ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البعد الروحي تواصل باستقبال أمير المؤمنين شيوخ وقادة الطرق الصوفية السينغالية
نجاح الزيارة الملكية إلى السينغال يفتح آفاقا واعدة للتعاون
نشر في الصحراء المغربية يوم 01 - 04 - 2013

أثبت جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، من جديد أنه من أكثر القادة الأفارقة حرصا على تقوية التعاون جنوب جنوب، وأجمع المهتمون على أن النظرة الاستراتيجية لجلالته في ما يخص الاهتمام بالقارة خير ضامن لنجاح الجولة الإفريقية التاريخية
التي شملت دول السينغال وكوت ديفوار والغابون، وأنه من الواجب أخذ العبرة من النتائج الإيجابية التي أسفرت عنها.
وأكد المهتمون أيضا أن النجاح الذي تحقق خلال زيارة جلالته للسينغال سيفتح آفاقا واعدة للتعاون بين البلدين، ومن شأن الزيارة التاريخية أن ترسخ الخيارات الاستراتيجية للمملكة من أجل تعزيز التعاون جنوب - جنوب٬ وتحقيق الاندماج الإفريقي، لمواجهة كافة التحديات، وإزالة المعوقات، التي تقف في وجه القارة في عالم ينزاح أكثر فأكثر نحو الوحدة والتكتلات ذات الأهداف الاقتصادية، لأن العصر الحالي هو عصر الاقتصاد بامتياز.
استقبال شعبي حار
دشن جلالة الملك جولته الإفريقية التاريخية والرمزية بجمهورية السينغال، إذ حل بدكار يوم الجمعة 15 مارس الجاري، حيث خصص لجلالته استقبال رسمي وشعبي كبير، يعكس بصدق الروابط المتينة التي تجمع على الدوام بين الشعبين والبلدين الشقيقين. وكان الاستقبال الشعبي الحار لافتا، واستأثر باهتمام الإعلام في مختلف أنحاء العالم، ونشرت مختلف وكالات الأنباء صورا تؤرخ للحدث المهم، باعتبارها الزيارة الأولى لجلالة الملك منذ انتخاب الرئيس السينغالي الجديد ماكي سال.
خطابان تاريخيان في اليوم الأول
تميز اليوم الأول من زيارة جلالة الملك للسينغال بمأدبة العشاء الرسمية التي أقامها فخامة رئيس جمهورية السينغال، ماكي سال، بالقصر الرئاسي بالعاصمة دكار على شرف جلالة الملك.
وقبل حفل العشاء، سلم جلالة الملك٬ الذي كان يحمل وسام "الحمالة الكبرى-الدرجة الوطنية للأسد"٬ وهو أرفع وسام تمنحه جمهورية السينغال٬ (سلم) الرئيس ماكي سال قلادة الوسام المحمدي.
وألقى جلالة الملك خلال هذه المأدبة خطابا أعرب فيه عن الأمل في أن ترتقي الشراكة القائمة بين المغرب والسينغال٬ اللذين يرتبطان بعلاقات قوية وحيوية ومتميزة٬ إلى شراكة "استراتيجية ومتعددة الأشكال وإرادية".
وقال صاحب الجلالة "إن تبادل الزيارات الدورية بين المسؤولين السامين المغاربة والسينغاليين٬ وسن مشاورات دائمة بين بلدينا٬ إضافة إلى الدعم السياسي المتبادل والمنتظم٬ كلها عناصر مكنت من الارتقاء بالعلاقات بين بلدينا إلى مستوى شراكة نتطلع أن تكون استراتيجية ومتعددة الأشكال وإرادية".
وأبرز جلالة الملك أن التعاون المغربي السينغالي اليوم٬ يتميز بغناه وتنوعه٬ ويتجلى ذلك بالخصوص في القطاع الفلاحي٬ حيث تم إنجاز ضيعة "قطب الامتياز الفلاحي" في منطقة تياز٬ وقطاع الكهربة القروية في شمال السينغال٬ ومجال الأمطار الاصطناعية الذي يخضع لبرنامج يمتد عبر ست سنوات٬ والذي مكن من رفع مستوى التساقطات في المناطق المحددة لذلك.
وأعرب جلالته عن عزمه الراسخ على العمل سويا مع الرئيس السينغالي لتعبئة كافة الإمكانات٬ من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة٬ ومحاربة الهشاشة والإقصاء الاجتماعيين.
وسجل جلالته أن المبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين عرفت ارتفاعا منتظما٬ دعمته دينامية النقل الجوي بربط المركزين الإقليميين: الدار البيضاء ودكار٬ والآفاق الواعدة التي يفتحها المحور الطرقي الذي يربط المغرب والسينغال٬ عبر أراضي الجمهورية الموريتانية الشقيقة٬ مؤكدا انه يتعين الآن استكمال هذه الآلية بتحسين الاتصالات البحرية بين البلدين.
ونوه جلالة الملك بالمجهودات المبذولة لتعبيد الطريق أمام الفاعلين الاقتصاديين٬ والتي بدأت تعطي ثمارها في تنام مستمر٬ بارتفاع وتيرة الاستثمارات المغربية الخاصة في السنغال٬ لا سيما في القطاعات البنكية والمالية والتأمين٬ معربا جلالته عن يقينه بأن هذه الدينامية المعززة بالتحسن المطرد الذي يعرفه مجال الأعمال٬ ستخلق لا محالة مزيدا من الاستثمارات المغربية الخاصة في قطاعات أخرى.
ومن جهة أخرى٬ أعرب جلالة الملك عن ارتياحه لتطابق وجهات نظر البلدين في ما يتعلق بأهم القضايا الدولية والإفريقية٬ ولاسيما تجاه الرهانات والمخاطر المتنامية والمحدقة بالفضاء الاستراتيجي المشترك٬ المطل على المحيط الأطلسي والمجاور لمنطقة الساحل.
وقال جلالته "إننا ننادي جميعا باستراتيجية حل شامل لكافة التهديدات الأمنية في المنطقة برمتها٬ ولمتطلبات التنمية المستدامة٬ استراتيجية يجتمع حولها كل الفاعلين المعنيين٬ في نطاق مقاربة جماعية٬ متضامنة ومنسجمة٬ تشمل شتى المجالات السياسية منها والاستراتيجية والاقتصادية".
وفي الخطاب الذي ألقاه بالمناسبة نفسها، قال الرئيس السينغالي، ماكي سال، إن كل سينغالي وكل سينغالية يكن الحب للمغرب، البلد الذي يحظى بالاحترام والتقدير٬ لما له من تاريخ ومن إشعاع دولي٬ ولما ينعم به من استقرار ملحوظ٬ منوها فخامته بالمنجزات الرائعة الاقتصادية والاجتماعية التي حققها المغرب٬ تحت القيادة الحكيمة والحيوية لجلالة الملك.
وأضاف الرئيس السينغالي "لقد تعلم الشعبان المغربي والسينغالي منذ زمن القوافل التي كانت تعبر الصحراء ومند عهد المرابطين٬ كيف يتعرفان على بعضهما البعض، وكيف يبنيان صداقة متينة لا تتأثر بمرور الزمن ولا بتقلبات الظروف. إن هذه اللحظة التي تجمعنا تندرج ضمن هدا النسيج من تاريخنا المشترك٬ المبني على قيم أساسية تربط بيننا٬ قيم تستمد جذورها من النبضات العميقة للقلب ومن التربة الخصبة للإيمان والثقافة.
إن السينغال هو البلد الذي اختاره جدكم المعظم٬ الملك محمد الخامس٬ ليتوقف به أثناء رحلة عودته في نونبر 1955 من المنفى أثناء كفاحه المستميت ضد الاستعمار. ويشكل المسجد الكبير لدكار٬ وهو الذي شيد بهبة من الملك الحسن الثاني٬ جزءا من موروثنا الروحي والتاريخي".
مباحثات واتفاقيات واستقبالات ملكية
أجرى جلالة الملك محمد السادس، يوم السبت 16 مارس الجاري، مباحثات على انفراد مع الرئيس السينغالي، ماكي سال٬ كما ترأس جلالته والرئيس السينغالي بالقصر الرئاسي بدكار٬ حفل التوقيع على اتفاقيتين للتعاون الثنائي.
وتتعلق الاتفاقية الأولى بالنقل الطرقي الدولي للمسافرين والبضائع٬ ووقعها وزير التجهيز والنقل، عزيز رباح، ووزير البنيات التحتية والنقل السينغالي، تييرنو ألاسان سال.
أما الاتفاقية الثانية٬ وهي بروتوكول اتفاق للتعاون في ميادين المعادن والهيدروكاربورات والكهرباء والطاقات المتجددة٬ فوقعها وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، فؤاد الدويري، ووزير الطاقة والمعادن السينغالي، ألي نغوي ندياي.
ويندرج توقيع هاتين الاتفاقيتين في إطار الشراكة الاستراتيجية المتعددة والإرادية التي تربط البلدين٬ كما يعكس٬ مرة أخرى٬ إرادة قائدي البلدين في الرقي بالتعاون الثنائي إلى مستوى انتظارات الشعبين الشقيقين.
وفي اليوم نفسه، استقبل جلالة الملك٬ بالإقامة الملكية بدكار٬ الوزير الأول السينغالي، عبدول امباي٬ ورئيس الجمعية الوطنية السينغالية، مصطفى نياس، ورئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أميناتا طال.
كما استقبل أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ بالإقامة الملكية بدكار٬ شيوخ وقادة الطرق الصوفية السينغالية٬ الشيخ عبد العزيز سي الابن، الناطق الرسمي وممثل الأسرة التيجانية بمدينة تيواون٬ ممثلا للخليفة العام الشيخ تيديان سي المختوم٬ ومحمد لامين نياس شقيق الخليفة العام لأسرة نياس التابعة للطريقة التيجانية بمدينة كولك، الشيخ تيديان ابراهيم نياس٬ والشيخ مداني مونتاكا طال، شيخ الأسرة التيجانية العمرية بدكار٬ والشيخ محمد البشير مباكي، الناطق باسم وممثل الشيخ سيدي المختار مباكي، الخليفة العام للطريقة الموردية بمدينة توبا٬ وأحمد بشير كونطا الناطق باسم الطريقة القادرية ممثلا للخليفة العام للطريقة الحاج مام بو محمد كونتا.
وأشاد هؤلاء الشيوخ والقادة بحرارة بالعناية السامية التي يوليها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس لجماعاتهم٬ معربين عن تشبثهم بالمملكة التي تمثل بالنسبة إليهم موطنا روحيا.
البعد الاجتماعي للزيارة الملكية
تجسد البعد الاجتماعي للزيارة الملكية إلى السينغال، المحطة الأولى في الجولة الإفريقية التاريخية، في إشراف جلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ والرئيس السينغالي ماكي سال٬ يوم الاثنين 18 مارس الجاري٬ بكامبيرين بضاحية دكار٬ على تدشين مشروعين طبيين يرومان تعزيز الخدمات الصحية وتحسين ظروف ولوج المواطنين السينغاليين للأدوية.
وهكذا أشرف قائدا البلدين على تدشين "مصحة محمد السادس لطب العيون " ووحدة "ويست أفريك فارما" لصناعة الأدوية التابعة لمختبرات "سوطيما المغرب"٬ وهما مشروعان يعكسان البعد الإفريقي للمملكة، والالتزام الدائم لجلالة الملك بتطوير تعاون جنوب- جنوب قوي ومتضامن وفعال.
ويعكس المشروعان٬ كذلك٬ إرادة جلالة الملك في المساهمة في تقدم وازدهار الشعب السنغالي الشقيق٬ وإرساء شراكة استراتيجية متعددة وإرادية بين البلدين٬ وكذا في تعبئة كل الإمكانات لتحقيق مزيد من أهداف التنمية المستدامة ومحاربة الهشاشة والتهميش الاجتماعي.
ومن شأن "مصحة محمد السادس لطب العيون"٬ التي أنجزتها المؤسسة العلوية للتنمية البشرية المستدامة٬ بتعليمات سامية من صاحب الجلالة، أن تعطي دفعة قوية لمحاربة داء العمى في السينغال.
وأشاد جلالة الملك بالنهج الديمقراطي٬ الذي تسلكه السينغال٬ مشيرا إلى أن "هذا المسار الرزين بشتى المعايير٬ لمن شأنه أن يدعم السمعة الديمقراطية للسينغال٬ هذه الدولة التي يضرب بها المثل في محيط قاري ما فتئ يعرف اهتزازات ومجازفات تنتمي إلى حقب عفا عليها الزمن".
من جانبه أكد الرئيس السينغالي٬ في خطاب بالمناسبة٬ أن السينغال يسعد باستقبال ضيف من مستوى رفيع٬ هو بمثابة صديق دائم وحليف في كل الظروف.
وتشتمل المصحة٬ المزودة بأحدث التجهيزات٬ على ثلاث قاعات للفحص والتشخيص، وثلاثة أجنحة للعمليات الجراحية وقطب للتعقيم، ومصالح للخدمات الاستشفائية٬ وجناح لتكوين أطباء من بلدان غرب إفريقيا٬ وقاعة للمؤتمرات لاحتضان أيام تكوينية جامعية وندوات موضوعاتية حول طب العيون.
وستضمن هذه البنية الاستشفائية العلاج من داء الساد (اجلالة)، كما ستحتضن عمليات جراحية لأمراض أكثر تعقيدا كمرض المياه الزرقاء وانفصال الشبكة٬ وهو ما يجعل منها الأولى من نوعها بهذه المنطقة من القارة السمراء.
وبإمكان "مصحة محمد السادس لطب العيون " إجراء حوالي 50 ألف فحص في السنة٬ كما ستكون إطارا ملائما لتنظيم حملات طبية لفائدة السكان المحليين من قبل أطباء مغاربة سيساهمون في الأنشطة الإنسانية الدائمة للمصحة. وستمكن هذه الحملات من إجراء أزيد من 2500 عملية جراحية على داء الساد وأزيد من 150 عملية لعلاج مرض انفصال الشبكية.
أما وحدة "ويست أفريك فارما"، التي أنجزت بمبلغ 8 ملايين أورو٬ فستمكن من توفير أدوية جنيسة ذات جودة عالية٬ ليس فقط للسينغال٬ ولكن أيضا لبلدان الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا وكذا المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وستساهم هذه الوحدة٬ التي أنجزت على مساحة هكتارين٬ في تطوير النسيج الصناعي لقطاع الأدوية بالسينغال من خلال نقل تكنولوجيا وخبرة مختبرات (سوطيما المغرب).
وتشتمل الوحدة على جناح إداري٬ ومستودع لتخزين المواد الأولية٬ ومواد التعبئة والتغليف والمنتجات المصنعة٬ وعلى مختبر لمراقبة الجودة٬ ووحدة لتصنيع الأدوية الصلبة٬ فضلا عن منطقة مخصصة لصناعة الأدوية السائلة.
ويعكس إنجاز هذين المشروعين بجلاء روابط الصداقة والأخوة العريقة التي تجمع المملكة المغربية وجمهورية السينغال.
استقبالات ملكية في اليوم الأخير للزيارة
تميز اليوم الأخير من الزيارة الملكية للسينغال باستقبال صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ يوم الثلاثاء 19 مارس الجاري، بالإقامة الملكية بدكار٬ مختار مبو، رئيس نادي السينغال- المغرب للصداقة٬ الذي كان مرفوقا بأمادو كان، النائب الأول لرئيس النادي، وزير الاقتصاد والمالية السينغالي٬ وصامبا صار، النائب الثاني لرئيس النادي، سفير السينغال السابق بكل من المغرب والأمم المتحدة٬ وصامبا با، عضو النادي، فاعل اقتصادي ومدير سابق لديوان رئيس الجمهورية السينغالية٬ وعبد الجليل بنجلون التويمي، عضو النادي، وفاعل اقتصادي بدكار٬ ومحمد لحلو، الأمين العام للنادي، فاعل اقتصادي بدكار.
كما استقبل أمير المؤمنين في اليوم نفسه بالإقامة الملكية بدكار٬ الأب ألفونس سيك، القس العام لأبرشية دكار ممثل أسقف العاصمة.
بيان مشترك بين المغرب والسينغال
توجت زيارة جلالة الملك الرسمية لجمهورية السينغال بصدور بيان مشترك جدد فيه البلدان٬ اللذان "تتطابق وجهات نظرهما بشكل كامل" حول مختلف القضايا٬ إرادتهما في تعزيز و تعميق الشراكة الاستراتيجية التي تربطهما٬ وجعلها نموذجا للتعاون جنوب - جنوب٬ كما عبرا عن عزمهما إضفاء دينامية جديدة على تعاونهما الثنائي في المجال الاقتصادي.
وأفاد البيان المشترك أن صاحب الجلالة عبر عن تشكراته الحارة على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي خصصت لجلالته والوفد المرافق له٬ ودعا الرئيس السينغالي، ماكي سال، إلى القيام بزيارة رسمية إلى المغرب.
وبخصوص الجانب الاقتصادي٬ جدد البلدان إرادتهما إضفاء دينامية جديدة على تعاونهما الثنائي في هذا المجال ٬ وذلك من خلال الاتفاق على عقد الدورة ال14 للجنة الكبرى المختلطة للتعاون المغربي السينغالي "في أقرب الآجال".
وأضاف البيان أن قائدي البلدين٬ اللذين رحبا أيضا بالتوقيع على اتفاقية النقل الطرقي الدولي للمسافرين والبضائع، وبروتوكول اتفاق التعاون في مجال المعادن والمحروقات والكهرباء والطاقات المتجددة٬ وضعا اللمسات الأخيرة على اتفاق حول النقل البحري يقضي٬ على الخصوص٬ بفتح خط بحري بين المغرب والسينغال٬ سيتم التوقيع عليه في القريب العاجل.
وفي ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية٬ أشار قائدا البلدين إلى أن استمرار هذا النزاع يشكل تهديدا للوحدة الترابية ولأمن دول المنطقة٬ وعائقا حقيقيا في وجه مسلسل الاندماج الإقليمي الذي تتطلع شعوب المنطقة إلى تحقيقه.
وفي هذا السياق٬ جدد الرئيس السنغالي دعم بلاده الثابت والدائم لمغربية الصحراء٬ مشيرا إلى أن المقترح المغربي بإقامة حكم ذاتي موسع بالصحراء، يشكل حلا مثاليا للتسوية النهائية لهذا النزاع.
وجدد الرئيس ماكي سال٬ بالمناسبة نفسها٬ التأكيد على الأهمية القصوى التي تكتسيها عودة المملكة المغربية إلى الأسرة الكبيرة في الاتحاد الإفريقي٬ معبرا عن التزامه بالعمل على تحقيق هذا المسعى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.