فاجأت القناة الثانية العديد من المشاهدين المغاربة، ببثها تقريرا يتحدث عن "استمرار العدوان على اليمن"، من طرف قوات التحالف الذي تقوده السعودية، وتشارك فيه وحدات من القوات المسلحة الملكية، منها طائرة "إف 16" التي تحطمت أخيرا، ما أفضى إلى مقتل الطيار ياسين البحتي. وكان لافتا بث القناة الثانية "دوزيم"، ضمن نشرتها الإخبارية ظهيرة يوم أمس، يشير صراحة، بتعليق إحدى صحفيات المحطة التلفزية، إلى أن "العدوان لازال قائما على أرض اليمن، وبأن سلسلة غارات قامت بها قوات التحالف، استهدفت مواقع ومخازن أسلحة وسط العاصمة صنعاء". وسلط تقرير النشرة الإخبارية بالقناة الثانية الضوء على مسيرة جماهيرية في صنعاء، ندد من خلالها الحوثيون بتغييبهم في مؤتمر الرياض حول الوضع باليمن، الذي انتهت أشغاله يوم أمس الثلاثاء، وظهرت في التقرير صورة لافتات تتضمن شعارات تندد ب"جرائم آل سلول". وأورد التقرير ذاته شهادات حوثيين طالبوا من أسموهم بأحرار العالم بتحمل مسؤولياتهم إزاء حقوق اليمنيين، وردع العدوان وإيقاف الحصار على البلاد"، مضيفا أن الأممالمتحدة دعت لوقف الحرب باليمن من أجل إيصال المساعدات الإنسانية، وهو الأمر الذي لن يتأتى إلا بتمديد الهدنة". وأفاد تقرير القناة الثانية أن العاصمة السعودية الرياض شهدت اختتام أشغال المؤتمر "المسمى إنقاذ اليمن"، وهي عبارة تعود للقناة الثانية، بمشاركة العديد من القوى السياسية والشخصيات المعنية بالملف اليمني، لكن في ظل غياب الحوثيين، الأمر الذي أفضى إلى استشاطة غضبهم. ويعيد تقرير القناة الثانية إلى الأذهان تقارير مشابهة وردت في سياق الفتور الذي شهدته، منذ أشهر قليلة، العلاقات بين المغرب ومصر، حين فاجأت القناتان الأولى والثانية ملايين المغاربة وغيرهم بالحديث عن نظام السيسي الانقلابي، وهو ما أدى إلى توترٍ بين البلدين، سرعان ما تبدد لتعود العلاقات إلى مسارها الطبيعي. وفيما رفض مصدر مسؤول من داخل القناة التعليق لجريدة هسبريس على دلالات وسياقات بث تقرير يتحدث عن "العدوان على اليمن"، بينما يشارك المغرب ضمن قوات التحالف في عملية "عاصفة الحزم"، ضد معاقل الحوثيين باليمن، أبدى معلقون ومتابعون استغرابهم مما بثته قناة "عين السبع". وعزا مشاهدون بث هذا التقرير بشأن العدوان على اليمن إلى طريقة تعاطي السعودية مع جثة الطيار المغربي، ياسين بحتي، حيث تعاملوا بفتور مع الموضوع الذي شكل اهتمام قطاعات عريضة من المغاربة، فيما أبدى الحوثيون احتراما لكرامة الطيار المغربي وجثته". وقال معلقون إن التقرير التلفزي له علاقة بعودة جثمان الطيار المغربي الذي قضى على أرض اليمن، حيث كان موقف التحالف السعودي سلبيا، وكانت وساطة المبعوث الأممي السابق إلى اليمن، جمال بنعمر، والصليب الأحمر، دور كبير في استرجاع جثمان الطيار الفقيد".