تصدرت قرارات الدورة ال26 للقمة العربية، التي اختتمت أعمالها أمس الأحد بمدينة شرم الشيخ، عناوين واهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين، فضلا عن رصدها جانبا من الانتهاكات والممارسات القمعية التي تمارسها جماعة الحوثي على وسائل الاعلام في اليمن. ففي مصر، كتبت جريدة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان "صحوة العرب" أن العالم استيقظ فجأة على الصحوة الكبرى التي انتابت العالم العربي بعد غفلة طويلة كادت تقضي عليه بسبب الارهاب والتدخلات الايرانية. وأضافت أنه بالأمس أقرت القمة العربية اقتراح مصر بإنشاء قوة عربية مشتركة للتعامل مع الإرهاب، وخاصة تنظيم "داعش" الارهابي والجماعات المتطرفة الأخرى، مشيرة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أطلق هذا الاقتراح، وعمل جاهدا حتى يتحول من فكرة إلى واقع ملموس، وعلى الأرجح أن هذه القوة سوف ترى النور خلال فترة وجيزة. وقالت الصحيفة إن هذه الخطوة الجريئة تشكل "بداية مهمة" على طريق الصحوة العربية، والتصدي بحزم للتهديدات الإرهابية، ومحاولات التدخل الفجة للقوى الإقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية، إلا أن السؤال المهم الذي تردده الدوائر الغربية هو هل ذلك بداية تشكيل شرق أوسط جديد، وهل الصحوة العربية تعنى أن "الدول العربية" سوف تكون "رقما صعبا" في معادلات القوة¿ أم تنتكس الأمور ثانية ويعود العرب إلى تشرذمهم أما جريدة (الأخبار) فكتبت تحت عنوان "نتائج هامة للقمة" أن القمة العربية ال26، نجحت في وضع الأساس الصلب لعمل عربي مشترك لحماية الأمن القومي العربي، والتصدي للتهديدات التي تواجهه والمخاطر التي تحيط به من كل جانب، في ظل واقع اقليمي يموج بالاضطرابات والقلاقل الشديدة والعنيفة. وأكدت أن القمة حققت إنجازا كبيرا بتوصلها إلى توافق عربي على تشكيل قوة عربية مشتركة، تكون نواة للعمل العربي العسكري المشترك، الذي أصبح ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها لمواجهة الأخطار الحالية، التي فرضت نفسها بقوة الواقع، في ظل ما تتعرض له الأمة العربية من تحديات لوجودها ذاته والمتمثلة في المحاولات المشبوهة لنشر الفوضى وعدم الاستقرار وإشعال الصراعات الداخلية، بهدف إضعاف المجتمعات العربية من الداخل، وصولا إلى تفكيك الدول وانهيارها. ومن جانبها، أشارت جريدة (الجمهورية) في افتتاحيتها بعنوان "والأمن الاقتصادي والاجتماعي" إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطابه الشامل أمام القمة العربية، لفت النظر إلى تحديات أخرى غير التحديات الأمنية تتمثل في المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة ومنها بطالة الشباب والأمية والفقر وعدم كفاية الخدمات. وقالت، في هذا الصدد، إن الرئيس حذر من أن بعض الأطراف الخارجية تستغل الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها بعض الدول العربية للتدخل في شؤونها أو لاستقطاب قسم من مواطنيها بما يهدد الأمن القومي والهوية العربية وكيان الأمة. كما دعا الرئيس ، تضيف الصحيفة، إلى مواجهة هذه المشاكل بطريقة تتسم بالثقة والاصرار، مشيرا إلى تخصيص قمة عربية دورية للشؤون الاقتصادية والتنموية والاجتماعية وضرورة إعطاء الاهتمام الواجب لحل المشاكل ذات الآثار السلبية كي لا يستغلها المتربصون بالأمة في الداخل والخارج. أما جريدة (اليوم السابع) فكتبت تحت عنوان "تحفظات قطر والجزائر والعراق" أن الكثير من الاعتراضات والكثير من التحفظات وبعض من الشد والجذب، والمناوشات التفاوضية كانت حاضرة في الجلسة المغلقة لقمة شرم الشيخ التي جمعت رؤساء وزعماء عرب، ففي مقابل الحماس المصري السعودي والأردني لفكرة تأسيس القوة العربية المشتركة، كان الفتور القطري تجاه هذا الحلم واضحا وظاهرا، ووصل إلى درجة أن الجانب القطري حاول تأجيل طرح الفكرة للنقاش إلى موعد لاحق، أو الإيحاء بأن الوطن العربي لا يحتاج إلى مثل هذا القرار. وقالت إن الجانب العراقي هو الآخر أبدى تحفظا على قرار إنشاء القوة العربية المشتركة، مؤكدا على أن هذا القرار كان لابد أن يحدث حوله حوار مطول وتفصيلي خلال الفترة الماضية، ولكنه أكد على عدم رفضه للفكرة طالما أنها ستتم وفق مظلة ميثاق جامعة الدول العربية. أما التحفظ الثالث والأخير، تشير الصحيفة، فكان من الجانب الجزائري، ولكنه كان الأكثر وضوحا والأكثر إثارة للنقاش والجدل داخل الجلسة المغلقة، وكان سببا في فتح خطوط اتصالات وتفاوض ساخن بين ثلاث دول هي مصر والسعودية والجزائر من أجل الوصول إلى صيغة مناسبة لصدور القرار. وفي قطر، كتبت صحيفة (العرب) في افتتاحيتها أن أهم ما خرجت به القمة العربية هو أربعة أمور تهم إنشاء قوة عسكرية عربية وقضية اليمن وليبيا وسوريا، مبرزة أن هذه القضايا الأربعة تحمل نفس الرؤية القطرية بشأن هذه الملفات المهمة. وأكدت الصحيفة أن الشعب العربي كله ينتظر أن تسفر قرارات القمة عن تنفيذ عملي يعيد للمنطقة استقرارها، كما ينتظر انتشاله من أزماته وإحباطاته "فقد مل من الكلام- وينتظر الفعل-". أما صحيفة (الراية) فكتبت في افتتاحيتها بعنوان (موقف قطري واضح) عن تحفظ قطر على القرار العربي الصادر عن القمة حول الأوضاع في ليبيا، وقالت إن التحفظ جاء من منطلق "أن هذا القرار لن يحقق الاستقرار السياسي والأمني للشعب الليبي"، مشيرة إلى أن الموقف القطري ليس منحازا لطرف ضد الطرف الآخر في الأزمة، وإن دولة قطر تدعم الحل السياسي للأزمة وتشجع جميع الأطراف الليبية بالدخول في حوار وطني جاد تحت رعاية الأممالمتحدة. واستطردت "لذلك كان من المهم للجامعة العربية أن تدعم جهود الحل السلمي وأن تتدخل كوسيط مقبول من جميع الأطراف، باعتبار أن الأزمة الليبية أزمة عربية في المقام الأول، وأن العرب معنيون بحلها من خلال جمع الأطراف الليبية في حوار جامع، ومن هنا فإن الدعم العربي يجب أن يوجه للحل السلمي المقبول من جميع الأطراف". بدورها، كتبت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها بعنوان (ما بعد قمة شرم الشيخ) أن القمة العربية اختتمت أعمالها بإعلان قادة الدول العربية اعتماد مشروع قرار إنشاء قوة عربية مشتركة، وقالت إن هذا القرار هو قرار يخدم دون شك الأمن القومي العربي، ومتطلباته في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ الأمة والتحديات الجسيمة المحدقة بها، خاصة في ضوء التجربة الناجحة لعملية "عاصفة الحزم" التي تنفذها عشر دول عربية لاستعادة السلطة الشرعية في اليمن. إلا أن الأهم، والأكثر تشخيصا للواقع تقول الشرق- ما أكد عليه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد ، في كلمته أمام القمة من أهمية أن ترتفع الجامعة العربية الى مستوى آمال الشعوب وحاجات الأمة في سبيل تحقيق التضامن وتوحيد الصف. وفي البحرين، كتبت صحيفة (الوطن) في مقال بعنوان "ما بعد قمة شرم الشيخ"، أنه بات واضحا أن هذه القمة العربية "قمة هامة باعتبارها تعكس مرحلة مختلفة من التحول، فالعرب قبل القمة ليسوا بمثل ما كانوا عليه بعدها"، قائلة: "اعتدنا كعرب استشارة الحلفاء والأصدقاء والاستعانة بهم في الأزمات ولمواجهة التحديات، ولكننا اليوم بتنا نخطر ولا نشاور بعد أن فقدنا الثقة فيمن قرر يوما بيع الحلفاء، وتجاهل مصالحهم واللعب بأمنهم واستقرارهم". وأضافت الصحيفة أن الأولوية كانت للمصالح الوطنية الذاتية، وهو ما زاد من الخلافات والانقسامات العربية-العربية، "ولكن التجربة علمتنا أن الانشغال بالخلافات والمصالح الخاصة يؤدي إلى الخسارة دائما، ولذلك لابد من وضع هذه الخلافات جانبا والعمل بشكل جماعي لمواجهة التحديات قبل ضياع المكتسبات". وأبرزت وجود خطوط عامة لملامح تحول أمام العرب بعد قمتهم، تحتاج إلى ديمومة وتطوير وسرعة تحرك واسع النطاق وتفاعل شعبي داعم، معتبرة أنه "لن نتوقع سهولة في الخطوات المقبلة، بل زيادة في التحديات التي ينبغي مواجهتها بمزيد من الحزم والصرامة". وفي مقال بعنوان "وحدة"، كتبت صحيفة (أخبار الخليج) أن النجاح الأول الذي حققته (عاصفة الحزم) هو "النجاح في جمع الكلمة، فأن تساند الحملة أو تشارك بها عشر دول خليجية وعربية خطوة مفرحة لجميع الخليجيين والعرب ككل، فالطائرات من الخليج كله تهاجم مواقع الحوثيين وتدك مطاراتهم ومخازن أسلحتهم وصواريخهم، والقطع البحرية المصرية تحرس الموانئ وتهدد من يقترب لتقديم العون للحوثيين". وأشارت إلى أن الكثير من المحللين تحدثوا عن نظام عربي جديد ودور عربي جديد يتحقق تكون فيه الكلمة للعرب بالنسبة إلى قضاياهم المصيرية ويقومون فيه باتخاذ القرارات والخطوات اللازمة، موضحة أنه مرت على الأمة العربية فترات طويلة شعرت فيها الشعوب العربية بأنها "شبه مغيبة حتى في ما يتعلق بمصيرها وأوضاعها ومشكلاتها، لكن مع انطلاق (عاصفة الحزم) شعرت الشعوب بمشاعر جديدة وبأن هناك أمورا جديدة تجري وتغييرا جذريا يتحقق". ويشد النجاح الذي تحققه (عاصفة الحزم)، تؤكد الصحيفة، نجاح القمة العربية في مساندة هذه التطورات وفي إنشاء قوة عربية مشتركة للتدخل السريع في القضايا المصيرية، وهذا "لا يعني أن كل شيء قد تحقق وأن كل شيء على ما يرام، لكن هناك روحا جديدة قد انطلقت وقد تحقق الكثير". وعلى صعيد آخر، حذرت صحيفة (الوسط) من مخاطر إقحام المصطلحات الطائفية في الأزمات السياسية، موضحة أن "أسوأ وأخطر التحليلات، هو الذي ينظر إلى كل ما يجري على أساس ديني أو طائفي، ويستخرج مصطلحات سامة من كتب التاريخ، ويطلقها من أجل شحذ الهمم، مستخدما جميع أنواع الأحقاد التي تحرق القلوب، وتحرق العمران والبلدان". ورأت الصحيفة أن استخدام المصطلحات الدينية - الطائفية يعتبر من أسهل وأخطر الوسائل التي يلجأ إليها هذا الطرف أو ذاك في مرحلة خطيرة، ربما تشهد إعادة تشكيل نظام إقليمي جديد، أو على الأقل التأثير في دوائر النفوذ من هذا الجانب أو ذاك، بناء على ما يدور حاليا في أروقة المفاوضات، أو في ساحات القتال والأزمات. وخلصت (الوطن) إلى أن مخاطر إقحام المصطلحات الطائفية في الأزمات السياسية، يشبه الأثر النووي الانشطاري، الذي يأتي على كل شيء، والمنتصر فيه مهزوم. وبالإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد) عن تأكيد سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أمس الأحد خلال ترؤسه مجلسا للوزراء، أن مشاركة الإمارات في عمليات (عاصفة الحزم) تأتي انطلاقا من رفضها "كل ما من شأنه أن يهدد التراب العربي ومكتسبات شعوبه"، معبرا عن الأمل في "أن يخرج اليمن وشعبه من هذه المحنة كما عهدناه، وتعود كل الأطراف للعمل والتنمية والاستقرار". وأكد أن الإمارات تمثل جزءا من "منظومة العمل الخليجي المشترك، وتعمل مع أشقائها جنبا لجنب لحماية أمنها ومكتسباتها ضد كل ما يشكل خطرا عليها". وكان مجلس الوزراء، تضيف الاتحاد، قد أعرب عن كامل ثقته في أن عملية (عاصفة الحزم) ستحقق أهدافها لترسيخ الأمن والاستقرار في اليمن، وحفظ الشرعية الدستورية ومؤسساتها، وصيانة المسار السياسي المعترف به دوليا ومكوناته الأساسية، وعلى رأسها المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وما يتفق عليه اليمنيون. وبخصوص قمة شرم الشيخ، كتبت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها عن قرار القادة العرب إنشاء قوة عربية مشتركة. واعتبرت أن "القرار مهم بلا شك، وخطوة تؤكد خروج العرب من حالة رد الفعل، إلى الفعل في مواجهة المخاطر التي تحدق بهم من كل صوب، بعدما باتت أرضهم مستباحة من كل حدب وصوب، ووجودهم صار في مهب رياح أطماع عاتية من القريب والبعيد، ومن الداخل". وشددت بالمقابل على أن قرار إنشاء قوة عربية مشتركة وحده لا يكفي، إذ لا بد من تفعيله ميدانيا وعلى الفور، وفي إطار اتفاقية الدفاع العربي المشترك بعد تعديلها بما يتوافق مع المستجدات والتهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي العربي. ومن جهتها، أبرزت صحيفة (البيان) في افتتاحيتها، أن القمة العربية بشرم الشيخ حققت أهدافها بدعم الأمن العربي المشترك، وتجسيد المصالحة العربية لمواجهة التحديات الأمنية، التي تهدد استقرار الأمة العربية، مؤكدة أن الوقت حان للانتقال إلى مرحلة تجسيد الوعود والالتزامات، التي قطعت من قبل من أجل تعزيز شراكتهما. وأوضحت أن المطلوب بعد هذه القمة، "خطوة أخرى لتحويل السياسات العامة إلى مواقف تفصيلية، وذلك ببدء مشاورات لانطلاق تشكيل قوة عربية مشتركة تكون بمثابة حصن منيع أمام أي محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول". أما صحيفة (الوطن)، فاعتبرت في افتتاحيتها أن "العرب حسموا قراراتهم وخياراتهم، وأسسوا لعهد جديد ليس كسابقه، فالمواضيع الحساسة والهامة، لم ولن تعرف المهادنة أو الحلول الوسط أو الانتظار بعد اليوم". وأشارت إلى أن القمة التي تعد "من أهم القمم العربية عبر تاريخها"، تتجه إلى تفعيل التعاون إلى أقصى حد ممكن، حيث "لم تعد المناشدات والبيانات نتيجة وحيدة للقمم، والأهم أن المجتمع الدولي سيتجه اليوم ليكون مواكبا وبعيدا عن القرار العربي المستقل، في حال أظهر تمهلا أو انقساما حيال قضايا مصيرية لا تحتمل التأخير أو الترقب للبت فيها وللتحرك الواجب". وفي لبنان، كتبت (الجمهورية) أن الاهتمام توزع، أمس، "بين شرم الشيخ ولوزان ولبنان"، موضحة أنه، في مصر، اختتمت القمة العربية أعمالها وتبنى القادة العرب المشاركين فيها قرار إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات وصون الأمن القومي العربي، وأكدوا دعمهم عملية (عاصفة الحزم) في اليمن "بعد استنفاد كل الوسائل للوصول إلى حل سلمي للانقلاب الحوثي". أما في لوزان، فتدور جولة تفاوض نووي وصفت بالمصيرية بين إيران ودول الغرب، "تترافق مع حديث غربي عن ملامح تسوية، قابله نفي إيراني"، في حين أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الاتفاق الآخذ بالتبلور "قد يكون أسوأ مما كانت إسرائيل تتصوره في بداية الأمر". أما في لبنان "الرازح" تحت شغور رئاسي، فقد بلغ عدد الدعوات إلى جلسات انتخاب الرئيس العتيد الرقم 21، علما بأن جلسة انتخاب جديدة ستعقد الخميس المقبل. وفي افتتاحيتها، أشارت (المستقبل) الى "الرد الحاسم والواضح والمباشر"، الذي أطلقه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل على رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى القمة العربية وخصوصا لجهة "تحميله وتحميل بلاده روسيا مسؤولية كبيرة في مصاب الشعب السوري". وأضافت أن الرد يدل "على لغة ديبلوماسية جديدة توازي لغة (عاصفة الحزم) العسكرية بحيث أن الجانب العربي خرج من دائرة المسايرة الى دائرة الوضوح والمكاشفة، والتي تستوجب لكل مقام مقال، ولكل فعل ردة فعل موازية، مثلما تستوجب إفهام القريب والبعيد والصديق والعدو، بأفول زمن استسهال سفك الدم العربي والمتاجرة به، واعتباره وقودا لمشاريع وطموحات هذا الطرف الأجنبي أو ذاك وهذه الدولة الإقليمية أو تلك، أو جعل الخراب والدمار العربيين، جسر عبور الى ترسيخ مصالح لا تمت بصلة من قريب أو بعيد الى مصالح العرب والمسلمين العليا". أما (النهار) فأبرزت أن الاهتمام اللبناني توزع نهاية الاسبوع بين شرم الشيخ حيث انعقدت القمة العربية و"تمكن" لبنان من الخروج منها بموقف "مؤيد للقرار العربي الموحد" من غير ان ينعكس "تفسخا داخليا للنسيج الحكومي، وبيروت حيث تفاعل "سلبا" الكلام الأخير للامين العام لÜ(حزب الله) حسن نصر الله، واستدعى أمس "ردا مباشرا" من السفير السعودي علي عواض العسيري. من جانبها، خلصت (الأخبار) أن لبنان "لم يكن" في جدول أعمال القمة العربية ال26، "ولا خاضت القمة"، تحت وطأة احداث اليمن التي غلبت ما عداها، في انتخابات رئاسة الجمهورية والشغور الناجم عنها". أما (السفير) فأشارت الى أنه و"وسط صخب السجالات الداخلية وغبار الحروب الإقليمية"، يكاد كثيرون في الدولة، "أو ما تبقى منها، لا يتنبهون" الى الواقع الذي ترزح تحته بلدة لبنانية شاءت الجغرافيا أن تضعها على خط التماس الملتهب مع الأزمة السورية، "وهي عرسال (بلدة متاخمة للحدود اللبنانية السورية) التي تنزف بصمت". وقالت إن هذه البلدة، "التي تخضع عمليا الى نفوذ (داعش) وغيره من الجماعات التكفيرية"، وهو نفوذ يترجم بأشكال عدة، "تتراوح بين الخطف والقتل والذبح وطلب الفدية والمحاكمة أمام محاكم شرعية تكفيرية، وصولا الى محاولة فرض نمط حياة داعشي على الناس. أما في الأردن، فاعتبرت جريدة (العرب اليوم)، في مقال لها، أن الأردن "تأخر كثيرا في الوصول إلى مصاف الاستثمار في السياحة"، باعتبارها صناعة تدر دخلا كبيرا على البلاد، وقالت "سبقتنا دول لا تمتلك مقومات سياحية، وأمنية مثلنا، ومواقع غير موجودة في العالم كالبحر الميت والبترا والمغطس، ومع هذا لا نزال ممرا للسياحة". وأشارت الصحيفة إلى أن السياحة "أصبحت خططا واقعية، وتقنيات جديدة، ومقاربات جديدة متطورة"، وأن هناك "حاجة إلى أن نعرف كيف نحول السياحة إلى عملية إنتاجية يومية ناشطة في المناطق كافة"، مضيفة أن السياحة تحتاج إلى ميزانيات ضخمة للترويج السياحي، "فنحن لسنا أقل أهمية في الجانب السياحي من مصر التي تخصص مئات الملايين من الدولارات لجذب السياح إلى مواقعها الأثرية، بينما نخصص نحن أرقاما لا تذكر في المنافسة السياحية". ومن جانبها، رأت جريدة (الرأي)، في مقال بعنوان "القوة العسكرية والمطلوب"، أن قمة شرم الشيخ "قد فعلت عين العقل" عندما جعلت الانضمام إلى القوة العربية المشتركة اختياريا، إذ أن المعروف أن الدول التي تحفظت على (عاصفة الحزم) "لا يمكن أن تكون فاعلة في القوة التي تقرر تشكيلها حتى وإن هي شاركت فيها. فهذه الدول لها موال آخر غير موال الدول العربية المتحمسة لأن يستعيد العرب مكانتهم السابقة كرقم رئيسي في المعادلة الشرق أوسطية". وأكد كاتب المقال في الصحيفة أنه ما كان من الممكن أن تحقق قمة شرم الشيخ كل هذا النجاح وما كان من الممكن أن تغير تركيا مواقفها وكذلك الأمر بالنسبة للولايات المتحدة "لو لم تكن هناك (عاصفة الحزم) التي من أهم إنجازاتها أنها عززت ثقة العرب بأنفسهم وأثبتت أنه بالإمكان إفهام الإيرانيين أنه من الممكن أن يكونوا شركاء في هذه المنطقة، لكن لا يمكن قبولهم بالصيغة التي تحدث بها علي يونس عن أن بغداد عادت لتكون عاصمة الإمبراطورية الفارسية (...)". وكتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "العرب وإيران.. ومستقبل المنطقة"، أن الخطورة الاستراتيجية "للانفجار العسكري والاشتباك المباشر" على الأرض اليمنية والعراقية والسورية، مع النفوذ الإيراني تتجلى "في انحراف الخلافات والصراعات السياسية وحروب المصالح إلى مربع المذهبية والأيديولوجيا. وهي حروب، كما علمنا التاريخ، تكون طاحنة وبشعة، وتولد أحقادا يصعب إطفاؤها عبر السنين، وهي قابلة بقوة للانتشار كالنار في الهشيم في الإقليم كله". وحسب الصحيفة، فإنه لا يمكن إنكار، أو استغراب وجود مصالح متضاربة ومختلفة بين إيران وجوارها العربي، "وثمة عشرات الملفات مثار نزاع وصراع بين الطرفين. لكن مقابل ذلك، ثمة روابط وعوامل التقاء، ومصالح مشتركة أيضا، عديدة وجوهرية، تربط الطرفين، ويمكن البناء عليها لخلق معادلة صراع واشتباك جديدة، بعيدا عن الصدام والحروب المباشرة أو "حروب الوكالة"، وبعيدا عن جر المنطقة والأمة إلى حرب دينية ومذهبية طاحنة". أما صحيفة (الدستور)، فكتبت تقول إنه "كان يمكن لتونس أن تكون مثل صنعاء أو دمشق أو طرابلس أو غيرها من العواصم التي ما تزال فيها الدماء تسيل باسم الصراع على السلطة، أو من أجل إجهاض الثورة أو لتصفية الحسابات الطائفية، كما كان يمكن للنخب التونسية أن "تتناحر" باسم الدفاع عن المصلحة الوطنية العليا، وللإعلام أن يبيع ضميره ويباشر حروب الكراهية، وللجيش أن يتدخل (...)". لكن ذلك لم يحدث، تستدرك الصحيفة في مقال لها، وذلك "بفضل وعي التونسيين وحرصهم على بلدهم، وقدرتهم على إدارة خلافاتهم، ورغبتهم في التنازل عن مصالحهم "الفرعية" لمصلحة تونس الأم والدولة، ولمصلحة الثورة التي ضحى من أجلها الشهداء (...)" لتخلص إلى أن "وصفة الخروج من كوارثنا ما تزال موجودة في صيدلية تونس العتيدة". وفي اليمن، رصدت صحيفة (نيوز يمن) جانبا من الانتهاكات والممارسات القمعية التي تمارسها (جماعة الحوثي) على وسائل الاعلام في البلاد، مبرزة أن مسلحي الجماعة لا زالوا يتمركزون في مقر مؤسسة (المصدر) للصحافة، مانعين العاملين من الدخول إلى المكتب لاستئناف العمل في صحيفة (المصدر) اليومية وموقع (المصدر أونلاين) الإخباري، ما تعذر على طاقم الصحيفة إصدارها اليوم. وذكرت الصحيفة أن مسلحي الجماعة كانوا قد اقتحموا المقر مساء الخميس الماضي واحتجزوا الصحفيين العاملين في الصحيفة، والموقع، لمدة ساعتين، قبل أن يتم إطلاق سراحهم، لكنهم رفضوا إعادة الأجهزة الشخصية وسيطروا على المكتب وعبثوا بمحتوياته، وفرضوا حراسة مسلحة عليه. وأشارت الى أن مؤسسة (المصدر) أعربت في بيان لها عن استنكارها لهذه الانتهاكات المخالفة لكافة القوانين المحلية والدولية، محملة (جماعة الحوثي) المسلحة "المسؤولية القانونية والأخلاقية المترتبة على هذه الجريمة، المتمثلة في مصادرة الأجهزة الشخصية للعاملين وأجهزة الصحيفة ووثائقها وأرشيفها وكافة محتوياتها". من جهتها، توقفت صحيفة (الأيام) عند تصريحات للسياسي اليمني البارز حيدر أبوبكر العطاس، أكد من خلالها أن استماتة جيوب قوات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لاقتحام عدن، تروم تحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية، "تتمثل في منع الرئيس عبد ربه منصور هادي من العودة إلى العاصمة عدن لمزاولة مهامه الرئاسية، وثانيا لوقف إيصال الامدادات بمختلف أنواعها إلى القوات الموالية لهادي في الجنوب عبر موانئ الجنوب، وثالثا للسيطرة على الميناء عدن واستخدامه في تموين قواتهم بدلا عن مينائي (الحديدة) و(المخا) اللذين فقد الحوثيون خدماتهما تحت ضربات عاصفة الحزم". ونقلت الصحيفة عن العطاس قوله إن "جيوب الحوثيين وصالح فشلت في اقتحام مدينة عدن أمام المقاومة البطولية للمقاومة الجنوبية التي تخوض معارك عنيفة وتحقق التقدم على أرض الميدان والدفاع عن عاصمة الجنوب". أما صحيفة (الخبر) فسلطت الضوء على مناشدة الرئيس المعزول علي عبد الله صالح الدول العربية بوقف عملية (عاصفة الحزم)، ونشرت في هذا الصدد حديثا مع الكاتب والمحلل السياسي اليمني رشاد الشرعبي، أكد فيه أنه "من خلال خطاب الرئيس السابق علي صالح أول أمس وبيان اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام الأخير، يبدو أنه بسبب سنه وعقليته النرجسية والتآمرية والخداعية والتضليلية يعتقد انه لا زال قادرا على ممارسة ذات الألاعيب والحيل والأكاذيب لإنقاذ نفسه وأسرته، متدثرا بالحرص على الوطن واليمنيين الذين كان سببا لما هم فيه". وأوضح المحلل السياسي اليمني أن صالح "حاول دغدغة العواطف والدق على مواضيع يعتقد أنها قاسم مشترك بينه وقادة الخليج ومصر ودول عربية أخرى في ما يتعلق بربط المشكلة بأنها نتائج لثورات الربيع العربي عام 2011"، مضيفا "أن الرئيس المخلوع يكرر أكاذيبه ومغالطاته وحيله وخدعه ويصر على تقديم نفسه كمنقذ لليمن وغيره مجرد فاشلين متآمرين متعصبين"، ومبرزا أن صالح الآن "يعيش حالة ضعف وهلع أكثر مما كان عليه بعد حادثة (النهدين ) في 2011".