توقفت الصحف المغاربية الصادرة اليوم الأحد ، عند جملة من المواضيع من بينها واقع الإعلام في الجزائر، ومصادقة المجلس التأسيسي بتونس على القانون الانتخابي، واعتداء مجموعات مسلحة ببنغازي على مقر للقوات الخاصة للجيش الليبي، فضلا عن الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة بموريتانيا. ففي الجزائر، رصدت الصحف الواقع الإعلامي في البلاد بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة (3 ماي)، بعضها رسم صورة قاتمة لهذا الواقع. فتحت "عنوان كل عام ونحن مكبلون"، كتبت مديرة نشر صحيفة (الفجر) أن التصريحات الرسمية بشأن الثالث ماي، "لم تحمل أي جديد. نفس الكلام الذي يردد بالمناسبة كل سنة، ونفس الوعود". وتابعت أن "السلطة المسؤولة الأولى عن الفوضى الحاصلة في مجال الإعلام، وقد شجعت على انتقال هذه الفوضى إلى المجال السمعي البصري الذي يعيش بعضه إحدى أسوأ التجارب في حياة الإعلام الجزائري"، مضيفة أن "السلطة ليست وحدها المسؤولة، بل نحن كإعلاميين أيضا لما قبلنا السير في الطريق الذي خطته السلطة لإضعافنا وإبعادنا عن رسالتنا، فصار بعضنا عدوا للبعض الآخر، مع أنه كان من المفروض أن تكون لنا نفس الأهداف، وهي بناء قطاع إعلامي قوي، ونفس العدو، وهو محاربة الفساد والمفسدين، والدفاع عن القيم الوطنية والإنسانية، والدفاع عن القوانين والدستور ووجوب احترامها". وأوردت صحيفة (الخبر) أن مشاركين في نقاش نظمته الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان حول أوضاع الحريات، أبدوا "تشاؤمهم إزاء إمكانية حدوث تغيير إيجابي في مجال الحريات الإعلامية والسياسية والنقابية، في العهدة الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة". ونقلت (الشروق) عن وزير الاتصال الجزائري الأسبق عبد العزيز رحابي قوله إن حرية التعبير "شهدت تراجعا محسوسا، خلال فترة حكم الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، ومن المنتظر أن يزداد تشديد الخناق عليها خلال الفترة المقبلة". وأوضح رحابي أنه "قبل مجيء الرئيس بوتفليقة وفي عز الأزمة التي عصفت بالبلاد (العشرية السوداء)، كان التلفزيون العمومي مفتوحا أمام جميع الأطياف السياسية حتى المعارضة"، مضيفا أن حرية التعبير في تلك الفترة "قد مضت قدما عندما أصدر الرئيس السابق اليمين زروال قرارا يقضي بإلغاء احتكار الدولة للإشهار المؤسساتي وصادق عليه البرلمان في فبراير 1999 إلا أن القرار تم تجميده مباشرة بعد وصول الرئيس الحالي إلى سدة الحكم وذلك في دجنبر من نفس السنة". وأصدرت منظمة تطلق على نفسها اسم (مبادرة كرامة الصحفي) تقريرها السنوي الأول عن واقع العمل الإعلامي في الجزائر، نشرته صحيفة (المحور اليومي)، وتحدث عن "تعسف يتعرض له الصحفيون من طرف مسؤولين في مؤسسات إعلامية خاصة، وأن وضعية هؤلاء تزداد سوءا من يوم لآخر، كما تولد عندهم شعور بغياب الدولة وعدم وجود هيئات رقابة ومتابعة لما يحصل من تجاوزات، بعدما تحول بعض الناشرين إلى متربصين بالصحفيين بدل الدفاع عنهم وحمايتهم". واهتمت الصحف التونسية على الخصوص ، بمصادقة المجلس التأسيسي على القانون الانتخابي، والاحتفاء باليوم العالمي للصحافة. ففي هذا السياق، كتبت (الشروق) في افتتاحيتها أنه "بالمصادقة على القانون الانتخابي قطعت بلادنا ليس فقط خطوة أخرى على درب استكمال المسار الانتقالي، بل أيضا قفزة هامة لتأكيد + النموذج التونسي+ الذي جعل ثورتنا مصدر إلهام للباحثين عن الوفاق بعيدا عن المغامرات والمهاترات". من جهتها، أوردت صحيفة (المغرب) تصريحا لرئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات حول إمكانية إجراء الانتخابات المقبلة في النصف الثاني من شهر نونبر أي ما بين 16 و23 نونبر، وذلك في حالة ما إذا تم الاتفاق بين الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني، على أن تنظم الانتخابات الرئاسية متزامنة مع الانتخابات التشريعية. من جهة ثانية، كتب المحرر السياسي في صحيفة (الضمير) أن تونس احتفلت باليوم العالمي للصحافة " في أجواء يسودها الود والتفاهم والانسجام"، مضيفا "في القطاع من الهموم والانشغالات المهنية والمادية ما يجب إيلاؤها الأهمية اللازمة حتى يخطو القطاع خطوة على درب الفعل الوطني والمساهمة في التأسيس للمسار الجديد الذي تعيشه تونس". ونشرت صحيفة (الصباح) تقرير الحريات الصحفية الذي أصدرته النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، مشيرة إلى أن هذا التقرير رصد في الفترة ما بين 3 ماي 2013 و 3 ماي 2014 "ما لا يقل عن 200 انتهاك كان ضحيتها أكثر من 450 صحفيا ومصورا صحفيا، كما تمت إحالة ما لا يقل عن 40 صحفيا على القضاء بتهم على صلة بممارستهم للمهنة". وفي ليبيا، اهتمت الصحف باعتداء مجموعات مسلحة ببنغازي على مقر للقوات الخاصة للجيش الليبي، والاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، وانتخابات مجلس النواب الذي سيخلف المؤتمر الوطني العام. فبخصوص هجوم كتائب مسلحة تابعة لتنظيم (أنصار الشريعة) ببنغازي على مقر للجيش الليبي والذي خلف مقتل تسعة جنود، أوردت صحيفة (ليبيا الجديدة) بيانا للحكومة أدانت فيه "الاعتداء السافر الذي تقوم به هذه المجموعات المسلحة ذات التوجهات المختلفة والتي تتناقض مع بناء دولة ليبيا الجديدة"، مؤكدة أنها لن تسمح بوجود "مجموعات إرهابية أو إجرامية مسلحة ولا مجموعات خارجة عن شرعية الدولة، كما أنها لا تقبل بوجود دول داخل الدولة". وسجلت الصحيفة أن الحكومة اكتفت مرة أخرى بإدانة الإرهاب الذي ضرب مجددا بنغازي، معتبرة أن "السكوت عن تسمية الفاعل لم يعد مقبولا بأي حال من الأحوال". وأفادت الصحيفة ذاتها أن المنظمة العربية لحقوق الإنسان أعربت في بيان على خلفية هذا الحادث، عن قلقها البالغ "تجاه العمليات الإرهابية التي تستهدف عناصر القوات الخاصة من الجيش الليبي"، مناشدة الحكومة الليبية "العمل على معالجة الملف الأمني والالتفاف حول المؤسسة العسكرية الرسمية". من جانبها، توقفت صحيفة (ليبيا الإخبارية) عند الإعلان عن تأسيس "المركز الليبي لحرية الصحافة"، وذلك تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، مشيرة إلى أن برنامج عمل المركز يتضمن إقامة جلسات حوارية حول واقع الانتهاكات ضد حرية الصحافة في ليبيا وتأثير الأوضاع الأمنية على بيئة العمل الصحفي والتهديدات والمخاطر التي تكتنف عمل الصحفيين. وبخصوص الانتخابات المرتقبة لمجلس النواب، الذي سيحل محل المؤتمر الوطني العام، كتبت صحيفة (وطني) أنه "يتعين تلافي الأخطاء التي ارتكبت في انتخاب أعضاء المؤتمر الوطني العام والابتعاد عن العواطف وتحكيم العقل في اختيار أعضاء مجلس النواب"، مؤكدة أن هذا النهج يعد الكفيل ب"التوجه نحو المستقبل وطي صفحات الماضي الذي قضى على ثلاث سنوات من عمر الثورة دون تحقيق إنجاز يليق بالتضحيات التي قدمها شبابنا". وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها أن مقاعد مجلس النواب يجب أن يعتليها من يعي أهمية هذا الموقع، "لأنه سينوب عن عدد غير قليل من الآباء والأمهات الذين فقدوا أعزاء لهم". وتطرقت الصحف الموريتانية إلى تخليد اليوم العالمي لحرية الصحافة، والحوار بين الحكومة والمعارضة الراديكالية. ففي معرض تسليطها الضوء على الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، ركزت الجرائد على البيان الصادر عن نقابة الصحفيين الموريتانيين والذي رصدت فيه خلال السنة الماضية حدوث عشر حالات اعتداء في حق الصحفيين أثناء ممارستهم لعملهم، جمعت بين الاعتداء الجسدي واللفظي، لكنها في المقابل سجلت خلو السجون الموريتانية من الصحفيين. وفي هذا الصدد، أشارت الصحف إلى مطالبة النقابة بالإسراع في ضمان تحول مؤسسات الإعلام العمومي من مؤسسات رسمية إلى مؤسسات ذات خدمة عمومية وزيادة الدعم العمومي المخصص للصحافة المستقلة وبمزيد من ولوج المرأة إلى مراكز المسؤولية في المؤسسات الإعلامية تعزيزا للنوع، وضمان تمثيل الجسم الصحفي بالهيئات الضابطة للحقل الإعلامي كالسلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، إلى جانب دعوتها إلى إطلاق سراح الصحفي الموريتاني إسحاق ولد المختار المختطف منذ عدة شهور في سورية ضمن طاقم قناة (سكاي نيوز عربية). وفي ما يخص الحوار المتعثر بين الحكومة والأغلبية الداعمة لها والمعارضة، في أفق تنظيم انتخابات رئاسية توافقية، ذكرت صحيفة (الأمل الجديد) استنادا إلى مصادر في منتدى الديمقراطية والوحدة أن الحوار وصل إلى طريق مسدود، وأن "المنتدى يتجه إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة في 21 يونيو المقبل".