أنحَى الكاتبُ الأوَّل لحزب الاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، باللائمة على رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، في رفع جلسة المساءلَة الشهريَّة الأخيرة، قائلًا إنَّ توجسه منْ الأسئلة التي كانتْ المعارضة ستجابههُ بها هو ما دفعهُ إلى السبِّ كيْ يحرفَ مسار النقاش. لشكر قال في لقاء للنادِي السياسي بمدرسة الحكامة والاقتصاد بالرباط، مساء الخميس، إنَّ بنكيران لا يريدُ برلمانًا يضطلعُ بدوره في الرقابة والتشريع بقدر ما يسعى إلى الوقوف أمام مجلس مباركة يصفقُ له، ويذرُ له الساعات الطويلة ليخطب، "كان يدرِي أنَّ الأسئلة ستفحمهُ، ولذلك قلب كلُّ شيءٍ بعد مجابهته حول المديونيَّة..الرجل انتشى وصار يرفعُ بعدها يديه كمَا كان يفعلُ القذافِي تمامًا". ولا يتورعُ رئيسُ الحكُومة، وفق لشكر، عن استعمال الله والملك والمطر والشارع في أسلوب وصفه بالمنحط، "بنكيران يتحدثُ عن استطلاعات رأي مخدومة، لا تزالُ بدُون قانون يؤطرها حتى اليوم"، يستطردُ الكاتب الأول لحزب الوردة عمَّا اعتبرها "قباحة" من بنكيران. ودافع لشكر عن مذكرة طلب التحكِيم التي رفعتها أحزاب المعارضة إلى الملك تشكيًا من بنكيران "لقد جرى تنبيهه من مستشارِي الملك، فلم نعد نسمع لمدَّة حديثه عمن يسميهم الشفارة والقطاطعيَّة، لكنه عاد "بلا حيا وبلا حشمة" بعدما توصلنا بالكاد لتوافق، إلى الحديث عن السفاهة. وأعتقد أننَا لوْ لم نرد عليه لكان قدْ غالى أكثر في أسلوب العجائز كيْ يهرب من المراقبة". وأوردَ الكاتبُ الأوَّل لحزب الاتحاد الاشتراكي، أنَّ بنكيران يملكُ قدرة رهيبة على تحويل الشيطان إلى ملاك في خطابه، "تتذكرُون ما قاله في مزوار أيَّام كان الأحرار في المعارضة، ولكم أنْ تصغُوا اليوم إلى تغزله به وإشادته بالحزب، وكيف جاؤُوا يحتجُّون على لقاء الأمميَّة الاشتراكيَّة بالدار البيضاء فقطْ لأنَّ نائبًا عربيًّا عنْ حزب العمال الإسرائيلي حضر إلى اللقاء، في حين يحلُّ شمعُون بيريزْ اليوم بالمغرب، في زيارة رفضنا أنْ نوظفهَا سياسيًّا ونزايد بها". وعنْ القضيَّة الفلسطينيَّة قال لشكر إنَّ من الضرورِي اليوم نسيانُ اللغة القديمة حول طرد اليهُود وما إلى غير ذلك "لقدْ ولَّى وهمُ الجهاد ومضى زمنُ السيف، والحلُّ لن يكون متاحًا سوى عبر مقاومة مسؤُولة تكُون براغماتيَّة ومسؤُولة.. في تقديري الشخصِي أرفض زيارة بيريزْ". وعنْ ازدواجيَّة مواقف قياديي حزب العدالة والتنميَة ووزرائه أردف الكاتبُ الأوَّل لحزب الاتحاد الاشتراكي: "بنكيران أبدَى إعجابه بصحافيَّة أمام الملأ وجرى اعتبارُ الأمر عاديًّا في حين كانُوا سيقيمُون الدنيَا ولنْ يقعدوها لوْ أنَّ سياسيًّا آخر فعلها، ولسلطُوا عليه تكفيريِّين مثل أبِي النعِيم، والشُّوبانِي نفسه طرد صحفيَّة منْ البرلمان، في حين كان عليه ألَّا يجيل نظرهُ، ويتعقب الآخرين، يحدثُون الشعب عن اللغات ويزايدُون في موضوع الهويَّة في حين أنَّ أبناء وزراء في الحكومة الحاليَة لا يفهمُون العربيَّة". وعمَّا إذَا كان يختزلُ المعارضة في الحكُومة دون مركز الحكم، أجاب لشكر بأنَّ سنواتٍ مرَّت على الاتحاد الاشتراكِي وهُو يرفضُ الملكيَّة ودفع جراءها ثمنًا من الاعتقالات والمنافي والتعذيب، "لقدْ اشتغلنا بمنطق أنْ يكُون هو أوْ أنْ نكُون نحن، وجرتْ مياهٌ كثيرة في المغرب، حتى وصلنا فترة حرجة بدافع المواطنَة واستدعانا الحسن الثاني إلى التناوب، وللرأي العام أنْ يحكم علينا ويحاسب ما أسديناه في الكهربة والإمداد بالماء الشرُوب ورفع احتياطِي النقد وتقليص المديونيَّة". في تقدير لشكر، تقع الإشكالات، اليوم، خارج المؤسسة الملكيَّة، وتبعًا لذلك "لنْ نعارضَ سوَى الحكُومة. وبشأن الانقسامات داخل حزبه، ساق لشكر صورةً يقُول إنَّها معبرة عنْ الاتحاد الاشتراكِي "حزبنا مثل عجين "شبع الخميرة"، ولكمْ أنْ تلاحظُوا الشفناجْ وهُو يتناولُ قطعة منه ويصنعُ القطعة منها بين يدٍ وأخرى، تنسلُّ فلا تنشطر، ذلكم الاتحاد".