في وقت نفت فيه وزارة الدفاع الأميركية، المعروفة ب"البنتاغون"، ما راج عن صحيفة "الغارديان" البريطانية، كشفها لإصابة زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي في 18 مارس الماضي، على إثر غارة جوية نفذتها قوات التحالف الدولي ضد مواقع تابعة للتنظيم في العراق، قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية الأسبوعية، إن الأخير عيّن زعيما جديدا له يخلف البغدادي بشكل مؤقت، يدعى "أبو علاء العفري". واستندت المجلة الأمريكية على خبر "الغارديان" البريطانية في إصابة البغدادي بجروح بليغة وعلى مصادر حكومية عراقية، لتؤكد خبرها، مبرزة أن الزعيم المؤقت والجديد ل"داعش" اسمه الحقيقي هو الحاج أيمن، عراقي الجنسية من مواليد الموصل، ويعمل أستاذاً لمادة الفيزياء، مضيفة على لسان المصادر ذاتها أن العفري سيقود التنظيم المتطرف بعد إصابة أبي بكر البغدادي على أن يتولى زعامة "داعش" بشكل نهائي بعد وفاة الأخيرة. ويصف المصدر ذاته، وفق تصريح لمستشار لدى الحكومة العراقية هو هشام الهاشمي، أن "أبو علاء العفري" يعد من أبرز قياديي "داعش" في الموصل، حيث ترقى في صفوفه ليصبح في الآونة الأخيرة شخصيته البارزة وأهم رجالاته في ظل زعامة البغدادي، مشيرة إلى أن التفاصيل عن حياته تبقى قليلة، ليوضح الهاشمي قائلا إنه "شخصية شديدة الذكاء وله علاقات أفضل من البغدادي"، كما أنه "خطيب مفوه وصاحب كاريزما قوية". وإلى جانب توفر الحاج أيمن على رصيد ديني، وفق ما نقلته مجلة "نيوزويك"، من خلال اشتغاله على عدد من المنشورات والدراسات الدينية، فهو يعد من أتباع أبرز منظري الجماعات الجهادية، وهو أبو مصعب السوري، فيما عده محلل في شؤون الشرق الأوسط لدى "نيويورك تايمز"، من "أكثر الشخصيات أهمية داخل داعش.. وله دور هام حين بدأ التنظيم يتعرض لهزائم تكتيكية في سورياوالعراق منذ دجنبر الماضي". وتورد المعطيات التي وفرتها الصحيفة الأمريكية أن الحاج أيمن كان يشغل قبل توليه المنصب الجديد نائباً للبغدادي، وأنه كان مُقرّبا جداً من الزعيم السابق لتنطيم القاعدة، أسامة بن لادن، كما أنه عمل منسقاً عاماً ل"شؤون الشهداء والنساء" داخل "داعش"، فيما تتحدث التقارير الغربية عن سفره عام 1998 إلى أفغانستان حيث تدول إلى عضو بارز في "القاعدة" بعد إعلان زعيم فرعها العراق، أبو مصعب الزرقاوي، بيعته للقاعدة عام 2004. وكان المتحدث باسم البنتاغون، ستيفن وارن، قد أعلن مساء أمس، أن زعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، "لم يكن هدفا للغارات التي شنها التحالف الدولي" في مارس الماضي وقالت "الغارديان" إنها استهدفت البغدادي بجروح بليغة، مورداً أن معلومات مماثلة سبق أن انتشرت في منتصف الشهر الماضي، مؤكدة أنه "لا يوجد ما يشير إلى أن البغدادي قد قتل أو أصيب".