لم تدم مداخلة عبد الإله بنكيران، غير دقائق معدودة حتى رفع رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، أشغال الجلسة الشهرية لمساءلة رئيس الحكومة الخاصة بالأسئلة المتعلقة بالسياسة العامة، وذلك بعد أن اتهم بنكيران فرقًا في المعارضة بقول "كلام السفاهة"، ممّا تسبّب في جدل كبير داخل المجلس، لم يجد معه الطالبي العالمي غير إيقاف الجلسة. مداخلة رئيس الحكومة لم تتوقف عند اتهام المعارضة بقول "كلام السفاهة" بل وَصَف أحد النواب بالسفيه، رافضًا طلب فرق المعارضة بسحب كلامه، إذ أصرّ بنكيران على المضي قدمًا في رده، مبرّرًا ذلك بأنه مُحصّن بالدستور وبالقانون، وبأن اتهامات وانتقادات المعارضة لا تُخيفه. الدقائق القليلة التي تحدث فيها بنكيران قبل رفع الجلسة، قال فيها إن استطلاعات الرأي تؤكد شعبيته وشعبية حكومته، مضيفًا أنه لا يؤمن بالسياسة التي يقوم بها العبد لوحدها، بل يعتبرها توفيقًا من الله، مشيرًا إلى أن حكومته تستبشر خيرًا بسقوط المطر، وتسأل الله البركة فيما تقوم به. وأضاف رئيس الحكومة أن من يستمع إلى كلام المعارضة يعتقد نفسه في بلد آخر غير المغرب، مستطردًا: "نحن لا ندعي أنّ أداءنا مثالي، ففيه أخطاء وعيوب، لكن الأمور في العموم جيّدة"، قبل أن تتصاعد الحدة في كلامه عندما مرّ للحديث عن العجز في الميزانية المغرب، إذ قال إن المعارضة تطالبه بعدم نهج سياسات معيّنة، ولو اتبع كلامها، ثم ظهر أن ذلك لم يعطِ أيّ نتائج، لتركته وحده يواجه العواقب. وحول السياسات الأخيرة التي نهجتها الحكومة، قال بنكيران إن الدولة ربحت 21 مليار درهم عندما رفعت من سعر الغازوال لوحده، كما ربحت ما بين 80 و100 مليار درهم من إصلاح المقاصة، واستطاعت توفير 17 مليار درهم عبر الزيادات في أسعار الماء والكهرباء، رغم انتقادات المعارضة لهذه الزيادات، واصفًا نزول أسعار البترول ب"فضل الله على الحكومة".