طالبت لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة المغربَ بتفعيل حُزمة من توصياتها بهدف النهوض بحقوق الأطفال المغاربة، فيما وقَفَ المشاركون في الندوة الوطنية التي نظمتها المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان والمجلس الوطني لحقوق الإنسان على مجموعة من النقائص والمعيقات التي تحدُّ من فعّالية البرامج المعتمدة للنهوض بوضعية حقوق الأطفال المغاربة. لندوة المنظمة بدعم من منظمة الأممالمتحدة للطفولة، والتي جاءتْ بهدف إطلاع مختلف الفاعلين على التوصيات الصادرة عن لجنة حقوق الطفل ووضع إطار لتتبّع تنفيذها، اختُتمتْ بإعلان مجموعة من التوصيّات من بينها الكف عن التعاطي معهم الأطفال في وضعيات إعاقة ب"مقاربة إحسانية". وقدّمتْ الفاعلة الجمعوية سمية العمراني مُعطياتٍ مقلقة بشأن وضعية الأطفال ذوي الإعاقة، خاصّة في مجالِ التعليم، والحماية من العنف، قائلة إن "التشريع المغربي قاصر جدّا في مجال حماية الطفل المعاق، خاصّة في الدراسة"، وموضحة أنّ كثيرا من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة لا يدرسون، ومنْ يدرُس منهم يكون ذلك نتاجَ مجهودات مبذولة من طرف أسرهم وليس بجهد مؤسّساتي. وأضافت المتحدّثة أنّ شريحة من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة لا تشملهم الحماية القانونية حينَ تعرّضهم لاعتداءات جنسية، مثل الأطفال الذين يعانون من مرض التوحّد، وآخرون ممن يُعانون من إعاقة ذهنية تجعلهم عاجزين عن إثبات الجاني، وأشارت المتحدّث إلى أنّ السبب الرئيسي في عدم تمتّع هؤلاء الأطفال بالحماية القانونية يعود إلى غياب أطر مكوّنة على أدوات التواصل معهم، وهو ما يؤدّي إلى سقوط الخبرة الطبيّة. علاقة بذلك، طالبَ المشاركون في الندوة من خلال التوصيات الأوّلية بتكوين جميع المتدخلين في مجال الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. وفي جانب آخر، استأثر موضوع كفالة الأطفال بحيزّ كبير من النقاش بيْن المشاركين في ورشة ملاءمة الإطار القانوني والمؤسساتي المتعلق بالنهوض وحماية حقوق الأطفال، داعين إلى تمكين الأطفال المتكفّل بهم من معرفة آبائهم وأمهاتهم، وعدم التعاطي معهم بمقاربة "إحسانية". واستأثر الأحداث السياسية التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتنامي ظهور التيارات الدينية المتطرّفة، على جُزء من النقاش في ورشة النهوض وحماية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للأطفال، خصوصا معَ لجوء التنظيمات المتطرفة إلى إقحام الأطفال في النزاعات، ودعا المشاركون في الورشة إلى وضع إجراءات استباقية لحماية الأطفال المغاربة، خصوصا في ظلّ تواتر ظهور صور لأطفال صغار يحملون أسلحة ويشاركون في أعمال العنف.