لازال عدد من أصدقاء وأفراد أسرة الطيار المغربي الشاب، الملازم ياسين البحتي، يتمسكون ببصيص من الأمل في أن يكون على قيد الحياة، رغم تقاطر الأخبار والصور المنتشرة في المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي بشأن مقتله، بعد تحطم طائرته "إف 16" في الأراضي اليمنية ليلة الأحد. وأورد بعض أصدقاء وأقارب الطيار المغربي آخر ما تم تبادله من أحاديث ودردشات ورسائل هاتفية مع ياسين، ذو ال26 عاما، فيما عمد آخرون إلى إبداع تصاميم لصورته مزينة بالعلم الوطنين وتتضمن شعارات من قبيل "أنا الطيار البحتي.. وكلنا الطيار البحتي". ومن جهته عمد منتدى القوات المسلحة الملكية على الانترنت إلى بث تصميم يدعم روح التآزر مع عائلة الطيار المفقود، يشمل صورة ياسين بزيه العسكري مدونا عليه اسمه العائلي، ويحمل شعار طائرة "إف 16"، ومعها آية قرآنية تقول "وكان حقا علينا نصر المؤمنين"، وعبارة "حب الأوطان من الإيمان". وامتلأت صفحات فيسبوكية عديدة، خاصة التي أصحابها ترطبهم علاقات صداقة أو قرابة عائلية مع الطيار الشاب، بتصاميم تعلن الحزن على ياسين، فيما يغلب طابع الأمل على تعليقات أصدقائه في أن يكون الطيار لا يزال حيا يرزق في الأراضي اليمنية، مادام ليس هناك خبر يقين يؤكد مقتله. هند، إحدى معارف ياسين، قالت إن آخر اتصال لها مع الطيار الشاب كان مساء الأحد في الساعة الخامسة والنصف، حيث طلب منها أن تدعو الله له ليوفقه، مضيفة أنه بعد ذلك الحديث لم يعد يرد على اتصالاتها، قبل أن تطلب من الجميع رفع اكف الضراعة لأن يعيده الله سالما إلى وطنه وأسرته. أما أنس، ابن خالة الطيار ياسين، فكتب في تغريدة فيسبوكية، قال إن لديه أمل في أن الطيار لا زال حيا، وأردف بأن عطبا تقنيا هو ما أسقط طائرته "إف 16"، وليس نيران الحوثيين كما يروج في الإعلام، قبل أن يطلب من الجميع عدم نشر أخبار وفاته، لأنه لا شي مؤكد حتى الآن". وتنسجم آمال أصدقاء ياسين ومعارفه مع تصريحات منسوبة إلى والد الطيار، قال فيها إن الخبر اليقين بوفاة ابنه لم يتأكد بعد، وأن له أمل كبير في أن يظل ياسين على قيد الحياة، خاصة إذا ما تسلمته قبائل سنية، أو محايدة ليس لها موقف من الصراع الدائر في اليمن". طارق أشهبي، أحد أصدقاء الطيار المفقود، أبرز من جهته أن لا شيء محسوم إلى حد اللحظة، وبأن المطلوب ممن يعرفه، وحتى من جميع المغاربة الذين تابعوا الحادثة، وتعاطفوا مع قضيته، أن يؤدوا سجدة لله، يدعونه بأن يحفظ ياسين من كل مكروه، ويرده إلى أسرته وبلده سالما غانما".