لا زال استفزاز المسلمين عبر رسوم مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، يحصُد مزيدا من الأرواح، بعد أن أردَت شرطة ولاية تكساس الأمريكية مُسلحين أطلقا النار على مركز للمُؤتمرات يحتضن مسابقة مثيرة للجدل لتصوير الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عبر رسوم كاريكاتورية. وأفادَت وسائل إعلامية في مدينة غارلاند التابعة للولاية، بأن مسلَّحيْن على متن سيارة أطلقا النار على ضابط أمن أمام مركز "كرتيس كولويل سنتر" شمال المدينة، أمس الأحد، كانت تجري فيه المسابقة المثيرة للجدل، أصيب على إثرها الضابط إصابات غير مميتة على مستوى قدمه، ليقتل المسلحان بعد تبادل لإطلاق النار مع رجال الشرطة. وكانت منظمة "مبادرة الدفاع عن الحريات الأمريكية"، المعروفة بتنظيمها حملة ضد بناء مركز إسلامي بالقرب من مركز التجارة العالمي، قد خصصت جائزة قدرها 10 آلاف دولار لأفضل رسم يصور النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي استدعت السياسي الهولندي المعروف بعدائه للإسلام "كيرت فيلدرز" ضيفا على المسابقة من أجل إلقاء كلمة أمام المشاركين. إلى ذلك، أكدت رئيسة " مبادرة الدفاع عن الحقوق الأمريكية"، أن المسابقة جاءت " ردا على أحداث العنف المرتبطة برسوم مشابهة" وفق باميلا كيلر، وذلك بعد أن أثارت رسوم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، احتجاجات في العالم الإسلامي في وقت سابق. كما سبق لاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن حذر من "تكرار نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومن "مغبة التمادي في الإساءة والازدراء بالإسلام بحجة القيم والحرية". ورجح رجال الشرطة أن تكون السيارة التي كان يستقلها المسلحان مفخخة، حيث تم استدعاء خبراء الألغام والمتفجرات بعد الهجوم بوقت قصير وإخلاء المركز وتأمين محيطه. كما تم التوجه بالمشاركين في المسابقة الكاريكاتورية إلى مكان ىخر تحت حماية رجال الشرطة. وتُذكِّر الحادثة الجديدة، بما وقع يناير المنصرم حين تعرضت مكاتب مجلة "شارلي إبدو" الساخرة، لهجوم شنه مسلحون قالوا " إنهم نفذوه انتقاما لنشر رسوم تصور النبي محمد صلى الله عليه وسلم المسيئة"، وتسببت في مقتل 12 شخصا، ونالت الجريمة تنديدا عالميا إلى جانب اعتبار عدد من المفكرين والمتتبعين والفنانين رسومات المجلة وخطها التحريري "حرية غير مقرونة بالمسؤولية، وتفتقر لاحترام الديانات السماوية".