تتكرر الجرائم المُقترفة في حق الأصول في العديد من المدن المغربية، حيث يتساقط آباء وأمهات صرعى لأبنائهم الذين يكونون حين ارتكاب جرائمهم إما في حالة هيجان بسبب تناول حبوب الهلوسة "القرقوبي"، أو تحت تأثير المخدرات الأخرى، أو جراء مشاكل نفسية حادة. ولا يكاد يمر يوم دون أن يُسمع أو يُقرأ خبر في الصحافة المغربية عن ابن "مسخوط" أقدم على الإجهاز على والده أو والدته، إما بالضرب المبرح المفضي إلى الموت، أو طعنا بالسلاح الأبيض، حيث تنمحي لحظتها الحدود الفاصلة بين الوالدين وفلذات أكبادهم الذين يتحولون إلى وحوش كاسرة لا تبقي ولا تذر. مدينة مراكش نالت حظها من جرائم الأصول، مثل أكادير والدار البيضاء وفاس وغيرها من مدن البلاد، حيث أقدم شاب يعاني من اضطراب نفسي، دون أن يرف له أي جفن، على الإجهاز على والده، أمس الاثنين، بديور المساكين بالداوديات بمقاطعة جليز بالمدينة الحمراء. الأب الضحية، المتقدم في العمر، تفاجأ بضربة قوية على رأسه انهال بها عليه فلذة كبده، الذي لا يتجاوز عمره 24 عاما، دون سبب مقنع يجعله يعمد إلى إنهاء حياة من أتى به إلى الحياة، ورباه صغيرا، ودعمه شابا، ليلقى الجزاء غير المنتظر، بأن يُقتل على يد ابنه الشاب. ونقلت عناصر الوقاية المدنية الأبَ المصاب إلى المستشفى، غير أنّه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل دخول قسم العناية المركزة، فيما أفادت مصادر من جيران الضحية، أن الابن حاول بعد أن هوى على رأس والده، دفن الهالك بالمنزل وهو يصارع سكرات الموت، بعد أنْ أعدّ حُفرةً لذلك. وتمكنت عناصر الدائرة الأمنية 14 بإيسيل الداوديات، من اعتقال الشاب الذي يعاني من مرض عقلي، وأحالته على مخفر الشرطة، لتعميق البحث معه قبل عرضه على النيابة العامة بمراكش. وقبل جريمة مراكش، أقدم شاب، يبلغ من العمر 27 عاما، بجماعة ملوسة القروية بطنجة، يوم السبت الماضي، على قتل أمه المسنة، وطعن ابنة خاله، قبل أن يلوذ بالفرار إلى وجهة مجهولة. وأفادت مصادر إعلامية أن القاتل باغت فجر يوم السبت والدته بطعنات في ظهرها، بواسطة مدية، قبل أن يتسلل إلى غرفة نوم ابنة خاله، ويوجه إليها أيضا طعنات إلى وجهها وبطنها وهي نائمة، حيث تم إنقاذها من الموت، ثم فر إلى مكان مجهول، ويتم البحث الأمني عنه حاليا. وكانت جرائم أخرى سابقة قد حدثت، كان أبطالها شباب فقدوا أعصابهم وملكات التمييز لديهم، فصار "التشرميل" ديْدنهم حتى إزاء والديهم، ومن ذلك جريمة بشعة عرفتها أكادير منذ فترة حين قتل شاب أمه في الشارع العام، بسبب شكه في نسبه، حيث ضغط عليها لتعترف الحقيقة، قبل أن يجهز عليها بضربة واحدة. ومن تلك الجرائم أيضا ما حدث لأم بحي الوحدة بمدينة برشيد، قبل فترة خلت، عندما أنهى شاب متهور، كان نزيلا سابقا بمستشفى الأمراض العقلية، حياة أمه التي منحته الحياة والحب، في لحظة واحدة، قبل أن يحاول قتل والده أيضا، جراء شنآن بسيط جعله يفقد أعصابه، ويهاجم بشراسة على والديه.