تبدِي منظمَات المجتمع المدنِي في السينغال رهانًا على الزيارة التي يقوم بها الملكُ محمد السَّادس إلى البلاد، لتأمين ظرُوف أفضل للمهاجرِين السينغاليِّين في المملكة، سواء تعلقَ الأمرُ بمنْ استقرَّ بهم المقام وصارُوا يعملُون فيها، أوْ منْ قدمُوا لمتابعة الدراسة في جامعات المغرب ومعاهده العليَا. منظمَة "أفق بلا حدُود" غير الحكوميَّة في السينغال دعتْ عبر بيانٍ لها، الملكَ محمد السَّادس إلى معالجة بعض المشاكل التي تواجهُ الجالية السينغاليَّة في المغرب، شأن عددٍ من مهاجرِي جنُوب الصحراء، سيما بعدما عرف المغرب تحولا صارَ به بلدًا مستقبلًا للمهاجرِين لا محطَّة عبور مؤقتة فحسب في انتظار الوصول إلى أوروبا. وقال بكار سيي، رئيس منظمَة أفق بلا حدُود، إنَّ ثمَّة إشكالات كثيرة يواجهها المهاجرُون المنحدرُون في جنوب الصحراء في المغرب، تتراوحُ بين التعنيف وحتَّى الاغتصاب من ضروب المعاملة السئية، مشددًا على لزُوم وضع ملفِّ المهاجرِين في صلب الأجندَة المطرُوحة للتعاون والحوار بين الرباط ودكَار. وأورد المتحدث أنَّ تبنِّي المغرب نصوصًا قانونيًّا واضحة تضمنُ حماية مهاجرِي جنوب الصحراء من الاعتداء على المستوى الجسدِي، صار أمرًا ملحًّا وسط تزايد عدد مهاجرِي البلاد، بعدما جرى تسجيلُ حالاتٍ انتهكتْ حقوقها في المملكة، بحسب قوله. وذكَّر الفاعلُ الحقوقي السينغالِي بمثاليْ الشَّابيْن إسماعِيل فايْ وشارليسْ ندُور، اللذين كانَا قدْ لقيَا مصرعها بالمغرب في ظرُوف مختلفة، وأثارَا تعاطفًا واسعًا، في المغرب كما في السينغال، واعتبرَا إحدى الندُوب في ذاكرة الهجرة بالمملكة. وفي سياقٍ ذِي صلة، حبَّذ بيانُ لوْ أنَّ العاهل المغربيَّ محمد السَّادس الذِي حلَّ بالسينغال في زيارةٍ تقوده إلى ثلاثة بلدانٍ أخرى بجنوب الصحراء، يستقبلُ أسرتيْ الضحيتين، اللتين لا تزالان تحت وقع الصَّدمَة بحسب قوله، مردفًا أنَّ الملك المغربي ملتزمٌ بضمان معاملة مثلَى للمهاجرِين الأجانب على تراب المملكة. وكان إسماعيل فاي قدْ راح ضحيَّة جريمة قتل في محطَّة القامرة بالرباط، صيف 2013، بعد خلافٍ له مع مواطن مغربي حول مقعد داخل حافلة متوجهة إلى فاس، المدينة التي يحسبها السينغاليُّون من أتباع الزاوية التيجانيَّة إحدى الوجهات الروحيَّة الأثيرة لهم في العالم الإسلامِي. في غضون ذلك، تتولَّى جمعيَّة الجالية السينغاليَّة في المغرب، تتبعَ أمور المهاجرين منذُ سنوات، ممن صارُوا يستقرُّون أكثر بالمملكة رفقة أبنائهم، فيما كانت السلطات المغربيَّة قدْ أطلقت بدورها مبادرة لتسوية وضعيَّة المهاجرِين غير النظاميِّين، شملتْ مجموعاتٍ من المهاجرِين في عددٍ المدن.