لم يشغل بال عدد من وسائل الإعلام، ولا اهتمام جزء من الرأي العام بالمغرب، هذه الأيام، بعد الكارثة التي شهدها إقليمطانطان، بوفاة 34 شخصا حرقا داخل حافلة بسبب حادثة سير مفجعة، أكثر من حكاية ما بات يُصطلح عليه "الكُوبْل الحكومي"؛ الوزيران الحبيب الشوباني، وسمية بنخلدون. وانعكست مواقف المتتبعين والمعلقين على ما راج بخصوص تقدم وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، لخطبة الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي، بين مُهَنئ ومُبارِك أو رافض ومُستهجِن، على مواقف أنصار حزب العدالة والتنمية نفسه، بين مؤيدين ومنتقدين. "كوبل" جاد ومناضل وذهب فريق من المعلقين والمتابعين، من أعضاء الحزب "الحاكم" الذي ينتمي إليه الوزيران معا، وأيضا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الإلكترونية، إلى مباركة الزفاف المرتقب بين "الكوبل" الحكومي، على غرار سلسلة "الكوبل" التلفزية التي أداها الممثلان حسن الفد ودنيا بوتازوت. وأبدى معلقون إشادتهم بما أقدم عليه الوزيران من خطوة تنم وفقهم على حسن الأخلاق، وتحري الصدق والعفة، واستئصال كل الإشاعات المغرضة من شأفتها"، قبل أن ينبري الكثيرون إلى تهنئة الوزيرين الإسلاميين، لأن ما فعلاه "لا يعدو أن يكون تصرفا صائبا لا شائنة فيه". وأورد معلقون باركوا الاقتران المرتقب بين الشوباني وبنخلدون، ودعموا خطوة "الخطبة" التي تمت بموافقة الزوجة الأولى للوزير، أن كثيرا من الظلم طالهما، فإذا كان الأمر يتعلق بالحرية الفردية، فإنه من حقهما الزواج الذي يُتوج أية قصة حب، أو أي مسار لعلاقات جادة" وفق تعبير قراء. وتابع معلقون بأن "الزواج إذا تم بين الشوباني وبنخلدون لا يمس المجتمع في شيء، ولا يضر الحكومة في شيء، فهو أمر عاد في كل بقاع العالم، غير أنه نادر ربما بالمغرب"، مضيفين بأن "الاقتران بين الوزيرين لم يأت غصبا أو قهرا، بل نتيجة لرضا جميع الأطراف المعنية". وأعاب معلقون على المنتقدين للوزيرين ما سموه "تتبع عورات الآخرين"، وقال ناشط إسلامي في هذا الصدد: "الوزيران في الحكومة مشهود لهما بالاستقامة والاقتدار والنضال الطويل، فليختر كل واحد مكانه من الله عندما يهم بالنطق في أعراض الناس وخصوصياتهم الخاصة جدا". "بوكو غرام" وفي الضفة المقابلة، أقدم الرافضون لخطوة "زواج" الشوباني وبنخلدون على إصدار تعليقات وصور مركبة ملؤها السخرية، حيث ذهب البعض إلى تصوير الوزيرين كعاشقين شابين على باخرة "تيتانيك"، أو وصف الحكومة ب"بوكو غرام"، على شاكلة جماعة "بوكو حرام" النيجيرية. وتفتقت سخرية نشطاء الانترنت عن صور مركبة للوزيرين، وهما فوق "عمارية" تقليدية، كما جرت العادة في حفلات الزفاف المغربية، فيما عادت مخيلة البعض الآخر إلى سفينة "تيتانيك" الشهيرة، والتي غرقت في أولى رحلاتها بالمحيط الأطلنطي، والتي جسد قصتها فيلم سينمائي قام ببطولته ليوناردو ديكابريو، وكيت وينسليت. وعبر منتقدون عن رفضهم لسعي الوزيرين الشوباني وبنخلدون إلى الاقتران عبر الزواج، باعتبار أنهما بذلك يتبعان رغباتهما العاطفية والشخصية، بينما كان الأجدر الانكباب على ما يفترض أن يضطلعا به من مسؤوليات ومهام داخل الحكومة، فيما استغرب البعض من قبول "الوزيرة المثقفة" لأن تكون ضرة لزوجة الشوباني الأولى. ورأت جبهة المنتقدين بأن زواج الشوباني وبنخلدون، إنما يزكي اتهامات زعيم أحد أحزاب المعارضة الذي اتهم الوزير ب"مشتت الأسر"، ويعبر عن "تجاهل" الحكومة لمشاكل ملايين المغاربة، وانكباب بعض أعضائها على الأمور الشخصية والعاطفية التي كان بالإمكان تأجيلها إلى وقت لاحق". وبينما طالب معلقون الحكومة بغير قليل من السخرية بالقول "انكحوا ما طاب لكم، غير تكايسو شويا على الشعب"، انتقد آخرون "ازدواجية" بعض أعضاء الحكومة الذين يحتفون بحياتهم الخاصة عندما يتعلق الأمر بارتداء "فوقية" أو "أكل الخبز والزيت"، بينما يخفون تفاصيلها عندما يجدون أنها تمس موقعهم السياسي".