كما دعا رئيس الحكومة بتشكيل خلية أزمة، من أجل اتخاذ ما يلزم من قرارات حكيمة وحازمة، لتجاوز أزمة تنذر بكوارث لا تحمد عقباه، وذلك لوضع حد للنزيف، وإرجاع المصداقية لنظام الباكالوريا المغربية"، على حد قوله. حزب الاتحاد الاشتراكي دخل بدوره على خط قضية التسريبات، حيث حذر المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، اليوم، من "المنحى الخطير الذي بدأت تعرفه امتحانات الباكالوريا، مع ارتفاع نسب الغش، واستعمال أساليب جد متطورة، مما يغيب تكافؤ الفرص بين جميع المترشحين". وحملت شبيبة حزب "الوردة"، في بيان توصلت به هسبريس، الحكومة المغربية، برئاسة عبد الإله بنكيران، مسؤولية ما وقع من تسريب لأوراق امتحان الباكالوريا، لأنها فشلت في تدبير الإعداد الجيد لهذه الامتحانات، وخلق جو ملائم ومسؤول حتى تمر في ظروف جيدة". وطالبت الشبيبة الاتحادية بإقالة وزير التربية الوطنية، رشيد بلمختار، لأن ما وقع من تسريب فاضح وخطير في امتحانات الباكالوريا، يكرس فشله الذريع في تدبير ملف التربية والتعليم"، داعيا إلى "الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الإساءة للباكالوريا، ومن خلالها للمدرسة العمومية المغربية."