لولاية رابعة.. موخاريق على رأس الاتحاد المغربي للشغل    مسؤول أمني بلجيكي: المغرب طور خبرة فريدة ومتميزة في مكافحة الإرهاب    "غضب" نقابي بسبب "انفراد" رئيس جماعة الفقيه بن صالح بإجراء تنقيلات واسعة في صفوف الموظفين    الانتخابات الألمانية.. فتح مراكز الاقتراع وتوقعات بفوز المعارضة المحافظة    أبرزها مواجهة "الكلاسيكو" بين الرجاء والجيش الملكي.. الجولة 22 من البطولة تختتم مساء اليوم بإجراء ثلاث مباريات    أنشيلوتي: "مواجهة أتلتيكو في دوري الأبطال ستكون صعبة"    توقيف ثلاثة أشخاص بشبهة نشر محتويات عنيفة    منفذ هجوم الطعن في فرنسا: مهاجر جزائري رفضت الجزائر استقباله    لقاء تواصلي بين النقابة الوطنية للصحافة المغربية ووفد صحفي مصري    مؤتمر دولي مغربي لنموذج محاكاة الأمم المتحدة    متهم بالتهريب وغسيل الأموال.. توقيف فرنسي من أصول جزائرية بالدار البيضاء    نجاح كبير لمهرجان ألوان الشرق في نسخته الاولى بتاوريرت    سامية ورضان: حيث يلتقي الجمال بالفكر في عالم الألوان    نزار يعود بأغنية حب جديدة: «نتيا»    القاهرة... المغرب يؤكد على ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية    خبراء وباحثون يؤكدون على أهمية قانون المالية لسنة 2025 في النهوض بالاستثمارات العمومية وتمويل المشاريع المهيكلة    الميلودي موخاريق يقود الاتحاد المغربي للشغل لولاية رابعة    حماس تستنكر تأجيل الإفراج عن أسرى    بعد سنتين من الغياب.. جمال بن صديق يعود ويفوز بالضربة القاضية    إسرائيل تهاجم موقعًا عسكريًا بلبنان    فقدان الشهية.. اضطراب خطير وتأثيره على الإدراك العاطفي    طقس الأحد: أجواء باردة مع صقيع بعدد من المناطق    عرض 117 شخصاً "للنصب" و"الاحتيال".. توقيف شخص اوهم ضحاياه بتسجيلهم في لائحة للحصول على للعمل في الفلاحة بأوروبا    أخنوش يدشن الجناح المغربي بالمعرض الدولي للفلاحة بباريس    القوات المسلحة الملكية تساهم في تقييم قدرات الدفاع والأمن بجمهورية إفريقيا الوسطى    الصين تطلق قمرا صناعيا جديدا    رضا بلحيان يظهر لأول مرة مع لاتسيو في الدوري الإيطالي    القصة الكاملة لخيانة كيليان مبابي لإبراهيم دياز … !    حادثة سير مروعة بطنجة تودي بحياة فتاتين وإصابة شابين    الشاذر سعد سرحان يكتب "دفتر الأسماء" لمشاهير الشعراء بمداد الإباء    إصابة عنصر من القوات المساعدة بحروق خطيرة في حريق سوق بني مكادة بطنجة    المغرب يعود إلى الساعة القانونية    افتتاح أخنوش رفقة ماكرون للمعرض الدولي للفلاحة بباريس يشعل غضب الجزائر    الأسير الإسرائيلي الذي قَبّل رأس مقاتلين من "القسام" من أٌصول مغربية (فيديو)    فيروس غامض شبيه ب"كورونا" ينتشر في المغرب ويثير مخاوف المواطنين    مقتل شخص وإصابة عناصر شرطة في "عمل إرهابي إسلامي" في فرنسا    التعادل يحسم مباراة آسفي والفتح    اختتام رالي "باندا تروفي الصحراء" بعد مغامرة استثنائية في المغرب    منتخب أقل من 17 سنة يهزم زامبيا    في أول ظهور لها بعد سنة من الغياب.. دنيا بطمة تعانق نجلتيها    الملك محمد السادس يهنئ العاهل السعودي    انطلاق مبادرة "الحوت بثمن معقول" لتخفيض أسعار السمك في رمضان    أخنوش يتباحث بباريس مع الوزير الأول الفرنسي    السينما المغربية تتألق في مهرجان دبلن السينمائي الدولي 2025    عجز الميزانية قارب 7 ملايير درهم خلال يناير 2025    التخلص من الذباب بالكافيين يجذب اهتمام باحثين يابانيين    رئيسة المؤسسة البرازيلية للبحث الزراعي: تعاون المغرب والبرازيل "واعد" لتعزيز الأمن الغذائي    في حضور أخنوش والرئيس الفرنسي.. المغرب ضيف شرف في المعرض الدولي للفلاحة بباريس    استثمار "بوينغ" يتسع في المغرب    رمضان 2025.. كم ساعة سيصوم المغاربة هذا العام؟    المؤتمر الوطني للعربية ينتقد "الجائحة اللغوية" ويتشبث ب"اللسانَين الأم"    حوار مع "شات جيبيتي".. هل الأندلس الحقيقية موجودة في أمريكا؟    الحصبة.. مراقبة أكثر من 9 ملايين دفتر صحي وتخوفات من ارتفاع الحالات    على بعد أيام قليلة عن انتهاء الشوط الثاني من الحملة الاستدراكية للتلقيح تراجع نسبي للحصبة وتسجيل 3365 حالة إصابة و 6 وفيات خلال الأسبوع الفارط    اللجنة الملكية للحج تتخذ هذا القرار بخصوص الموسم الجديد    أزيد من 6 ملاين سنتيم.. وزارة الأوقاف تكشف التكلفة الرسمية للحج    الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البعد الروحي تواصل باستقبال أمير المؤمنين شيوخ وقادة الطرق الصوفية السينغالية
نجاح الزيارة الملكية إلى السينغال يفتح آفاقا واعدة للتعاون
نشر في الصحراء المغربية يوم 01 - 04 - 2013

أثبت جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، من جديد أنه من أكثر القادة الأفارقة حرصا على تقوية التعاون جنوب جنوب، وأجمع المهتمون على أن النظرة الاستراتيجية لجلالته في ما يخص الاهتمام بالقارة خير ضامن لنجاح الجولة الإفريقية التاريخية
التي شملت دول السينغال وكوت ديفوار والغابون، وأنه من الواجب أخذ العبرة من النتائج الإيجابية التي أسفرت عنها.
وأكد المهتمون أيضا أن النجاح الذي تحقق خلال زيارة جلالته للسينغال سيفتح آفاقا واعدة للتعاون بين البلدين، ومن شأن الزيارة التاريخية أن ترسخ الخيارات الاستراتيجية للمملكة من أجل تعزيز التعاون جنوب - جنوب٬ وتحقيق الاندماج الإفريقي، لمواجهة كافة التحديات، وإزالة المعوقات، التي تقف في وجه القارة في عالم ينزاح أكثر فأكثر نحو الوحدة والتكتلات ذات الأهداف الاقتصادية، لأن العصر الحالي هو عصر الاقتصاد بامتياز.
استقبال شعبي حار
دشن جلالة الملك جولته الإفريقية التاريخية والرمزية بجمهورية السينغال، إذ حل بدكار يوم الجمعة 15 مارس الجاري، حيث خصص لجلالته استقبال رسمي وشعبي كبير، يعكس بصدق الروابط المتينة التي تجمع على الدوام بين الشعبين والبلدين الشقيقين. وكان الاستقبال الشعبي الحار لافتا، واستأثر باهتمام الإعلام في مختلف أنحاء العالم، ونشرت مختلف وكالات الأنباء صورا تؤرخ للحدث المهم، باعتبارها الزيارة الأولى لجلالة الملك منذ انتخاب الرئيس السينغالي الجديد ماكي سال.
خطابان تاريخيان في اليوم الأول
تميز اليوم الأول من زيارة جلالة الملك للسينغال بمأدبة العشاء الرسمية التي أقامها فخامة رئيس جمهورية السينغال، ماكي سال، بالقصر الرئاسي بالعاصمة دكار على شرف جلالة الملك.
وقبل حفل العشاء، سلم جلالة الملك٬ الذي كان يحمل وسام "الحمالة الكبرى-الدرجة الوطنية للأسد"٬ وهو أرفع وسام تمنحه جمهورية السينغال٬ (سلم) الرئيس ماكي سال قلادة الوسام المحمدي.
وألقى جلالة الملك خلال هذه المأدبة خطابا أعرب فيه عن الأمل في أن ترتقي الشراكة القائمة بين المغرب والسينغال٬ اللذين يرتبطان بعلاقات قوية وحيوية ومتميزة٬ إلى شراكة "استراتيجية ومتعددة الأشكال وإرادية".
وقال صاحب الجلالة "إن تبادل الزيارات الدورية بين المسؤولين السامين المغاربة والسينغاليين٬ وسن مشاورات دائمة بين بلدينا٬ إضافة إلى الدعم السياسي المتبادل والمنتظم٬ كلها عناصر مكنت من الارتقاء بالعلاقات بين بلدينا إلى مستوى شراكة نتطلع أن تكون استراتيجية ومتعددة الأشكال وإرادية".
وأبرز جلالة الملك أن التعاون المغربي السينغالي اليوم٬ يتميز بغناه وتنوعه٬ ويتجلى ذلك بالخصوص في القطاع الفلاحي٬ حيث تم إنجاز ضيعة "قطب الامتياز الفلاحي" في منطقة تياز٬ وقطاع الكهربة القروية في شمال السينغال٬ ومجال الأمطار الاصطناعية الذي يخضع لبرنامج يمتد عبر ست سنوات٬ والذي مكن من رفع مستوى التساقطات في المناطق المحددة لذلك.
وأعرب جلالته عن عزمه الراسخ على العمل سويا مع الرئيس السينغالي لتعبئة كافة الإمكانات٬ من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة٬ ومحاربة الهشاشة والإقصاء الاجتماعيين.
وسجل جلالته أن المبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين عرفت ارتفاعا منتظما٬ دعمته دينامية النقل الجوي بربط المركزين الإقليميين: الدار البيضاء ودكار٬ والآفاق الواعدة التي يفتحها المحور الطرقي الذي يربط المغرب والسينغال٬ عبر أراضي الجمهورية الموريتانية الشقيقة٬ مؤكدا انه يتعين الآن استكمال هذه الآلية بتحسين الاتصالات البحرية بين البلدين.
ونوه جلالة الملك بالمجهودات المبذولة لتعبيد الطريق أمام الفاعلين الاقتصاديين٬ والتي بدأت تعطي ثمارها في تنام مستمر٬ بارتفاع وتيرة الاستثمارات المغربية الخاصة في السنغال٬ لا سيما في القطاعات البنكية والمالية والتأمين٬ معربا جلالته عن يقينه بأن هذه الدينامية المعززة بالتحسن المطرد الذي يعرفه مجال الأعمال٬ ستخلق لا محالة مزيدا من الاستثمارات المغربية الخاصة في قطاعات أخرى.
ومن جهة أخرى٬ أعرب جلالة الملك عن ارتياحه لتطابق وجهات نظر البلدين في ما يتعلق بأهم القضايا الدولية والإفريقية٬ ولاسيما تجاه الرهانات والمخاطر المتنامية والمحدقة بالفضاء الاستراتيجي المشترك٬ المطل على المحيط الأطلسي والمجاور لمنطقة الساحل.
وقال جلالته "إننا ننادي جميعا باستراتيجية حل شامل لكافة التهديدات الأمنية في المنطقة برمتها٬ ولمتطلبات التنمية المستدامة٬ استراتيجية يجتمع حولها كل الفاعلين المعنيين٬ في نطاق مقاربة جماعية٬ متضامنة ومنسجمة٬ تشمل شتى المجالات السياسية منها والاستراتيجية والاقتصادية".
وفي الخطاب الذي ألقاه بالمناسبة نفسها، قال الرئيس السينغالي، ماكي سال، إن كل سينغالي وكل سينغالية يكن الحب للمغرب، البلد الذي يحظى بالاحترام والتقدير٬ لما له من تاريخ ومن إشعاع دولي٬ ولما ينعم به من استقرار ملحوظ٬ منوها فخامته بالمنجزات الرائعة الاقتصادية والاجتماعية التي حققها المغرب٬ تحت القيادة الحكيمة والحيوية لجلالة الملك.
وأضاف الرئيس السينغالي "لقد تعلم الشعبان المغربي والسينغالي منذ زمن القوافل التي كانت تعبر الصحراء ومند عهد المرابطين٬ كيف يتعرفان على بعضهما البعض، وكيف يبنيان صداقة متينة لا تتأثر بمرور الزمن ولا بتقلبات الظروف. إن هذه اللحظة التي تجمعنا تندرج ضمن هدا النسيج من تاريخنا المشترك٬ المبني على قيم أساسية تربط بيننا٬ قيم تستمد جذورها من النبضات العميقة للقلب ومن التربة الخصبة للإيمان والثقافة.
إن السينغال هو البلد الذي اختاره جدكم المعظم٬ الملك محمد الخامس٬ ليتوقف به أثناء رحلة عودته في نونبر 1955 من المنفى أثناء كفاحه المستميت ضد الاستعمار. ويشكل المسجد الكبير لدكار٬ وهو الذي شيد بهبة من الملك الحسن الثاني٬ جزءا من موروثنا الروحي والتاريخي".
مباحثات واتفاقيات واستقبالات ملكية
أجرى جلالة الملك محمد السادس، يوم السبت 16 مارس الجاري، مباحثات على انفراد مع الرئيس السينغالي، ماكي سال٬ كما ترأس جلالته والرئيس السينغالي بالقصر الرئاسي بدكار٬ حفل التوقيع على اتفاقيتين للتعاون الثنائي.
وتتعلق الاتفاقية الأولى بالنقل الطرقي الدولي للمسافرين والبضائع٬ ووقعها وزير التجهيز والنقل، عزيز رباح، ووزير البنيات التحتية والنقل السينغالي، تييرنو ألاسان سال.
أما الاتفاقية الثانية٬ وهي بروتوكول اتفاق للتعاون في ميادين المعادن والهيدروكاربورات والكهرباء والطاقات المتجددة٬ فوقعها وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، فؤاد الدويري، ووزير الطاقة والمعادن السينغالي، ألي نغوي ندياي.
ويندرج توقيع هاتين الاتفاقيتين في إطار الشراكة الاستراتيجية المتعددة والإرادية التي تربط البلدين٬ كما يعكس٬ مرة أخرى٬ إرادة قائدي البلدين في الرقي بالتعاون الثنائي إلى مستوى انتظارات الشعبين الشقيقين.
وفي اليوم نفسه، استقبل جلالة الملك٬ بالإقامة الملكية بدكار٬ الوزير الأول السينغالي، عبدول امباي٬ ورئيس الجمعية الوطنية السينغالية، مصطفى نياس، ورئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أميناتا طال.
كما استقبل أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ بالإقامة الملكية بدكار٬ شيوخ وقادة الطرق الصوفية السينغالية٬ الشيخ عبد العزيز سي الابن، الناطق الرسمي وممثل الأسرة التيجانية بمدينة تيواون٬ ممثلا للخليفة العام الشيخ تيديان سي المختوم٬ ومحمد لامين نياس شقيق الخليفة العام لأسرة نياس التابعة للطريقة التيجانية بمدينة كولك، الشيخ تيديان ابراهيم نياس٬ والشيخ مداني مونتاكا طال، شيخ الأسرة التيجانية العمرية بدكار٬ والشيخ محمد البشير مباكي، الناطق باسم وممثل الشيخ سيدي المختار مباكي، الخليفة العام للطريقة الموردية بمدينة توبا٬ وأحمد بشير كونطا الناطق باسم الطريقة القادرية ممثلا للخليفة العام للطريقة الحاج مام بو محمد كونتا.
وأشاد هؤلاء الشيوخ والقادة بحرارة بالعناية السامية التي يوليها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس لجماعاتهم٬ معربين عن تشبثهم بالمملكة التي تمثل بالنسبة إليهم موطنا روحيا.
البعد الاجتماعي للزيارة الملكية
تجسد البعد الاجتماعي للزيارة الملكية إلى السينغال، المحطة الأولى في الجولة الإفريقية التاريخية، في إشراف جلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ والرئيس السينغالي ماكي سال٬ يوم الاثنين 18 مارس الجاري٬ بكامبيرين بضاحية دكار٬ على تدشين مشروعين طبيين يرومان تعزيز الخدمات الصحية وتحسين ظروف ولوج المواطنين السينغاليين للأدوية.
وهكذا أشرف قائدا البلدين على تدشين "مصحة محمد السادس لطب العيون " ووحدة "ويست أفريك فارما" لصناعة الأدوية التابعة لمختبرات "سوطيما المغرب"٬ وهما مشروعان يعكسان البعد الإفريقي للمملكة، والالتزام الدائم لجلالة الملك بتطوير تعاون جنوب- جنوب قوي ومتضامن وفعال.
ويعكس المشروعان٬ كذلك٬ إرادة جلالة الملك في المساهمة في تقدم وازدهار الشعب السنغالي الشقيق٬ وإرساء شراكة استراتيجية متعددة وإرادية بين البلدين٬ وكذا في تعبئة كل الإمكانات لتحقيق مزيد من أهداف التنمية المستدامة ومحاربة الهشاشة والتهميش الاجتماعي.
ومن شأن "مصحة محمد السادس لطب العيون"٬ التي أنجزتها المؤسسة العلوية للتنمية البشرية المستدامة٬ بتعليمات سامية من صاحب الجلالة، أن تعطي دفعة قوية لمحاربة داء العمى في السينغال.
وأشاد جلالة الملك بالنهج الديمقراطي٬ الذي تسلكه السينغال٬ مشيرا إلى أن "هذا المسار الرزين بشتى المعايير٬ لمن شأنه أن يدعم السمعة الديمقراطية للسينغال٬ هذه الدولة التي يضرب بها المثل في محيط قاري ما فتئ يعرف اهتزازات ومجازفات تنتمي إلى حقب عفا عليها الزمن".
من جانبه أكد الرئيس السينغالي٬ في خطاب بالمناسبة٬ أن السينغال يسعد باستقبال ضيف من مستوى رفيع٬ هو بمثابة صديق دائم وحليف في كل الظروف.
وتشتمل المصحة٬ المزودة بأحدث التجهيزات٬ على ثلاث قاعات للفحص والتشخيص، وثلاثة أجنحة للعمليات الجراحية وقطب للتعقيم، ومصالح للخدمات الاستشفائية٬ وجناح لتكوين أطباء من بلدان غرب إفريقيا٬ وقاعة للمؤتمرات لاحتضان أيام تكوينية جامعية وندوات موضوعاتية حول طب العيون.
وستضمن هذه البنية الاستشفائية العلاج من داء الساد (اجلالة)، كما ستحتضن عمليات جراحية لأمراض أكثر تعقيدا كمرض المياه الزرقاء وانفصال الشبكة٬ وهو ما يجعل منها الأولى من نوعها بهذه المنطقة من القارة السمراء.
وبإمكان "مصحة محمد السادس لطب العيون " إجراء حوالي 50 ألف فحص في السنة٬ كما ستكون إطارا ملائما لتنظيم حملات طبية لفائدة السكان المحليين من قبل أطباء مغاربة سيساهمون في الأنشطة الإنسانية الدائمة للمصحة. وستمكن هذه الحملات من إجراء أزيد من 2500 عملية جراحية على داء الساد وأزيد من 150 عملية لعلاج مرض انفصال الشبكية.
أما وحدة "ويست أفريك فارما"، التي أنجزت بمبلغ 8 ملايين أورو٬ فستمكن من توفير أدوية جنيسة ذات جودة عالية٬ ليس فقط للسينغال٬ ولكن أيضا لبلدان الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا وكذا المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وستساهم هذه الوحدة٬ التي أنجزت على مساحة هكتارين٬ في تطوير النسيج الصناعي لقطاع الأدوية بالسينغال من خلال نقل تكنولوجيا وخبرة مختبرات (سوطيما المغرب).
وتشتمل الوحدة على جناح إداري٬ ومستودع لتخزين المواد الأولية٬ ومواد التعبئة والتغليف والمنتجات المصنعة٬ وعلى مختبر لمراقبة الجودة٬ ووحدة لتصنيع الأدوية الصلبة٬ فضلا عن منطقة مخصصة لصناعة الأدوية السائلة.
ويعكس إنجاز هذين المشروعين بجلاء روابط الصداقة والأخوة العريقة التي تجمع المملكة المغربية وجمهورية السينغال.
استقبالات ملكية في اليوم الأخير للزيارة
تميز اليوم الأخير من الزيارة الملكية للسينغال باستقبال صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ يوم الثلاثاء 19 مارس الجاري، بالإقامة الملكية بدكار٬ مختار مبو، رئيس نادي السينغال- المغرب للصداقة٬ الذي كان مرفوقا بأمادو كان، النائب الأول لرئيس النادي، وزير الاقتصاد والمالية السينغالي٬ وصامبا صار، النائب الثاني لرئيس النادي، سفير السينغال السابق بكل من المغرب والأمم المتحدة٬ وصامبا با، عضو النادي، فاعل اقتصادي ومدير سابق لديوان رئيس الجمهورية السينغالية٬ وعبد الجليل بنجلون التويمي، عضو النادي، وفاعل اقتصادي بدكار٬ ومحمد لحلو، الأمين العام للنادي، فاعل اقتصادي بدكار.
كما استقبل أمير المؤمنين في اليوم نفسه بالإقامة الملكية بدكار٬ الأب ألفونس سيك، القس العام لأبرشية دكار ممثل أسقف العاصمة.
بيان مشترك بين المغرب والسينغال
توجت زيارة جلالة الملك الرسمية لجمهورية السينغال بصدور بيان مشترك جدد فيه البلدان٬ اللذان "تتطابق وجهات نظرهما بشكل كامل" حول مختلف القضايا٬ إرادتهما في تعزيز و تعميق الشراكة الاستراتيجية التي تربطهما٬ وجعلها نموذجا للتعاون جنوب - جنوب٬ كما عبرا عن عزمهما إضفاء دينامية جديدة على تعاونهما الثنائي في المجال الاقتصادي.
وأفاد البيان المشترك أن صاحب الجلالة عبر عن تشكراته الحارة على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي خصصت لجلالته والوفد المرافق له٬ ودعا الرئيس السينغالي، ماكي سال، إلى القيام بزيارة رسمية إلى المغرب.
وبخصوص الجانب الاقتصادي٬ جدد البلدان إرادتهما إضفاء دينامية جديدة على تعاونهما الثنائي في هذا المجال ٬ وذلك من خلال الاتفاق على عقد الدورة ال14 للجنة الكبرى المختلطة للتعاون المغربي السينغالي "في أقرب الآجال".
وأضاف البيان أن قائدي البلدين٬ اللذين رحبا أيضا بالتوقيع على اتفاقية النقل الطرقي الدولي للمسافرين والبضائع، وبروتوكول اتفاق التعاون في مجال المعادن والمحروقات والكهرباء والطاقات المتجددة٬ وضعا اللمسات الأخيرة على اتفاق حول النقل البحري يقضي٬ على الخصوص٬ بفتح خط بحري بين المغرب والسينغال٬ سيتم التوقيع عليه في القريب العاجل.
وفي ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية٬ أشار قائدا البلدين إلى أن استمرار هذا النزاع يشكل تهديدا للوحدة الترابية ولأمن دول المنطقة٬ وعائقا حقيقيا في وجه مسلسل الاندماج الإقليمي الذي تتطلع شعوب المنطقة إلى تحقيقه.
وفي هذا السياق٬ جدد الرئيس السنغالي دعم بلاده الثابت والدائم لمغربية الصحراء٬ مشيرا إلى أن المقترح المغربي بإقامة حكم ذاتي موسع بالصحراء، يشكل حلا مثاليا للتسوية النهائية لهذا النزاع.
وجدد الرئيس ماكي سال٬ بالمناسبة نفسها٬ التأكيد على الأهمية القصوى التي تكتسيها عودة المملكة المغربية إلى الأسرة الكبيرة في الاتحاد الإفريقي٬ معبرا عن التزامه بالعمل على تحقيق هذا المسعى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.