توفّي تلميذ، في ال16 من العمر ويتابع دراسته بالمستوى الأول إعدادي، في ظروف غامضة قرب منزله الواقع بدوار أولاد مسعود بالجماعة القروية أولاد عبدون إقليمخريبكة، حيث عثرَ عليه والدُه وهو جثة هامدة، بعد ساعة من وصوله إلى المنزل عائدا من مؤسسته التعليمية. الأب تفاجأ بوضعية ابنه قرب أحد الجدران، قبل أن يكتشف أنه قد فارق الحياة وهو ينزف دما من فمه وأذنيه، ما أدخل الوالد في حالة حزن وصراخ، ليتمّ ربط الاتصال بالسلطات المحلية التي انتقلت إلى عين المكان. وأشارت مصادر هسبريس إلى أن الاتصالات بالجماعة القروية لانتداب سيارة إسعاف باءت بالفشل، نتيجة رفض رئيس الجماعة السماح لها بنقل الهالك، كما أن العناصر الأمنية استغرقت زهاء 4 ساعات للوصول إلى عين المكان، ما اضطر أسرة الضحية إلى نصب "شبه مظلة" لحماية جثة ابنهم من التحلل نتيجة ارتفاع درجة الحرارة. وردّ الحاضرون على موقف رئيس الجماعة القروية لأولاد عبدون من الواقعة بالاحتجاج وطرد سيارة الإسعاف التابعة للجماعة، فيما عملوا بالمقابل على استقدام سيارة نقل الأموات التابعة لإحدى الجمعيات الخيرية لنقل جثة الهالك إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليميلخريبكة، حيث سيجري إخضاعها للتشريح الطبي لمعرفة أسباب الوفاة. وفي الوقت الذي وصف فيه المحتجّون سلوكَ رئيس الجماعة القروية ب"اللا إنساني"، أوضح هذا الأخير في تصريحه لهسبريس أن سيارة الإسعاف كانت متواجدة في عين المكان وفي الوقت المناسب إلى جانب السلطة المحلية ممثلة في قائد قيادة أولاد عبدون، مع عدم إمكانية نقل الجثة قبل الانتهاء من الإجراءات القانونية والأمنية الضرورية في مثل هذه الحالات، ما دفع بعض الحاضرين إلى الهجوم على سيارة الإسعاف التابعة للجماعة بالحجارة وطردها من مكان الواقعة. وأكد ذات المتحدث أنه لم يتلق أي اتصال من طرف أهل الفقيد وقت اكتشاف وفاة الهالك، باستثناء مكالمة هاتفية تلقاها من سائق سيارة الإسعاف لإخباره بتواجده في عين المكان، بناء على تعليمات سابقة أعطيت له تقتضي بضرورة الاستجابة بشكل فوري ودون أخذ الإذن من رئيس الجماعة كلما تعلق الأمر باتصال من طرف السلطات المحلية والأمنية بالمنطقة، حيث أمر رئيس الجماعة سائق سيارة الإسعاف بعدم نقل الجثة إلى غاية وصول عناصر الدرك الملكي. وأضاف رئيس الجماعة من جهة ثانية أنه من غير المقبول أن يتم اتهامه بالاستهتار بأرواح ومشاعر المواطنين أو تحميله مسؤولية الوفاة أو التأخر في نقل الجثة إلى مستودع الأموات، مشيرا في نفس الوقت إلى أن الاستفادة من خدمات سيارة الإسعاف لا تتم فقط بالاتصال الهاتفي، بل تتطلب سلك مسطرة إدارية مضبوطة، باستثناء الحالات الاستعجالية التي يمكن الإسراع فيها بانتداب سيارة الإسعاف لإنقاذ المرضى والمصابين.