"الحمد لله اللي في بلادنا كاين الملك"، أما الطبقة السياسية للأسف فقد أعطت صورة سيئة عن العمل السياسي، والتي لم يكن ينتظرها الشباب الذي خرج للتظاهر خلال سنة 2011، وذلك بتحويلها المعترك السياسي إلى فضاء "يتشابكو ويتعاركو ويتناتفو فيه بحال إيلا جالسين في الحمام ولا في الحلقة"ّ؛ لم يجد محمد نبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية غير هذه العبارات للتعبير عن عدم رضاه على الطبقة السياسية وهو يجيب عن أسئلة عدد من الشباب في اللقاء المفتوح الذي نظمه حزب الكتاب في سَمَر رمضاني أمس الخميس بالرباط. بنبعد الله قال في تعليقه على ما جاء به الخطاب الملكي الأخير إنه كان واضحا وحمل رسالتين أولاهُما "أن الإصلاح في المغرب بدأ قبلَ أكثر من 15 سنة"، مضيفا، في رسائل مباشرة لحليفه الأول حزب العدالة والتنمية أنّ مسلسل الإصلاحات بدأ قبل مجيء الحكومة الحالية، "وماشي شي حزب سياسي عاد جا بوحدو هو اللي غادي يدير الإصلاح". أما الرسالة الثانية، يقول بنبعد الله، فهي موجهة للذين لم يتركوا الحكومة تشتغل، مشيرا في هذا الاتجاه إلى أن الكل ينتظر التشكيلة الحكومية وأن يطوي المغاربة هذه الصفحة التي تشبه إلى حد كبير المسلسلات المكسيكية، على حد تعبير الامين العام لحزب الكتاب، الذي أكد أن المغاربة ينتظرون حكومة تكون قادرة على الإنجاز "بعيدا عن الصراعات بين الزعامات والصراع السياسوي والحزبي الضيق، الذي يجعل كل واحد يبحث على مكانته وعلى المرتبة الأولى، ويتناسى بأن الأخلاق والسياسة النبيلة تقتضي أن نكون في خدمة مصلحة الوطن". وحول مشاركة حزبه مع حزب له معه علاقة صراع طويل واختلاف في المرجعيات والقناعات، أكد بنعبد الله في هذا الاتجاه "قلنا إّن موقعنا يجب أن يكون مع الإصلاح وفي خدمة المصلحة العليا للبلاد وفي خدمة المطالب المستعجلة المعبّر عنها في الشارع المغربي"، وأضاف "فكرنا كثيرا وقلنا إن حزب العدالة والتنمية كان عندنا معه ومازال اختلافات حول المشروع المجتمعي، لكن في نفس الوقت لمّا ناقشنا معهم وجدنا أن هناك ما يجمعنا، وكان نقاشنا معهم واضحا، وهو تنزيل الدستور الذي يحدد الإطار العام للمغرب في الحقوق والحريات والمبادئ". وجدد التأكيد على أن التحالف مع العدالة والتنمية "لا يعني بالنسبة إلينا أننا على خط واحد لا من ناحية المرجعيات ولا القيم المؤسسة ولا المبادئ التي ننطلق منها"، معتبرا "أن يكون هناك خلاف فهذا أمر طبيعي، لكن يتعين الوقوف على نقاط الالتقاء الكثيرة، خاصة في هذه المعركة التي خُضناها من أجل النظام الداخلي لمجلس النواب، وفي ذلك وجدنا في العدالة والتنمية حليفا حقيقيا كان يسعى إلى أن يمر بتوافق في كل النقاط". وأضاف بنعبد الله قائلا "هاد الإسلاميين اللي كتكلمو عليهم الشعب هو اللي اختارهم، الشعب هو اللي صوت عليهم، واللي بغا ينقلب على هاد الشي راه عمليا بغا يدير انقلاب على الشعب وعلى الكلمة ديال الشعب"، مشيرا إلى أنه "عطاهم أغلبية في البرلمان حتى يأتوا بقيمة مضافة للعملية الإصلاحية في المغرب ونحن معهم في هذا الاتجاه"، وإلى "بقاو غادييين في هاد الاتجاه غاديين يلقاونا معاهم". وفي لغة لم تخلُ من التحدي، قال بنعبد لمن يحاولون تقزيم حزبه أو إخراجه من هذه التجربة، "نقول لهم إن التقدم والاشتراكية حزب له 70 سنة من التاريخ النضالي، رغم محاولات الاستعمار وبعده آخرين، لكن ما زلنا أقوياء، وسنواصل المسار"، واضاف "وإن شاء الله المفاجآت السارة بالنسبة للوزن ديال التقدم والاشتراكية وستكون لنا كلمة في القريب العاجل". إلى ذلك أرجع الأمين العام لحزب الكتاب أسباب سحب فريقه البرلماني بمجلس النواب لتعديل خفض فريقه إلى 18 عضوا، إلى رغبته "في أن لا نعرقل عمل المؤسسة التشريعية"، مشيرا أنه "كان لنا اتفاق مع مجموعة من الأطراف وتم العدول عنها".. "ولكن في نفس الوقت اعتبرنا أنه ليس من شيمنا أن نوقف المؤسسة البرلمانية ونؤجل النظام الداخلي، وقلنا لتنعقد الجلسة وعبرنا عن مواقفنا المبدئية وسحبنا مقترح التعديل في آخر المطاف وذلك تفاديا لمزيد من الخلافات من داخل المؤسسة التشريعية".