عزَا الأمينُ العام لحزب التقدم والاشتراكيَّة، محمد نبيل بنعبد الله، تخلفَ حزبه عن الانخراط في الحراك المغرب، الذِي أطلقتهُ حركة 20 فبراير، إلى الخشية على المؤسسات، والتوجس من شعاراتٍ رفع بعضها مطلب إسقاط النظام، في حينَ أنَّ الملكيَّة بالمغرب لحمةٌ، بحسب تعبيره. بنعبد الله قالَ في لقاءٍ بمدرسة الحكامة والاقتصاد بالرباط، مساء الثلاثائ، إنَّ الأحزاب في المغرب اتخذَت موقفًا مسؤُولًا بإحجامها عن الخرُوج "كنتُ أنبهُ العدالة والتنمية إلى الانحرافات، وأقول لبنكيران إننَا دخلنا على الأقل قبل مدَّة، أمَّا أنت فلا تزالُ محلَّ شك، وإذَا ما خرجَ حزبك إلى الشارع سيجرِي نسفُ كلُّ شيء وكما يقُول المثل المغربِي "اللِّي حرثْ الجملْ دكُّو". ولدَى تشخيص كبوات اليسار العربِي، الذِي كشفت مجريات "الربيع" عنْ تواريه لفائدة الإسلاميَّة، ذكرَ الوزير التقدمِي أنَّ يساريِّين كثُرًا لمْ يتكيفُوا مع المتغيرات، وظلَّ بعضهم في مقاربة محدودة من الدِّين، على بعدٍ كبير من ممارسة النَّاس في المجتمع "صحيحٌ أنَّ الحركات اليساريَّة كانت تحت آلة القمع، لكن المعطَى ينسحبُ على الإسلاميِّين أيضًا، فلمَ تفرقت المآلات؟". ولدَى سؤاله منْ لدنِ الباحث محمد بنصالح، الأمين العام لمركز مغارب، الذِي أدار اللقاء، حول التحالف مع حزب العدالة والتنمية الإسلامِي بالرُّغم من تمايز الرؤى معهم، وعمَّا إذَا كانت هويَّة الحزبُ قدْ جرى تطويعها لتشهد تغييرًا بذاك الحجم اللافت أجابَ بأنَّ التحالف الحكُومِي لا يعنِي عدمَ وجود خلافات لكنَّ اتفاقًا تمَّ على أساس ألَّا يحصل مساسٌ بأيِّ مكسبٍ على مستوى الحريَّات والحداثَة في المغرب. "تبعًا لذلك، لمْ يصبحُوا شيُوعيِّين ولا نحنُ صرنا إسلاميِّين، فلهمْ أنْ يكونُوا محافظِين ولنا أنْ نتشبث بأفكارنا، لكنْ ليس لأحدٍ أنْ يفرض طريقته"، يستطردُ بنعبد الله قال إنَّ منْ يسعون إلى تغيير جملةٍ من الأمور التي لها علاقة بالدِّين لا يصطدمُون في الواقع ببنكيران فقطْ لأنَّ حزبه تيارٌ فقط، وإنمَا بمؤسسات قائمة تشملُ العلماء والمساجد. أمَّا عنْ منع فيلم "الزِّين اللِّي فيكْ" لمخرجه نبيل عيُّوش من العرض بالمغرب، فقال إزاءهُ بنعبد الله، إنَّ الجواب ليس بالأبيض والأسود، ويذكِي عددًا من الأسئلة، أبرزها "هل ما نحنُ بصدده إبداعٌ في الأصل، أمْ سعيٌ جلي نحو تحقيق الشهرة لمنتُوج معين. لا يمكنُ أنْ تقارب أمرًا من الأمور في الجانب الفنِي دُون لمسةٍ فنيَّة، وتوصل الأمُور بصورةٍ مباشرة على نهج "الفُورْ يا الشِّيفُورْ". في غضُون ذلك، دافع بنعبد الله عنْ الإصلاحات التي قامت بها الحكُومة على مستوَى صندوق المقاصة، قائلًا إنَّ القدرة الاستثماريَّة كانت ستضعفُ لوْ لمْ يجرِ الخرُوج من نظام المقاصة، "أمَّا البوطَا فنبحثُ عن صيغةٍ لإصلاح فيها، ونحنُ نعِي حساسيَّتها لكونها مرتبطةً بقوتِ كلِّ مغربي، أيًّا كان مستواه المعيشي". بنعبد اللَّه ثمنَ حصيلة الدولة في مجال الإسكان، قائلًا إنَّ ضعف الإمكانيَّات لمْ يحل دُون تحقيق نتائج صارت محطَّ إشادةٍ من دُول في الخارج، حتَّى وإنْ كانت الإشكالات لا تزالُ قائمة على مستوى المدن المغربيَّة "ثمَّة نزوعٌ عالمِي إلى الهجرة نحو المدن، مهما تطور الوضعُ بالبوادِي، حيثُ إنَّ جيلًا من الشباب صار يطمحُ بدوره إلى نمطٍ معين من الحياة، وليس لنا أنْ نمنعه، ما يتوجبُ علينا هو أن نشتغل للتعاطِي بالصُّورة الأمثل مع التطور الحاصل". المتحدث رفض فكرة إفراد لائحة للشباب في الانتخابات لضمان تمثيليَّتهم، قائلًا إنَّه كان معارضًا للمبدأ من حيث الأصل، على اعتبار أنَّ على الشباب أنْ يخوض المعترك كيْ يصل بالأساليب المتعارف عليها. بنعبد اللَّه اعتبر نفسهُ شابًّا، لكنْ بالقيَاس إلى الموجُود في المشهد السياسي المغربِي.