في الوقت الذي تعالت فيه بعض الأصوات بمدينة الجديدة للمطالبة بضرورة إيجاد حل لوضعية الشوارع والأزقة بترميمها وملء حفرها، أشارت مصادر مقربة من المجلس البلدي، في تصريح لهسبريس، أن ما تعيشه المدينة في الوقت الراهن "لا ينبغي تسميته بالخراب أوالدمار كما ينعته بعض السكان، بل يعتبر أهم مظاهر الإصلاح ورد الاعتبار للمدينة التي انتظر سكانها انطلاقة المشاريع التنموية والبنيوية الكبرى، والتي تدخل في إطار إعادة تأهيل المجال الحضري للمدينة". وحسب ما عاينته هسبريس، فإن الساحات العمومية والشوارع الكبرى وسط مدينة الجديدة تشهد في الآونة الأخيرة، انطلاقة عدد من المشاريع الكبرى التي رُصدت لها، حسب مصادر مطلعة، أزيد من أربعين مليار سنتيم لتنفيذ مضامين برنامج التأهيل الحضري للمدينة، وذلك في أفق تقوية البنية التحتية والشبكة الطرقية الحضرية، وتسهيل عملية السير والجولان، وتحسين ظروف عيش الساكنة، وكذا تعزيز دور المدينة كقطب حضري جذاب ومتوازن على مستوى الجهة. ومن بين المشاريع التي أعطيت انطلاقتها، أخيرا، إعادة ترميم وتعبيد الطرق بمختلف أزقة الأحياء السكنية من جهة، وعلى مستوى الشوارع الكبرى كالمقاومة، محمد الرافعي، الحسن الثاني، ابن خلدون، شعيب الدكالي، ابن تومرت، محمد الخامس، المسيرة، التحرير، عبد الرحمن الدكالي، النخيل...، إضافة إلى إتمام عملية تكسية الأرصفة وتهيئة المدارات الطرقية، وذلك وفق عدد من الأشطر المرتبطة بالفترات الزمنية ونوعية الأشغال وعلاقتها بالسير والجولان خاصة في فصل الصيف. وعلمت هسبريس من مصادر مطلعة، أن المجلس البلدي للجديدة أنهى مختلف الدراسات التقنية المرتبطة بمشروع إنجاز 18 ملقى طرقيّا بالشوارع الكبرى للمدينة، فيما ستعرف الطريق الرئيسية المؤدية الى منتجع سيدي بوزيد والجرف الأصفر إعادة تهيئة شاملة، ستهم التبليط وتكسية الرصيف، واستبدال أعمدة الإنارة العمومية، وما يرافق ذلك من مساحات خضراء وعلامات التشوير، كما ستشمل المشاريع مختلف الأحياء السكنية بالمدينة حسب حاجياتها، وفق برنامج يمتد إلى غاية 2017. ومن المبرمج في إطار نفس الأشغال، توسعة الطريق الرئيسية وتحويلها إلى شارعين منفصلين على امتداد ثلاثة كيلومترات انطلاقا من ملعب لشهب على غرار مدخل المدينة من جهة الدارالبيضاء، حيث سيضم المقطع الطرقي كذلك خمسة ملتقيات كبيرة، فيما تعرف أشغال إنجاز ملتقى طرقي جديد ونافورة موسيقية كبيرة أمام مسرح عفيفي وسط المدينة تقدما ملحوظا، كما ستتم ضمن نفس الأشغال تكسية بعض الأرصفة بالخرسانة المطبوعة وتزليج البعض الآخر، مع تبليط قرابة 23 كيلومتر من الطرق. وتأتي هذه المشاريع في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى جعل مدينة الجديدة مزدهرة وتحترم الإنسان والبيئة، من خلال استقطاب شركات الدعم والخدمات الموجهة لمواكبة الصناعات المتمركزة خارج المدار الحضري، والتركيز على السياحة الداخلية وسياحة الأعمال، وجعل المدينة قطبا تجاريا كبيرا، والتحكم في التنمية المجالية والسير والجولان والرفع من جودة الخدمات العمومية والأنشطة الثقافية والترفيهية، مع حماية المدينة من الأضرار الناتجة عن الصناعات. وفي سياق مرتبط بالاحتجاجات التي نظمها سكان أحد الأحياء لأسباب ارتبط بعضها بوضعية الشوارع والأزقة وكثرة الحفر، أشار بعض السكان أنهم عقدوا لقاء، صباح الجمعة، مع باشا المدينة لاستعراض مطالبهم وما رافقها من وعود المجلس البلدي، إذ قام باشا المدينة، خلال لقاء اليوم، بربط الاتصال بعدد من المسؤولين لإبلاغهم بمطالب المحتجين، مع ضرورة معالجتها في أقرب وقت ممكن، ومن ضمنها الاهتمام أكثر بنظافة بعض الأحياء وأمنها، وتوفير الإنارة العمومية الكافية للأزقة، وكذا تعزيز الأمن ببعض الأحياء الهامشية في أفق توفير دوائر أمنية جديدة بها.