انتقد جون كلود مارتينز، مؤلف كتاب "ملك الاستقرار"، تركيز جل الكتب الفرنسية في تناولها لقضايا المغرب على إظهار "كل ما هو سلبي، معتبرا أن ذلك "فيه حيف بحق المغرب لأن فرنسا ليس لديها أي دروس تقدمها للمملكة" حسب رؤية الكاتب الفرنسي الذي حضر للرباط من أجل تقديم كتابه الذي "يعتبر ردا على العديد من الكتب الفرنسية المنتقدة للمغرب ونظام الحكم فيه" وفق تصريحه. ولم يتوقف المستشار المالي السابق للملك الراحل الحسن الثاني في انتقاده للكتّاب الفرنسيين، الذي ألفوا كتبا حول "المملكة الشريفة"، ممّن قدموا "نظرة سلبية" عن البلد.. بل وجه سهام النقد حتى لساسة فرنسا وحكامها لأنهم "ارتكبوا العديد من الأخطاء في الحق المغرب، كان آخرها الأزمة الدبلوماسية التي عاشتها العلاقات بين باريسوالرباط خلال السنة الماضية"، معتبرا أن باريس "قد فهمت أن أمن الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط لا يمكن أن تتحقق دون أن يكون هناك مغرب مستقر". وحذر المدير السابق للمدرسة الوطنية للإدارة بالرباط من أن "المساس باستقرار المغرب سيجر الكثير من المشاكل على العديد من الدول الأوروبية وفي مقدمتها فرنسا"، مفسرا ذلك بكون حوض البحر الأبيض المتوسط يعيش حالة من الاضطرابات السياسية والأمنية غير مسبوقة "لم يسلم منها إلا المغرب" وفق ما أورده ضمن ندوة لتقديم كتابه بالعاصمة الرباط. نجاة المغرب ممّ يعصف بالمنطقة المغاربية وبلدان شرق أوسطية برره مارتينز ب"وجود الملكية التي تلعب دور المحافظ على الاستقرار"، وزاد نفس المتحدث أن "الملكية تتوفر على ميزة لا تتوفر عليها باقي الأنظمة الأخرى متمثلة في الاستمرارية".. واسترسل: "تغير فرنسا رؤساءها لأربع مرات على الأقل، ويبقى المغرب تحت حكم نفس الملك.. ما يمنح للمملكة رؤية واضحة للمستقبل، ويعطيها استقرارا سياسيا". ووجه الخبير السياسي الفرنسي، الذي خبر المغرب وشؤونه بشكل جيد، رسائل واضحة إلى مسؤولي بلده وهو يقول: "فرنسا لا تملك الحق للعب بالنار من خلال القيام بمناورات سياسية مع المغرب".. كما اقترح قيام "اتحاد سياسي بين دول البحر الأبيض المتوسط" يلعب فيه المغرب دورا أساسيا.. معتبرا أنها "فكرة قابلة للتحقيق لأن الإمكانيات المالية موجودة لتحقيقها، وتكفي رؤية ما تنفقه الجزائر على الأسلحة للوعي بأن الموارد المالية متوفرة لكنها تستعمل في غير محلها". وبالحديث عن الجارة الشرقية للمغرب.. قارن جون كلود مارتينز بين نتائج وصول الإسلاميين في الجزائر للحكم وبين ما شهدهاالمغرب بعد نجاح الإسلاميين في المغرب بمسعى الوصول للحكومة.. وأورد: "في الجزائر قامت حرب أهلية بسبب وصول الإسلاميين للحكم ،بينما في المغرب مر به الحدث بسلاسة".. مفسرا الأمر بكون "الملك يحمل صفة أمير المؤمنين، وهو الذي يجعل من المجال الديني بعيدا عن الصراعات السياسية". واتهم نفس المتحدث بلاده بارتكابها للعديد من الأخطاء في كل ليبيا وسوريا.. وقال: "لا يمكن أن نفكر في القيام بنفس الأخطاء في المغرب، لأن أي انعدام لاستقرار بالمملكة ستكون الدول الأوروبية أول من يدفع ثمنه"، مشددا على أن استقرار دول شمال البحر الأبيض المتوسط يمر بالضرورة من استقرار جنوب ذات الحيز، وأن "المغرب قادر لوحده على تحقيق الاستقرار بالضفة الجنوبية للمتوسطي".