ما ينبغي التأكيد عليه في مستهل هذا المقال ولرفع أي لبس أو تأويل، وهو أننا لا نتوخى في عرضنا هذا إثارة أي استفزاز أو نقاش عقيم يستند على اعتبارات عنصرية أو تمييزية بين مكونات المجتمع المغربي. فالطرح يجب أن يؤخذ على حسن النية وعلى محمل الجد من خلال نقاش مثمر وهادف على اعتبار أن القضية لها علاقة بمقام إنسان وبرصيد تاريخي متوارث، وبمنظومة فكرية وثقافية متأصلة غير دخيلة ولا مستوردة، وبهوية متجذرة في الأرض وفي التاريخ. كما أن هذا الطرح لابد من وضعه في سياق ديمقراطي مرجعيته الاعتراف بالتنوع و بتقبل الآخر كطرف شريك من أجل استمرارية هذا الوطن. وهذا أمر في غاية الأهمية لضمان مجتمع متوازن والحفاظ على ديمومته. ولن يتأتى ذلك إلا عن طريق الإقرار بالآخر والتخلص من الفكر القائم على التشكيك وعلى الأحكام الجزافية والمسبقة. 1 حقائق تاريخية لا يمكن القفز عليها أو محوها بممحاة التنصل والتنكر، وهي أن إيمازيغن وجدوا في بلاد "تمزغا" منذ أن أوجد الله عبدا أمره بأن يعمر هذه الأرض قبل غزوها من قبل أجناس دخيلة أو فتحها من طرف حاملي رسالة ربانية، وهي رسالة الإسلام. ولما جاءهم عقبة بن نافع غازيا مشهرا بسيفه تصدى له الملك المحارب الأمازيغي "كسيلة بن لمزم" وأتى عليه في أرض مزاب بتهودة، وحينما أقبل عليهم موسى بن نصير هاديا مرشدا ومسالما استقبلته القبائل الأمازيغية على الرحب والسعة. والتاريخ يشير إلينا أن العرب حينما جاؤوا كغزاة أصبح المغرب الأقصى بالخصوص معقلا للمقاومة، وأبى الخنوع بقوة السيف. وطردت الملكة الأمازيغية "ديهيا" العرب من إفريقية تونس حاليا عائدين أدراجهم وأسلموا سيقانهم للريح باتجاه المشرق، لتبسط نفوذها على كامل مناطق تمزغا . ولم تهتد القبائل الأمازيغية إلى الإسلام إلا بعد أن كان الفتح سلميا. فدخلوا في هذا الدين طواعية واستكانوا إلى أهل البيت بالمصاهرة، وأقيمت دولة الأدارسة على أكتاف الأمازيغ بعد أن بايعوا ادريس بن عبدالله. وإذا كان الأمازيغ قد رحبوا بهذا الشريف وولوه عليهم، فإن مقتله كان على يد مبعوث ماكر مخادع وهو سليمان بن جرير الشماخ الذي أرسله الخليفة هارون بن الرشيد من بغداد إلى مدينة وليلي لتصفية مؤسس دولة الأدارسة. ليتبين أن المكر والخداع لم يكن أسلوب إيمازيغن، بل أن نهجهم وأسلوبهم في الحياة كان دوما يستقيم على الصدق والولاء إلى حدود اقترانه في بعض الأحيان بالسذاجة ونكران الذات الأمازيغية من أجل المبدإ والإيمان بالعقيدة. وهي خصال حميدة لكن مع كل الأسف قد ترتبت عنها أخطاء تاريخية جعلت إيمازيغن اليوم يبحثون عن كيفية تصحيح الوضعية، وإذا بهم يتهمون في هذه المرحلة بما هو أخطر وبخلاف ما ضحوا به وما عملوا من أجله عبر التاريخ كي يستشهدوا ويظل هذا الوطن. المرابطون والموحدون، وهي سلالات أمازيغية آمنت بالجهاد كركن من أركان نشر الديانة الإسلامية في تخوم إفريقيا إلى حدود نهر السينغال وإلى حدود جبال الآلب في ربوع ورحاب الأندلس على يد الأسطورة البطل الأمازيغي طارق بن زياد. وبذلك، أظهر أبناء ورجال هذه الطينة الأمازيغية بأنهم دعاة توحيد وجعل كلمة الله هي العليا. ولم ينكسر الرمح الإسلامي في الأندلس إلا بعد أن استقر فيها أولئك الذين جاؤوا حاملين رسالة التقوى وتخلوا عنها بفعل نزوات عارضة، ففرطوا في دار الإسلام وأفسدوها بالمجون وبالبحث عن رخاوة الخواصر، ولين الأنامل وعن عيون المها وعن الأقداح والليالي الملاح. فضاعت ساريات الأندلس لما بدأ البحث والاهتمام بساريات الغواني والحسنوات. فإشعاع المرابطين عاد ليشع بنوره في المشرق من حيث أتتهم الرسالة . والفضل يعود إلى مساهمة الأمازيغ في إعادة الحجر الأسود إلى مكة بعد أن استولى عليه العبيديون الشيعة في القرن الرابع الهجري لمدة ربع قرن وهربوه إلى أرض تسمى حاليا بالبحرين كي يجعلوا منها قبلة غير تلك التي أرادها الله. ولأن فضل هؤلاء الأشاوس من إيمان لا ينضب، جعلهم من طينة المجاهدين فآمنوا بالرسالة وحرروا بيت المقدس من الصليبيين في عهد صلاح الدين الأيوبي. واعترافا لهم بذلك، سميت إحدى بوابات المسجد الأقصى "بباب المغاربة" وأوقف لهم صلاح الدين الأيوبي أرضا بجوار المسجد بنيت عليها حارة سميت "بحارة المغاربة" لحماية هذا المسجد، وأرضا أخرى في منطقة عين كارم تطل على أولى القبلتين وثالث الحرمين. 2 فالقيم التي جبل عليها الأمازيغي من انتماء حقيقي لأرضه وموطنه في عدة محطات تاريخية البعيد منها والقريب، هي ذاتها التي ظلت نبراسا يهتدي به هذا الكائن الحر وهو يقاوم الاستعمار الفرنسي أشرس مقاومة لم يعرف المستعمر الفرنسي مثيلا لها من حيث الثبات على المبدإ والإصرار على التمسك بالحرية كقيمة من قيم الموروث الثقافي لإيمازيغن. وبالفعل، قد عانى الاستعمار الفرنسي أشد المعاناة لما أظهره رجال المقاومة الأمازيغية من بسالة كانت عصية على المستعمر. فمنذ أن شرعت البارجة الحربية "غاليلي" في قصف مدينة الدارالبيضاء بالقنابل الحارقة في شهر غشت من عام 1907 تمهيدا لاكتساح الجنرال "درود" للمدينة، سارع القائد المقاوم "نموحا وسعيد" إلى تعبئة المقاتلين من قبائل "آيت سري" من أعالي جبال الأطلس ونزلوا لمواجهة المستعمر في مواقع على مشارف الدارالبيضاء في كل من مديونة للحيلولة دون إسقاط الشاوية، وكذلك فعلوا بالقرب من بلدة "ابن حمد". وبنفس الهمة، هب المقاوم "محمد أوحمو أزيان" ومعه قبائل زيان لانخراط الأمازيغ في حرب الدفاع عن مدينة الدارالبيضاء. وقاد بمعية "نموحا وسعيد" معارك من بينها "معركة سيدي مومن" و "معركة تادارت" أي الدار والمقصود بها الدارالبيضاء. وقد تمكن هذان المقاومان من محاصرة القوات الفرنسية داخل أسوار المدينة لما يزيد عن ستة أشهر لمنعها من التقدم. وقد وصف الفرنسيون نموحا وسعيد "بأمير حرب واسع النفوذ". وحينما اتسعت دائرة الحرب، شكل "نموحا وسعيد"، زعيم كونفدرالية قبائل آيت سري، إلى جانب موحا أوحمو أزيان زعيم قبائل زيان، وعلي أمهاوش زعيم الزاوية الدرقاوية بنواحي قرية لقباب، ما سمي عند الفرنسيين "بالثالوث البربري" . وقد كبد هذا لتحالف الأمازيغي جيش الاحتلال الفرنسي خسائر كبيرة. مقاوم أمازيغي آخر من طينة "عسو أوبسلام"، زعيم قبائل آيت عطا، استطاع أن يلحق بدوره خسائر فادحة في صفوف المستعمر الفرنسي بالجنوب الشرقي منذ بدء احتلاله للمغرب وإلى حدود الثلاثينيات. واستطاع استدراج قوات الاستعمار إلى معارك مرهقة في كل من "تاوزا" و "ألنيف" و"تازاين"و"ناقوب". وفي شهر فبراير 1933، اندلعت أم المعارك وهي معركة "بوكافر" نسبة إلى تسمية جبل في منطقة "صاغرو" و"أسيف ملول" وجبل "بادو" في شرق الأطلس الكبير انتهت بانتصار المقاومة الأمازيغية بعد أن واجه "عسو أوبسلام" أربع جنرالات فرنسيين، وهم: "بورنازيل"، "جيرو"، "هوري" وأخيرا الجنرال "كاترو". وبلغت الخسائر الفرنسية في الأرواح 3500 عسكري من بينهم 10 ضباط. ما حدا بهؤلاء الزعماء المغاربة الأمازيغ إلى التضحية بالغالي والنفيس في أرواحهم وذويهم ومالهم، هي وطنيتهم الصادقة وحبهم لوطنهم الذي يرقى بهم إلى درجات عالية من الروحانية والمشاعر الربانية. فدفاعهم عن المغرب لم ينفصل عن مدى إيمانهم بعقيدتهم، وما أحوجنا في هذا الزمن الرديء لرجال إيمانهم بوطنهم هو من إيمانهم بخالقهم . فنموحا وسعيد كان يعتقد أن المستعمر جاء لتنصير المسلمين وإخراجهم عن ملتهم. وكان يومن برفع راية الجهاد للدفاع عن دار الإسلام، "وأن الكافر الغاصب لا يجوز التعامل معه إلا بالسلاح" . والرجل كان زاهدا في حياته ، وحاول الجنرال ليوطي غير ما مرة أن يغريه فبعث إليه أحد أصدقائه وهو المهدي المنبهي، وزير الحرب على عهد السلطان مولاي عبدالعزيز، يعده بالإبقاء على وضعه كقائد على قبائل "الدير" علاوة على أجرة قدرها 18 ألف بسيطة حسانية. والرجل رفض تلك الإغراءات ورفض أن يجعل منه الفرنسيون" ّكلاويا ثانيا". وكان جوابه للمنبهي: "أريد وجه الله ورسوله ولا أريد مقابلة الكفار" لأنه نذر نفسه بألا يرى وجه نصراني ،"إيرومين" بتعبير إيمازيغن ، عملا بالفتوى الدينية الرائجة آنذاك ومفادها "إن كل من وقع بصره على نصراني فقد كفر". ولعل في ذلك رسالة قوية للمشككين اليوم في الأمازيغ، ورسالة نبيلة عن مدى عمق التأطير الفكري والديني لرجال المقاومة الأمازيغ. وقد توفي الرجل زاهدا عام 1924 في شموخ أمازيغي وهو "إلى الفقراء أقرب منه إلى القواد الكبار". وحينما نتحدث عن المقاومة الأمازيغية ضد الاستعمار في المغرب المنسي اليوم، فإننا لا نغفل في نفس الوقت، ومن أجل الإنصاف والتاريخ، تلك البطولات الأسطورية التي قادها البطل عبدالكريم الخطابي في جبال الريف ضد قوى استعمارية تكالبت عليه جميعا ولقنها دروسا في المقاومة والدفاع المستميت عن الوطن إلى حدود الشهادة. وكذلك فعل المناضل الكبير أحمد الحنصالي في إقليمأزيلال الذي أرق الاستعمار الفرنسي في العديد من العمليات الفدائية المتفرقة إلى أن أعدمه الفرنسيون في شهر نونبر من عام 1953، وكذلك المقاوم الكبير الهبة ماء العينين الذي قاد جيشا كبيرا من القبائل الصحراوية وقبائل سوس مباشرة . وخاض ثلاث معارك كبيرة ضد الجيش الفرنسي في منطقة الرحامنة، الأولى في أربعاء الصخور ، والثانية في "بئر أوهام" ثم المعركة الحاسمة في منطقة سيدي بوعثمان حيث بقي أحمد الهبة في مراكش بعد أن سلم قيادة الجيش لعمه لغظف. وفي هذه المعركة واجه هذا الأخير قوات فرنسية بقيادة "شارل مانجان" مدعومة بوحدات سنغالية وجزائرية. وباستعراضنا لهذه الحقائق التاريخية التي تتحدث عن نفسها وتتحدث عن مدى التزام المغاربة الأمازيغ بالدفاع عن وطنهم، فإننا لا نريد من وراء ذلك شهادة حسن سلوك في الوطنية الصادقة أو البحث عن مقابل. فنموحا وسعيد عاش شهما وأبيا وعصيا على الجميع وتوفاه الله كرجل آمن بأن جزاءه محفوظ عند خالقه ولم يكن يبتغي من وراء ذلك في دنياه سوى تلبية نداء وطنه ومرضاة ربه. فهذا هو حال الأمازيغي في عموم أحواله. فهو عاشق للحرية ويأبى أن تنزع منه كرامته. وفي تطلعاته تلك يتأرجح المشككون في اتهامهم له ولأبناء إيمازيغن ما بين الانفصاليين، وهم أكبر دعاة الوحدة، وما بين المتصهينين وهم أكبر المتشبثين بدين الإسلام. 3 واليوم بعد أن دخل المغرب عهدا جديدا من أوسع أبوابه في الانفتاح والحرية بتشريعات حداثية ومتطورة تروم بناء دولة مؤسسات، فإن ما ينبغي التركيز عليه هو تغيير العقليات وجعلها مواكبة للمنظومات الحقوقية وللترسانة القانونية المحدثة. فلا يكفي تطوير هذه الأخيرة فيما تبقى العقول جامدة غير قادرة على التخلص من الفكر الاستبدادي القائم على الإقصاء والنظرة الأحادية التي ترى في نفسها أنها تمتلك الحقيقة وتلغي حقائق أخرى يعج بها المجتمع المغربي. ويفترض في البعض أن يكون قد تجاوز مرحلة التأكيد على وجود العنصر الأمازيغي كمكون أساسي في البيئة المغربية والمغاربية . فهذا أمر غير قابل للنقاش ولا للجدل. فجميع العلوم التي أنزل الله بها كل سلطان تقر بوجود هذه الحقيقة: الحفريات، الأنتروبولوجيا، علم الديمغرافيا، علوم التاريخ، العلوم الاجتماعية وغيرها، جميعها تؤكد أن الأرض تتكلم أمازيغي. ويبقى على الإنسان وعلى الطرف الآخر أن يتحلى بشيمة الجرأة ونكران الذات لكي يجد لنفسه مجالا للتعايش مع شريكه في الوطن. فتقدم الأوطان من تقدم شعوبها وتقدم شعوبها من تحرير فكرها وعقلها. ولذلك، فإن التنوع داخل المجتمع الواحد لم يكن أبدا حجر عثرة في التقدم نحو الأمام، بل كان مدعاة لتناسل فكري بناء ووقاد. فما تختزنه ذاكرة المجتمع الواحد من قيم ومن موروث متعدد لا يمكن له إلا أن يكون عاملا أساسيا في التصالح مع الذات من خلال عملية تلاقح في الأفكار وفي القيم الإنسانية، أمازيغية أم عربية أم حسانية. ولا شك أن الموروث الأمازيغي فيه من القيم ما يحشد الهمم لاستكشافها واستنباطها واستخراج مخزونها وكنوزها ، لكن يتوجب توافر إرادة حقيقية نحو إعداد جاد وصادق لبيئة سياسية وفكرية واجتماعية لاحتضان جميع المكونات وانصهارها في بوتقة وطنية جامعة لا مفرقة. هناك حقيقة ينبغي الإقرار بها، وهي كذلك لا تحتمل الجدل، وتكمن في أن التنوع في المجتمع المغربي فرض نفسه بحكم التاريخ وبحكم الواقع الذي لا يمكن القفز عليه سواء أحب من أحب أو كره من كره. فلا يمكن محو جزء من مكون المرجعية المغربية في هويته وأصوله وتراثه وثقافته ولغته. ومن يتنكر لذلك ويتعامى عن هذا الواقع المتجذر والضارب في القدم ، فهو بذلك لا يريد مغربا متآلفا ولا متعايشا. والأخطر في ذلك أن هذا النمط من التفكير ينتهي بالإقصاء ، والإقصاء يؤدي إلى الإحباط وتتولد عن ذلك مشاعر من التهميش مما قد ينتهي بالبحث عن إثبات الذات والهوية في فضاء غير مألوف ينحرف عن المسار التاريخي والطبيعي لدولة المغرب في مجمل الحقب والقرون. ولابد من التخلص من ذلك، سيما ونحن مقبلون على تنزيل الجهوية الموسعة التي ينبغي أن تجدنا على أرضية من التصالح والتساكن من خلال الاعتراف المتبادل بجميع الروافد المكونة للهوية المغربية. وفي هذا الصدد، لا نريد أن يتكرر ما حصل في المغرب على سبيل المثال مع بداية الاستقلال حينما نزع ما يسمى بالوطنيين إلى تضييق الخناق على اليهود المغاربة في معيشهم اليومي وترهيبهم. وكانت بعض الجرائد الشهيرة تحرض المغاربة على التجار اليهود في صفحاتها الأولى تحت عناوين وشعارات عنصرية"لا تعطي درهمك لليهودي". وللتمييز بينهم وبين التجار اليهود، كان التجار المسلمون يكتبون على مداخل محلاتهم "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله". والغريب في هذه المواقف أنها قد حدثت خارج السياق التاريخي وفي الوقت الذي كان المغفور له محمد الخامس قد حمى اليهود من حكومة "فيشي" اليمينية. وكان ذلك سببا من بين أسباب أخرى في إرغام اليهود المغاربة على الهجرة مما أدى في المحصلة النهائية إلى إسهام هؤلاء الملقبين بالوطنيين وانزلاقهم في عملية إنشاء وتكريس دولة إسرائيل. إذن هذه هي مخلفات الإقصاء والتهميش والاضطهاد. وهي أخطاء تاريخية قاتلة ومدمرة للمخزون وللذات المغربية. فعلينا أن نستفيد من الأخطاء ، ولنا قضية وطنية يخشى أن يتسلل الشك لذويها فيما لو استشعروا أن العقلية المغربية يحكمها الإقصاء. وإذا لحق الحيف ببعض مكوناتها فقد ينعكس ذلك سلبا على قضيتنا الأولى. ولا بد لنا من الانتباه أن إخوانا لنا في الصحراء أرسلوا رسائل قوية بعدم تكرار أخطاء الماضي ، فلنا في ذلك موعظة لمن أراد أن يتعظ. والأمازيغي هو الآخر طائر حر بطبعه ووحدوي بالفطرة إلى حد النخاع ، لكنه غير مستعد أن يطاله التهميش ولا يريده في نفس الوقت أن يطال شركائه. فشموخه لا يقل عن هامات جباله ،فبها يصون نفسه ومنها يصون وطنه. [email protected]