تحول الصراع السياسي بين عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، إلى مجال الأعمال، وذلك على خلفية النقاش الذي أثير حول مطبعة كانت إلى وقت قريب مسجلة باسم رئيس الحكومة، واستفادت من صفقات لوزراء ينتمون لحزب "المصباح". ويستعد شباط لاقتناء المطبعة المملوكة لحركة التوحيد والإصلاح، والتي كانت مسجلة باسم رئيس الحكومة، حيث راسل مدير المركز العام لحزب "الميزان" مدير المطبعة، لتحديد موعد للاطلاع عليها، قصد بدء عملية الشراء. وجاء في الرسالة، التي تتوفر عليها هسبريس، "يشرفني أن أنهي إلى كريم علمكم أنه بناء على تصريح عبد الإله بنكيران، بصفته الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بموافقته على بيع مطبعتكم، وإعلان حميد شباط بصفته الأمين العام لحزب الاستقلال، موافقته على ذلك". وورد في ذات المراسلة: "يشرفني أن أطلب منكم تحديد موعد لزيارة فريق عمل لمباشرة إجراءات الاطلاع على الملف القانوني، والوضعية المالية لمطبعتكم حتى نتمكن من اقتراح عرض لاقتنائها". وفي المقابل كشف بنكيران أن حزبه راسل "الاستقلال" في موضوع المطبعة بعدما تلقى رسالته، مطالبا شباط بتنفيذ ما قطعه على نفسه، وذلك باقتناء المطبعة بمبلغ مليار سنتيم. وردا على طلب حزب الاستقلال القاضي بزيارة المطبعة لتقديم عرض حولها، اعتبر بنكيران، في لقاء حزبي أمس بمدينة سلا، إن "الأمر غير منسجم مع ما سبق أن صرح به شباط"، مضيفا أنه "أبدى استعداده لاقتناء الطبعة بمليار دون رؤيتها". وحسب رسالة حزب العدالة والتنمية، التي وقعها مدير مطبعة طوب بريس، فقد أخبر الحزب الذي يقود الحكومة، حزب الاستقلال بأن العرض الذي قدمه الأمين العام لحزب "المصباح" قائم. ودعت رسالة إخوان بنكيران خصومهم في حزب الاستقلال، إلى مدهم باسم الموثق الذي يتعامل معه حزب "الميزان" للبدء في إجراءات بيع المطبعة، التي أثارت نقاشا واسعا في الأوساط السياسية المغربية. ويعود الجدل حول مطبعة بنكيران، إلى اتهام شباط لرئيس الحكومة، بتسجيل ممتلكات باسم جمعية كانت محظورة، في إشارة منه للمطبعة التابعة لحركة التوحيد والإصلاح، التي كانت باسم الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة إلى وقت قريب. وكان شباط قد صرح "مشكلتنا مع رئيس الحكومة أنه لم يصرح بالمطبعة كما ينص على ذلك القانون"، معتبرا أن "هذه المطبعة كانت باسم منظمة غير قانونية، ويقصد حركة التوحيد والإصلاح، تشبه "داعش"، ولم يجد بنكيران حرجا في مخالفة القانون". وأكد رئيس الحكومة خلال فاتح ماي الماضي، أن شباط "كذاب، وادعى أن المطبعة تبلغ مليارين، ومطالبا إياه بتقديم مليار فقط لبيعه إياها"، بالقول،"سأوقف الكذاب عند حده، وإذا قلت ثمنها مليارين، قدم مليارا، واربح مليارا آخر، لإضافته إلى ثروتك".