قتلت الشرطة الأميركية أول أمس الأحد مسلحين أطلقا النار على مركز للمعارض في ولاية تكساس كانت تجري فيه مسابقة لرسوم كاريكاتورية للنبي محمد بحضور السياسي الهولندي المعادي للإسلام غيرت فيلدرز، كما أعلنت السلطات. ووقع إطلاق النار في ساحة انتظار للسيارات بمركز كيرتس كولويل وهو مكان للمناسبات الخاصة يستضيف حفلات تخرج وحفلات موسيقية ومعارض تجارية وحفلات زفاف ومناسبات رياضية في مدينة غارلاند شمال شرقي دالاس. وقالت الشرطة إنها لم تحدد بشكل فوري هوية الرجلين أو ما إذا كانا لها صلة بمنتقدين وصفوا المعرض بأنه مناهض للإسلام. وقالت سلطات مدينة غارلاند (تكساس، جنوبالولاياتالمتحدة) في بيان نشرته على صفحتها على موقع فيسبوك إن رجلين "يستقلان سيارة اقتربا" من مركز "كورتيس كولويل سنتر" حيث كانت تشارف على الانتهاء مسابقة في الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد و"أطلقا النار" على شرطي فأصاباه بجروح قبل أن يرد عليهما شرطيان آخران ويقتلان المهاجمين. وأضاف البيان إن حياة الشرطي المصاب ليست في خطر. ونظمت هذه المسابقة "المبادرة الأميركية للدفاع عن الحرية"، وهي منظمة معروفة بمواقفها المعادية للإسلام، وقد وضعت هذه الفعالية في خانة الدفاع عن "حرية التعبير". وبدعوة من المنظمة حضر الفعالية الزعيم الشعبوي الهولندي المعادي للإسلام غيرت فيلدرز، الذي سارع اثر الهجوم إلى التعليق على ما جرى وذلك في تغريدة على تويتر كتب فيها "إطلاق نار في غارلاند خلال مسابقة للرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد لحرية التعبير. لقد غادرت المبنى لتوي". ولاحقا أعلن فيلدرز في رسالة عبر البريد الالكتروني أنه أصيب ب"صدمة" من جراء ما حدث، مؤكدا انه لم يصب بأي أذى وان الهجوم "اعتداء على حريات الجميع". وقال فيلدرز "كنت قد تحدثت لمدة نصف ساعة عن الرسوم الكاريكاتورية والإسلام وحرية التعبير وقد غادرت لتوي المبنى"، مضيفا "أنا مصدوم هذا اعتداء على حق الجميع في حرية التعبير". وتشتبه الشرطة في إمكانية أن تكون السيارة التي كان المهاجمان يستقلانها تحتوي على متفجرات وقد استدعت فريقا من خبراء المتفجرات للكشف عليها. وإثر الهجوم اخلي مركز المعارض حيث كانت تجري المسابقة كما أخليت المتاجر القريبة منه. وذكرت مصادر إعلامية أن منتقدي معرض محمد الفني الذي ترعاه جماعة المبادرة أدانوا المعرض بوصفه تهجما على الإسلام ولكن منظمي المعرض قالوا إنهم يمارسون فقط حقهم في حرية التعبير. وكان معظم الناس الذين يحضرون المعرض مازالوا في الداخل عندما وقع إطلاق النار ولم يعرفوا ما حدث إلى أن دخلت الشرطة المبنى ونصحت الجميع بالبقاء في الداخل بسبب إطلاق نار. وعرض منظمو معرض غارلاند جائزة قيمتها عشرة آلاف دولار لأفضل عمل فني أو رسم كاريكاتيري يصور النبي محمد بالإضافة إلى 2500 دولار"جائزة خيار الناس." وتشتهر غيلر بموقفها من الإسلام، ففي 2010 قادت مسيرة إلى موقع مركز إسلامي مقترح قرب موقع برج التجارة العالمي المدمر. وردا على إطلاق النار في غارلاند نشرت "المبادرة الأميركية للدفاع عن الحرية" بيانا على الفايسبوك قالت فيه "هذه حرب على حرية التعبير، ما الذي سنفعله، هل سنستسلم لهؤلاء الوحوش". وأثارت رسومات غربية للنبي محمد موجة غضب بين المسلمين وأدت إلى تهديدات من راديكاليين. وفي يناير هاجم مسلحون مسلمون مكاتب مجلة شارلي إيبدو الساخرة في باريس ردا على رسومها الكاريكاتيرية للنبي محمد وقتلوا 12 شخصا.