إهداء للبطل المغربي مولاي إدريس دالاس كتب البطل المغربي على جدار الفيس الخاص به: لو يوما رحلتُ عنكم...... لو يوما توارى في عمق التراب ............................... فإني أترك لكم ذكرى في كتاب.... وريقات من شجرة العمر..................................... كلمات البطل المغربي مولاي إدريس دالاس التي قالها بمناسبة تقديم كتاب سيرته الذاتية الذي حمل عنوان: "وريقات من شجرة العمر"، ألهمت خيالي لأخط هذه الكلمات.. وهي بمثابة تأملات في البطولة والوطن وفي الرحيل وما بعد الرحيل، ما الذي يتبقى من البطل بعد رحيله.. البطل قال: "وريقات من شجرة العمر".. لا يا صديقي البطل، لما لا تترك لنا الشجرة كلها..؟ عندما سترحل يا صديقي - بعد طول عمر إن شاء الله- ستقوم كل وسائل الإعلام بالمغرب مرئية ومسموعة ومكتوبة.. بالحديث عن إنجازاتك وعن أخلاقك الطيبة وتواضعك وبطولتك وأرقامك القياسية، وستظهر صورك على الصفحات الأولى للجرائد الوطنية وبعض المجلات الرياضية والصحية والثقافية، وستقول تلك الجرائد والمجلات أنك كنتَ وطنيا وسفيرا للمغرب ترفع العلم الوطني في المحافل الدولية، وستذكر تفاصيل برنامجك اليومي وكيف أنك كنتَ نموذجا للمواطن المغربي النموذجي أو المثالي.. وسيكتب عن شخصيتك الكثير من الصحفيين، وسيتم إنجاز برامج وثائقية وربما أفلام تؤرخ لسيرتك.. وعدد من الجمعيات ستقوم بتكريمك وإهداء باقات ورد إليك... وسيحتفل الناس بذكراك الجميلة، وبعضهم سيطالب بإنشاء مؤسسة وطنية تحمل اسمك.. صديقي البطل مولاي إدريس دالاس: كم هو مؤلم هذا الوطن الجميل الذي لا ينتبه لوجود بعض أبنائه إلا عندما يرحلون.. لا يعترف بهم إلا عندما يغادرون... لا يكرمهم إلا بعد الغياب... لا يعيد إليهم الاعتبار إلا عندما ينتزعون الاعتراف من العالم كله ويبقى الوطن مترددا... عجيب أنت يا وطني... ومع قسوتك وجحودك نحبك ونعشقك ونغار عليك ونحميك... لكن لا نبادلك الجحود.. لأننا تعلمنا فيك منك.. أن الأم لا تحرق ابنها.. ولو كان غير بار بها... فكيف بمن كان بارًّا ؟.. شخصية وطني لا تنطق بالحب.. لا تعبر عن المشاعر .. ربما ليس لديها وقت.. ربما لا ترى التعبير عن الحب أولوية في حياتها... لعلها مشغولة بما هو أهم من القول... عذرا يا صديقي البطل .. وطني بطل أيضا يحتاج من يأبه به.. هل ننتظر رحيله كي نفتخر به بعد الغياب ؟... هنيئا لك يا صديقي هذا الوطن الجميل.. يُخَلِّدُ ذكراك بعد الرحيل... وأصدق تكريم من غاب فيه المُكَرَّم فكان الاحتفاء محبةً خالصةً غير مدنسة بنفاق أو رياء أو جميل مصطنع... هكذا أقنعتُ نفسي واسترحت كي يستريح الوطن... كي لا أحَمِّلَه فوق طاقته... ولكي أستعد للرحيل.. كم كنت أتمنى لو ترك لنا الصديق العزيز البطل مولاي إدريس الشجرة كلها.. لكنه جاد بوريقات من شجرة عمره الحافل بالعطاء لهذا الوطن، ربما لو كان مثله في مكان آخر من العالم لأخذ نصيبا وافرا من الاهتمام والتقدير والإعجاب.. ليكون قدوة للشباب ومثالا للمواطن الذي يفتخر بوطنه ويعتز بانتمائه العربي والأمازيغي.. ومع أنه بطل منسي في وطن لا يلتفت لكفاءاته إلا نادرا، فقد أبى أن يعاتب الوطن، وتابع المسيرة وأكمل المشوار دون كلل أو ملل، ليبلغ صدى إنجازاته كل العالم، وليحظى شخصه الكريم بكل التقدير والاحترام داخل الوطن وخارجه، ولم يزده هذا الانتشار إلا تواضعا وإلحاحا في التشبث بوطنه، فتراه دائما يرتدي العلم الوطني ويتخذ من قضايا الوطن شغله واهتمامه وتفكيره.. حقا إن حب الأوطان من الإيمان، ولا شك أن العطاء للوطن عطاء لا محدود وغير مشروط بأي اعتراف أو شكر أو تكريم، أو انتظار لمقابل ما، هذا دأب كثير من أبناء المغرب الذين يشرفون الوطن ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل رقي المغرب، ويستثمرون قدراتهم في سبيل تحقيق إشعاع يعزز مكانة الوطن ليتبوأ المكانة الرفيعة بين الدول. ليهنأ البطل المغربي مولاي إدريس دالاس بما حققه للوطن وما أسهم به في تعزيز الدبلوماسية الرياضية الموازية، لقد شهدت عروضه الرياضية الفريدة التي أداها طيلة حياته حضور الملايين من الناس عبر العالم الذين شاهدوها مباشرة في الميدان أو تابعوها في اليوتيوب، وهو يحقق أرقاما قياسية عالمية في جر الأثقال بشعر رأسه أو تكسير الأحجار والصخور أو مقاومة الألم وتحدي القدرات الطبيعية للإنسان العادي، ليدخل بذلك عالم الخوارق من بابه الواسع وليلج الباراسيكولوجيا عن جدارة واستحقاق، ولا شك أن هذه القدرات التي وهبها الله له تعد من الميزات النادرة التي قد يمتلكها إنسان في الأرض، فهي تكشف عن الوجه الخفي لقدرات الإنسان وطاقاته الكامنة، وتجعل منه كائنا غريبا وعجيبا لم يستطع العلم الحديث بكل ما حققه من إنجازات تقنية أن يكشف عن أسراره، أو يزيل الغموض عن قدراته اللامحدودة، على الرغم من تخصص بعض العلوم في دراسة الظواهر الخارقة التي تقع خارج مجال الإدراك الحسي المألوف، أو بحث مصير الإنسانية بعد اجتيازها مرحلة الوجود الفعلي، إلى الوجود الروحي في عالم البرزخ، وهي علوم مثل: الأسكاتولوجيا (Eschatologie)، أو علم الآخرة، والباراسيكولوجيا (Parapsychologie)، أو ما وراء علم النفس (Métapsychologie)، و"البارانورمالوجيا"، وغير ذلك من العلوم التي تتخذ من الظواهر الخارقة للعادة موضوعا للدراسة والتحليل، ولاشك أن البطل المغربي مولاي إدريس دالاس بما حققه من أرقام قياسية في أداء بعض الأعمال التي يعجز عنها الإنسان العادي وتفوق قدراته الحسية المألوفة، يعد نموذجا مغربيا يعكس تميزا واضحا للمغرب وريادة في مجال الخوارق خاصة عندما نستحضر نماذج أخرى من الأبطال المغاربة أبهروا العالم في مجال الظواهر الخارقة للعادة، وكذلك ما يحفل به التراث المغربي في هذا المجال الحافل بالأمور المدهشة والظواهر الغريبة والخارقة، بما يجعل المغرب بلدا للقدرات الخارقة بامتياز. - باحث أكاديمي مغربي [email protected]