اهتمت الصحف المغاربية الصادرة اليوم على الخصوص بانتهاكات حرية الصحافة في الجزائر واجتماع وزراء الداخلية المغاربيين في موريتانيا والواقع الاعلامي في تونس. ففي الجزائر سجلت صحيفة (الوطن) أنه بعد مضي ربع قرن على الإصلاحات التي همت القطاع الاعلامي "ما زال الطريق أمام الصحافة المحلية طويلا وموسوما بالصعاب لترسيخ مبدأ حرية الاعلام في الحياة الوطنية". وكتبت الصحيفة في هذا الصدد أنه "بالرغم من كل المناورات، فقد باء مخطط إقبار الصحافة المستقلة بالفشل"، معتبرة أن النظام "بإمكانه الاستمرار في لعبة القتل هاته مادامت الولاياتالمتحدةالأمريكية والقوى المؤثرة تغض الطرف عن انتهاكاته". وانتقدت الصحيفة استراتيجية النظام القائمة على "إيجاد شرخ في الوسط الاعلامي ووأد الصحف المستقلة بتجفيف مصادر تمويلها وخاصة عائدات الاشهار". وفي هذا السياق انتهت صحيفة (ليبيرتي) الى "خلاصة مرة" بخصوص قطاع الاشهار منتقدة بشكل خاص "احتكار الدولة لتدبير هذا النشاط". وترى الصحيفة أن هذه الاستراتيجية تشكل "هدرا للأموال العامة من خلال منح الإعلانات لصحف غالبيتها لا توزع ولا تطبع ولا تستجيب بالتالي لتطلعات المعلنين" متهمة بعض دوائر السلطة ب"تجاهل الحاجة الملحة لقانون منظم لهذا النشاط الذي يعد متنفسا حيويا لكل المنشورات". صحيفة (لوكوتيديان) لاحظت من جانبها أن الصحافة الجزائرية "توجد اليوم في قلب معادلة معقدة" معتبرة أنه "على غرار المجتمع الجزائري بما يجر خلفة من اعتلالات يصعب تقويمها، فإن مهنة الاعلام مطالبة بإيجاد الخيط الناظم لسلوكات تشرفها". أما صحيفة (لوسوار دالجيري) فتطرقت الى رد فعل العصبة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان التي كشفت عن "تزايد الانتهاكات التي تطال الحريات الفردية" معتبرة أن "وضعية حقوق الانسان ليست وردية". وفي موريتانيا تناولت صحف نهاية الأسبوع جملة من المواضيع من أبرزها انعقاد الاجتماع الخامس لمجلس وزراء داخلية بلدان المغرب العربي واحتفال الطبقة الشغيلة بفاتح ماي. فقد تطرقت الصحف إلى انعقد الدورة الخامسة لمجلس وزراء الداخلية لدول اتحاد المغرب العربي، الخميس الماضي بنواكشوط، وأشارت إلى إعراب المجلس عن انشغاله الشديد بالتطورات التي شهدتها بعض الأقطار المغاربية نتيجة تفاقم التهديدات العابرة للحدود وفي مقدمتها الإرهاب والجريمة المنظمة وانتشار السلاح والاتجار غير المشروع في المخدرات والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، وغيرها من الظواهر التي تعتبر دخيلة على المجتمعات المغاربية وعلى قيمها المرتكزة على الاعتدال والوسطية والتسامح والانفتاح. كما أبرزت إدانة المجلس الشديدة للعمليات الإرهابية التي استهدفت بعض الدول المغاربية، والتي راح ضحيتها العديد من الأبرياء من المدنيين وقوات الأمن والجيش. كما اهتمت الصحف بتخليد الطبقة العاملة، أول أمس الجمعة، لعيد الشغل، الذي تميز بتنظيم مسيرات عمالية بمختلف مدن البلاد رفعت خلالها لافتات تعبر عن تطلعات وآمال العمال، قبل أن تتحول إلى مهرجانات خطابية، دعا فيها قياديو المركزيات النقابية إلى تحسين ظروف العمل والعمال. وأفادت بأن وزير الوظيفة العمومية والعمل وعصرنة الإدارة سيدنا عال ولد محمد خونا تسلم العرائض المطلبية لنقابات العمال، والتي تضمنت على وجه الخصوص الدعوة لتفعيل آليات الحوار بين النقابات والإدارة والمطالبة بإعداد سياسة تكوين مستمر في القطاعين العام والخاص لتوفير المزيد من اليد العاملة المؤهلة. وتوقفت الصحف الموريتانية عند اجتماع الهيئة القضائية لاتحاد المغرب العربي والشبكة العربية لهيئات تنظيم الاتصالات بنواكشوط وتفاعلات الأزمة الدبلوماسية بين موريتانياوالجزائر. وفي تونس، توقفت الصحف المحلية عند الواقع الإعلامي في البلاد في ضوء الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة (3 ماي)، وكذا التقرير السنوي الصادر بالمناسبة عن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بخصوص واقع الحريات الصحفية في تونس. وفي تقييمها لهذا الواقع، كتبت صحيفة (المغرب) أنه ما يزال في مرحلة انتقالية" يتحسس طريقه باتجاه الاستقلالية التامة عن أي سلطة والتحرر من أي ضغوطات مهما كان مأتاها في إطار الالتزام بالمهنية والمصداقية. وانتقدت في هذا الصدد الإطار التشريعي والقانوني الذي يتعلق بصفة مباشرة وغير مباشرة بالقطاع الصحفي، معتبرة أنه"بالشاكلة الحالية لا يمثل سوى معرقلا رئيسيا لحرية التعبير والإعلام في تونس، وعاملا لمزيد التضييق القانوني عليها". وبدورها، كتبت صحيفة (الصباح) أن المشهد الإعلامي في البلاد، بعد أكثر من أربع سنوات، "لا يبدو أنه بخير"، مشيرة إلى أن أغلب التقارير والدراسات تكاد تجمع على أنه "برغم مناخ الحرية غير المسبوق (...)، يبقى المشهد الإعلامي مرشحا لمزيد من الاهتزازات واحتمالات السقوط في متاهات الرداءة وتراجع المعايير المهنية...". وتابعت أن المشهد الإعلامي، وإن كان هناك إقرار بأنه أشبه بوضع الجسد العليل، فقد وجب الاعتراف والفخر أيضا بأن للقطاع أبناءه الغيورين على مصداقية المهنة، معربة عن القناعة بأن"أحرار هذا القطاع (في تونس) والمؤمنين بقداسة الرسالة الإعلامية سيكونون دوما في حالة تأهب واستنفار للتصدي لكل محاولات تركيع الإعلام...". وتحت عنوان "هل أصبحت حرية الإعلام مهددة؟"، ذكرت صحيفة (التونسية) بأن القطاع شهد "ثورة حقيقية" بعد 14 يناير 2011، بحيث تحول من "إعلام السلطة الحاكمة والتعليمات" إلى إعلام حر يمارس عمله بكل استقلالية. ونبهت إلى وجود "محاولات حثيثة الخطى ومكشوفة النوايا الحزبية والسياسية لتركيع السلطة الرابعة وتكميم الأفواه المنتقدة للأوضاع ولأصحاب القرار، وبالتالي حصول عود على بدء نحو المربع الأول...". واختارت صحيفة (الضمير) الحديث عن تاريخ 3 ماي كذكرى "موشحة بالسواد" على خلفية تردد أنباء عن إعدام صحفيين تونسيين اثنين في ليبيا (سفيان الشورابي وندير القطاري)، متسائلة إن كانا "ضحية حسابات سياسوية ضيقة". وقالت إن الاحتفال هذه السنة تخيم عليه أجواء جنائزية، حيث المؤشرات كلها توحي بأن المحظور قد يكون وقع، وإن "كنا لا نزال متشبثين بجرعة من الأمل ما لم تثبت الوفاة بأدلة مادية قاطعة".