تم، مساء الجمعة بالرباط، تقديم كتاب "محمد السادس .. ملك الاستقرار" لمؤلفه جون كلود مارتينيز، وذلك في لقاء نظمته جبهة القوى الديمقراطية في إطار "منتدى الكتاب". وتميز هذا اللقاء، الذي شمل حفل توقيع الكتاب، بمناقشة مضمون هذا الإصدار الجديد، والسياق الذي صدر فيه، بحضور باحثين وطلبة وفاعلين جمعويين. ويبرز هذا الكتاب، وهو عبارة عن تحليل جيو-سياسي من مستوى عال، دور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، باعتباره ضامنا لحرية ممارسة الأديان والدور الجوهري للمغرب كسد منيع ضد ظاهرتي الإرهاب والهجرة غير الشرعية. وتناول الكاتب قضية الصحراء، حيث شدد على أن الجزائر تخوض حربا خفية ضد جارها الغربي، لاسيما على الصعيد الدبلوماسي ومجموعات الضغط والتواصل (الدعاية)، كاشفا عن شبكات دعم "البوليساريو" في مختلف بلدان أوروبا وأمريكا اللاتينية. وتطرق الكاتب، أيضا، إلى دور المغرب تحت قيادة جلالة الملك في إفريقيا جنوب الصحراء، سواء على المستوى الدبلوماسي والسوسيو- اقتصادي (بفضل مشاريع التنمية)، أو على صعيد المساهمة في حفظ السلام (تحت إشراف الأممالمتحدة)، وجهود الوساطة في الأزمات الداخلية (حالة مالي)، والدعوة لإسلام معتدل ومسالم (بالتركيز على المبادرة المغربية لتكوين الأئمة الأفارقة) داعيا إلى أن يضطلع المغرب بدور همزة الوصل بين أوروبا وإفريقيا. وقال جون كلود مارتينيز، الأستاذ بجامعة "بانتيون أساس"، وعضو بالجمعية البرلمانية الأورو-متوسطية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن كتاب "محمد السادس .. ملك الاستقرار" هو "رد فعل من القلب والعقل معا"، مضيفا بأن "المغرب يشكل في منطقة المتوسط، بالوضع الذي توجد عليه، القطب الوحيد للاستقرار". وركز الكاتب، في هذا السياق، على التقلبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها العديد من بلدان الحوض المتوسطي، وخصوصا ليبيا وسوريا. وقال إنه في ظل هذا المخاض فإن المغرب يتمتع باستقرار استثنائي بفضل ملكية نجحت "في التوفيق بين ما هو دنيوي وما هو روحي"، مبرزا "عبقرية الملكية" التي عرفت كيف تجمع بين الأمرين. وبالنسبة للنائب البرلماني الأوروبي فإن الدمج بين وظيفتي رئيس الدولة وأمير المؤمنين والذي يجسده صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفر للمغرب استقرارا جعل المملكة، البلد الذي يقع في منطقة صعبة، تحقق "انصهارا مدهشا لما هو روحي وما هو دنيوي". وحسب مارتينيز فإن هذا الانصهار الاستثنائي قد يكون هو "سر" الاستقرار والعبقرية المغربية، مشيرا، في هذا الصدد، إلى "الربيع الدستوري" الذي قام به المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك سنة 2011. من جهته، أوضح مصطفى بنعلي، الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية، أن هذا اللقاء، وهو الموعد الأول ضمن منتدى الكتاب الذي أطلقه الحزب، يسعى إلى تقديم الفكر الذي حمله مؤلف الكتاب الذي يبرز الدور الحاسم للملكية في المنطقة وفي النهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والمؤسساتية للمغرب. وسجل الأستاذ بجامعة ابن طفيل محمد الزناتي، في معرض تناوله للخطوط العريضة للمؤلف الجديد، أن هذا الإصدار يتوقف عند التحديات التي لا يمكن لفرنسا وأوروبا رفعها إلا بالعمل إلى جانب المغرب ويؤكد أهمية الحوار شمال - جنوب. وكانت هي الرؤية التي تقاسمها معه أيضا منشط اللقاء ومنسق شبكة جبهة القوى الديمقراطية ببلجيكا السيد مصطفى الأبيض، الذي أكد أن نظام شمال - جنوب انتهى ومن ثمة يصبح من الضروري استعادة التوازن بين ضفتي المتوسط وتغيير المفاهيم الحالية. يذكر أن جون كلود مارتينيز سياسي فرنسي، ومدير سابق للمدرسة الوطنية للإدارة، وله عدة مؤلفات منها "الموت الرحيم أوج الرأسمالية" (2013) و"أوروبا في مهب الريح" (1989). وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء يصادف الإصدار الرسمي لمؤلف "محمد السادس .. ملك الاستقرار" في فرنسا، والذي سيتلوه إصدار رسمي للكتاب ببلجيكا في سابع يونيو المقبل بمبادرة من تنسيقية الفروع الأوروبية لجبهة القوى الديمقراطية.