مباشرة بعد التوتر الذي شهدته جلسة المساءلة الشهرية حول السياسات العامة بالبرلمان، وما تلاها من تصريحات منسوبة لرئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، حول استعداده لمغادرة الحكومة، بعد اتهاماتٍ طالته بالانتماء إلى "داعش والموساد"، استبعد بنكيران مغادرته لرأس السلطة التنفيذية. وقال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة، خلال مشاركته في احتفالات فاتح ماي، مع نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، اليوم الجمعة بمدينة الدارالبيضاء، "إذا اقتضى الأمر أن أذهب سأذهب، لأن كل يوم يمر علي في الحكومة، الله وحده يعلم الله باش كايدوز عليا". واستدرك قائلا "لا نية لي في المغادرة، لأنه إذا تخليت سأفتح المجال لعصابة لتصل الحكومة، أحد أفرادها رمز من رموز الفساد، والثاني طاغية الاتحاد الاشتراكي "لي مادار الخير مع عبد الهادي خيرات، وأحمد الزايدي، لي مات بالفقصة، ومع عبد الرحمان اليوسفي، الشيخ الكبير". بنكيران ربط بين من وصفها العصابة، "لي ما درت الخير مع أحزابها، ويعلم الله أشنو بغاو يديرو في هذه البلاد"، بدعوات الله أن يحفظ الملك محمد السادس"، معلنا استعداده للتعاون "مع جلالته بالاستقامة، والوقوف في وجه المفيوزيين، ورموز الفساد"، وفق تعبيره. رئيس الحكومة بعدما استغرب "استكثار البعض حزننا بموت عبد الله، وربطه بالخطر والتهديد"، أكد أن "كل سياسي يوجد في خطر، وقلنا سنمضي في هذه الطريق حتى لو كان هناك خطر"، مسجلا أن "الأخطار التي تحيط بالبلد ليست سهلة، وإن كلفني ذلك أن أموت في سبيل الله فاعلموا أني حققت أمنيتي، وهي الموت في سبيل الله". بنكيران أوضح أن ما يزعج المعارضة من كلامه "أني جئت في وقت وجيز، بهدف تحميل المواطنين مسؤولية فهم ما يقع في المغرب"، مؤكدا أن الإشكال اليوم في المغرب، ليس في مواجهة حزب لحزب، أو حكومة للمعارضة، ولكن هناك جبهة للإصلاح في مواجهة جبهة للفساد". "لا يوجد حزب يريد الهزيمة لنفسه في الانتخابات، لكننا نريد معارضة معقولة، وجادة وقوية، وعندما تأخذ زمام البلاد تذهب للإمام"، يخاطب بنكيران المعارضة، مسجلا أن "الذي وقع أن الحكومة جاءت في ظروف صعبة، وتميزت بكونها تحاول الإصلاح، وتجتهد لتحقيقه، ولو اتخذت إجراءات صعبة". وأبرز رئيس الحكومة، في مداخلته بمناسبة عيد الشغل، أن "الفساد يتصدره مجموعة من المرتزقة الذين يهدفون للوصول للحكومة، والهيمنة على كل شيء"، مستغربا كيف يسعون لذلك بالاستعانة "بالذين يتاجرون في التهريب، ويتسببون في الكوارث، وتجار المخدرات". وتابع "لم أقل شيئا من عندي، بل سألت الأمين العام لحزب الاستقلال، وطالبته بالكشف ما إذا كانت التهم التي وجهها لنائب الأمين العام للأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، صحيحة أم كاذبة، فإذا لم تكن صحيحة وجب عليه اعتذر، وإذا كان العكس لماذا تحالف معه". وأضاف بنكيران أن "ما ينطبق على قادة المعارضة هو أنه، "إذا تخاصم السارقان ظهر المسروق، وإذا تصالحا اختفى"، معتبرا أن هذه الأسباب هي التي تؤلم المعارضة من كلامه"، قبل أن يؤكد "أنه لن يتراجع لأنه لا يملك لا ثروة، وليس له خيار غير إتمام المسار".