حمل المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية الحكومة المغربية مسؤولية ما وقع من تسريب لأوراق الامتحان، لأنها فشلت في تدبير الإعداد الجيد لهذه الامتحانات، وخلق جو ملائم ومسؤول لتمر في ظروف جيدة. وطالب بيان للمكتب الوطني للشبيبة الاتحادية بإقالة وزير التربية الوطنية، رشيد بلمختار، لأن ما وقع من تسريب فاضح وخطير في امتحانات الباكالوريا يكرس فشله الذريع في تدبير ملف التربية والتعليم. كما طالب، أيضا، بفتح تحقيق واسع لمعرفة المسؤولين عن تسريب أوراق الامتحانات، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الإساءة للباكالوريا، ومن خلالها للمدرسة العمومية المغربية. ودعا البيان، الذي توصل « فبراير. كوم » بنسخة منه، إلى ضرورة إعادة إجراء الامتحانات الخاصة بالمواد التي سربت أوراقها قبل يوم الامتحان، حتى يتم ضمان تكافؤ تام للفرص بين جميع التلاميذ. ونبه إلى الوضع المتأزم الذي يعيشه الحقل التعليمي بالمغرب، مشيرا إلى أن ما وقع من تسريب دليل واضح على تدني مستوى التعليم في المغرب وفشل الدولة في تدبير هذا الملف. ودعا مختلف مكونات المجتمع المغربي من منظمات المجتمع المدني وأحزاب وشبيبات ومنظمات طلابية إلى تشكيل جبهة وطنية للدفاع عن التعليم في المغرب باعتباره قضية وطن بكل مؤسساته السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية. وكان المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية تتع ب »قلق الأجواء المشحونة واللامسؤولة التي مرت فيها امتحانات الباكالوريا خلال هذين اليومين، حيث تم تسريب أوراق امتحان عدد من المواد ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، وتداولها بين التلاميذ على نطاق واسع مما خلف ردود فعل في عدد من الثانويات واحتجاجات وانسحابات للتلاميذ كما وقع في مدينة الدارالبيضاء صباح اليوم بعد تسريب امتحان مادة الرياضيات، وهو ما يعكس بشكل واضح المنحى الخطير الذي بدأت تعرفه امتحانات الباكالوريا خلال السنوات الأخيرة مع ارتفاع نسب الغش واستعمال أساليب جد متطورة مما يغيب تكافؤ الفرص بين جميع المترشحين ». وكانت مصادر متطابقة أكدت أن مادة الفلسفة في امتحانات الباكالوريا يونيو 2015 أصبحت، بدورها، في المتناول، في آخر تسريب لمواد امتحانات الباكالوريا، على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة الفيسبوك، الأمر الذي نفته وزارة التربية الوطنية، في بلاغ لها قبل قليل، مشيرة إلى أن « الموضوع المتداول لا علاقة له بالدورة الحالية، ويتعلق الأمر بموضوع لدورة سابقة من دورات الامتحان الوطني الموحد للبكالوريا . » وأهابت الوزارة بالجميع إلى « التحلي باليقظة والحذر، لصد كل محاولات للإخلال بالسير العادي لهذا الاستحقاق الوطني »، كما جددت دعوتها لكافة المترشحات والمترشحين ل »مواصلة اجتياز الاختبارات المتبقية من امتحانات هذه الدورة، وتحمل كل مترشح تخلف عن ذلك، كامل المسؤولية ». واشتعلت الاحتجاجات في مجموعة من المؤسسات التعليمية، وأمام النيابات، بسبب تسريبا الباكالوريا، حيث احتج التلاميذ وأبائهم وأوليائهم أمام ثانويات أبو القاسم الزياني في ليساسفة، وثانوية شوقي، غير بعيد عن ولاة الأمن، ثانوية محمد الخامس بشارع 2 مارس، وثانوية مولاي عبد الله في مولاي رشيد، وهناك حديث عن احتجاجات بمدن أخرى. وعلم « فبراير. كوم » أن تلاميذ ثانوية الأزهر في البرنوصي نظموا وقفة احتجاجية أمام النيابة، ورفضوا العودة إلى استئناف الامتحانات، بطلب من النائب، كما أن نيابة بنمسيك تشهد غليانا حاليا حيث يحتج تلاميذ الثانويات بالمنطقة على تسريب الامتحانات. وفي الوقت الذي توقعت مصادر إلغاء امتحانات الباكالوريا دورة يونيو 2015، على مستوى شعبة علوم الحياة والأرض، في كل المؤسسات التعليمية الثانوية التأهيلية في المغرب، على إثر تسريب مادة الرياضيات، حيث كشف تلاميذ أن الأسئلة الخاصة بمادة الرياضيات جرى تسريبها بالفيسبوك في الساعة الأولى من صباح اليوم الأربعاء 10 يونيو 2015، وهي الأسئلة نفسها، التي وجدوها على ورقة الاختبار صباح اليوم الأربعاء، أفادت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني أنها فتحت تحقيقا في موضوع تسريب صفحتين من موضوع مادة الرياضيات الخاص بشعبة العلوم التجريبية والعلوم والتكنولوجيات، لامتحانات البكالوريا دورة 2015، على بعض صفحات المواقع الاجتماعية، من أجل استجلاء الحقيقة، والتعرف على جميع حيثيات هذه الواقعة، كما أن الوزارة، حسب بلاغ لها، ربطت الاتصال بكافة مراكز الامتحان، وجميع الجهات المعنية، « من أجل ضمان السير العادي للامتحانات ». وأكدت الوزارة أنها لن تتوانى في اتخاذ القرار المناسب إذا ثبت لديها وقوع عملية تسريب لهذا الموضوع ضمانا لتكافؤ الفرص بين جميع المترشحات والمترشحين مع الضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه التشويش على هذا الاستحقاق الوطني. ودعت الوزارة، في الأخير، الجميع إلى مواصلة اجتياز الاختبارات بصفة عادية وتوخي الحيطة والحذر من كل ما يمكنه أن يخل بالسير العام للامتحانات.