كشف عبد العزيز بودربالة -نجم كرة القدم المغربي في الثمانينيات من القرن الماضي- أنه دخل عالم الفن لكي يثبت أن الرياضيين أيضا مبدعون وليست موهبتهم فقط في أقدامهم. وأكد أنه لو عاد به الزمن لاحترف التمثيل والغناء بدلا من كرة القدم التي انقطعت صلته بها نهائيا منذ 3 سنوات، مشيرا إلى أنه متفرغ الآن للساحة الفنية والسياسية. وقال عبد العزيز بودربالة في حوارٍ لصحيفة الأهرام المصرية نشرته السبت 18 دجنبر الجاري إنه في الثمانينيات وقت أن كان لاعبا تلقى عروضا فنية وغنائية، ولكن فكرة أن يقوم لاعب كرة بالغناء كانت غير مقبولة، الأمر الذي جعله يرفضها. ولفت الفنان واللاعب المغربي إلى أنه كان يتمنى أن يكون موسيقيا حيث درس العزف على العود، ولكن الكرة أخذته من الفن، وحسب ما أكد فإن دخوله إلى عالم كرة القدم جاء مصادفة ومن غير تخطيط. وظل الحنين إلى الفن يطارده ويعيش معه إلى أن جاءت له العام الماضي فرصة الوقوف أمام الكاميرا في مسلسل الفرقة الذي حقق نجاحا كبيرا، وقام ببطولة المسلسل إلى جانب حشد من نجوم المغرب، ومنهم محمد مجد ونزهة الركراكي، وآمال عيوش، ويوسف الجندي، ومصطفي السلاوي، وأخرجه محمد نصرات. وعن هذه الخطوة قال إنه اقتنع بفكرة المسلسل الذي يرصد قضية الرقي الفكري والإنساني حول فريق، وكيفية تعامل أفراده بعضهم مع بعض، ويهدف إلى تقوية العمل الجماعي من خلال ما تواجهه الفرقة من المشاكل الأسرية والفوارق الاجتماعية والمادية في المجتمع. ولفت أن النجوم المشاركين معه في المسلسل أراحوه في العمل وأعطوه طمأنينة، وأضاف "لهذا كان من الصعب أن أضيع الفرصة، خاصة أن العمل يحمل رسالة مهمة". ومن بعده جاءت له عروض فنية عدة ولكن لم يجد فيها الموضوع الذي يتفق مع ما يريد من فكر وفن، خصوصا أنه يدرك أنه قدوة ومثل، وخلال الأسابيع المقبلة سيدخل فيلما جديدا بعنوان دفء الحياة سيخرجه إبراهيم شكيري وتأليف حمادة زكراني وتشاركه البطولة نجاة خير الله التي عرفها الجمهور المصري من خلال فيلم الوعد. وعن المواضيع والقضايا التي يحب تجسيدها في التمثيل قال "أحب الرومانسية، وتابع نجم الكرة المغربية "عموما أنا لن أقبل أي عمل إلا إذا كنت مقتنعا به وأيضا أن يكون كل شيء فيه متقنا، وأتمنى أن أقدم في مشواري الفني أعمالا تدخل الذاكرة وتكون لها قيمة". الرياضيون موهوبون في التمثيل وعن غايته من دخول الساحة الفنية قال بودربالة "أحب أن أتحدى نفسي، وفي حياتي كنت أمام تحديات كثيرة، وقلت لنفسي ما المانع في أن أدخل في تحدٍ وأجرب التمثيل، وبالفعل أخذت خبرة، والحمد لله العمل لاقى قبول الجمهور". واستطرد قائلا "من جانب آخر، أنا لم أدخل الفن من أجل الشهرة أو المال وإنما أردت أن أقول إن الرياضيين أيضا مبدعون وليست موهبتهم فقط في أقدامهم". وردا على سؤال إذا عاد به الزمن فهل سيصبح رياضيا أم فنانا، أجاب نجم الساحرة المستديرة قائلا "دخلت عالم الكرة بالمصادفة حيث كنت ألعب في الشارع، ولكني كنت سأكون موسيقيا، فأنا عازف عود ودرست الموسيقى، كما أنني أغني وغنيت في الإذاعة والتليفزيون مع عبد الوهاب الدوكالي، وغنيت أيضا في أوبريت عن فلسطين. وعن علاقته بعالم الرياضة حاليا أوضح أن هذه العلاقة انقطعت منذ 3 سنوات، وأضاف "حاليا متفرغ للفن والسياسية، فأنا منخرط في حزب الأصالة والمعاصرة". وعن رأيه في حال الكرة المغربية قال "في حالٍ سيئة لأن الكرة العربية أصلا حالها معقد والحديث عنها يحتاج شهورا". وأيد بودربالة إطلاق لقب فنان على بعض اللاعبين، وخص بالذكر المصريين محمود الخطيب ومحمد أبو تريكة. وبدأ بودربالة مسيرته الطويلة في الملاعب بنادي الوداد الرياضي، واحترف في عدة فرق سويسرية وفرنسية، وكان بين تشكيلة منتخب المغرب المشارك في بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 1986. وقدم أداء عالي المستوى، وساهم بشكل كبير في تحقيق أداء بالغ القوة والجمال في الأداء وحقق شهرة عربية كبيرة.