لقد كانت الحروب و منذ الأزل إلى اليوم سمة المجتمعات الإنسانية، فالصراع حول الثروة والنفوذ وكل ما تدخره الأرض من خيرات يعد وقودا لهذه الحروب، فهي لا تكاد تنطفئ حتى تشتعل من جديد، لهذا سعى الإنسان إلى تطوير أسلحت الدفاع والهجوم في نفس الوقت تحسبا لكل الظروف، فالعدو المفترض يشكل حافزا أساسيا لتطوير هذه الأسلحة وجعلها أكثر فتكا، فهي في تحسن مستمر ابتداء من الحجارة إلى المنجنيق مرورا بالسهم والرمح وصولا إلى أسلحة الدمار الشامل، وتتربع على رأس هذه الأسلحة اليوم "القنبلة النووية" المحترمة. لهذا فالدول "العظمى" السباقة في إنتاجها واستعمالها تعلم مدى خطورتها، لقد أجبرت الولاياتالمتحدةالأمريكية الأمبراطورية اليابانية على الإستسلام، وذلك بعد قصف مدينتي "هيروشيما" و "نجازاكي" بالسلاح النووي، وكان ذلك في نهاية الحرب العالمية الثانية 1945، و اليوم تسعى الدول "العظمى" جاهدة لمنع انتشار هذا السلاح بين الدول، ولقد وضعت قوانين صارمة لضبط هذا المارد "القنبلة النووية" من الوصول للجماعات الإرهابية وكذا للدول "المارقة"، طبعا هناك دائما استثناء فدولة الصهاينة لها أزيد من 200رأس نووي خارج "التغطية"، ولقد قدمت لها بعض الدول المتقدمة يد المساعدة لتمكينها من التكنولوجية النووية، من بين هذه الدول فرنسا، كما أن أمريكا تعرضت لعملية"سرقة" أمور تهم هذه الصناعة النووية، من طرف حليفتها في المنطقة "إسرائيل". قال الملك الراحل الحسن الثاني : "إذا كانت لديكم قنابل نووية فألقوها الآن، قبل أن يصبح الجميع لديه قنبلة نووية.."، وهذا منطقي فالصهاينة قد يفقدون تفوقهم عند امتلاك الدول العربية و الإسلامية لهذا السلاح، واليوم هناك الجمهورية الإسلامية الإيرانية قاب قوسين أو أدنى من امتلاك هذا السلاح الفتاك، وفي نظري لن تقف المملكة العربية السعودية مكتوفة الأيدي بعد هذا التفوق الإستراتيجي للإيرانيين، كما أن جمهورية تركيا القوة الإقليمية الصاعدة، ستعمل فوق الأرض وتحتها لضمان أمنها القومي، وهذا الأخير لن يتحقق دون امتلاكها لسلاح موازي لما عند الجيران"إيران والصهاينة"، وهكذا سنصل لما تنبأ به الملك الراحل الحسن الثاني، أي انطلاق سباق التسلح النووي في المنطقة، و ستفقد بموجبه "إسرائيل" تفوقها النووي ولن تستطيع ردع خصومها. إن العاقل كما يقال يتعظ بغيره في الحرب والسلم، وما وقع للعراق إبان حكم صدام من تدمير وإبادة جماعية كافية لتنبيه من له ذرة عقل، فامتلاك هذا السلاح يعد برزخا واقيا بين من يتسلح به والمعتدي المفترض، ولكم بعض الأمثلة لتوضيح الأمر الأول جمهورية باكستان التي كان رئيسها "ضياء الحق" رحمه الله محقا في توجهه النووي، رغم أنه دفع حياته ثمنا لهذا الإنجاز التكنولوجي العظيم، وبفضل هذا السلاح النووي أمن شر الهنود السباقين لامتلاكه، فتصوروا معي لو أن باكستان لم تستطع إنتاج هذا السلاح، ففي نظري ستمزق بين الهند من جهة وحلف "الناتو"من جهة أخرى، لكن خوفهم من هذا السلاح جعلهم يفضلون الدبلوماسية على العدوان، لأن الغرب لا يؤمن إلا بالقوة المادية، ولا يضع اعتبارا للأخلاق إلا في حالة اضطراره لذلك، المثال الثاني كورية الشمالية رغم ما تقوم به من استفزاز للأمريكان وصل حد ضرب سفيرها بالسلاح الأبيض، لم تستطع شن عدوان و"تأديب" هذه الدولة المارقة، إنها تخشى من امتلاك كورية الشمالية للسلاح النووي. خلاصة القول أن الدول التي لا تمتلك هذا السلاح مستقبلا، سيكون استقلالها مهددا وهي معرضة للعدوان في كل حين، فالسلاح النووي يعد حارس الأمن والسلم الحقيقي، أكثر من المواثيق والمعاهدات الدولية، فبريطانيا وأمريكا تدخلت في العراق دون موافقة مجلس الأمن أو الأممالمتحدة، فلو كان العراق يمتلك القنبلة النووية لما تجرأت هذه الدول التي صاغت هذه المواثيق والمعاهدات على تدميره وتمزيقه. أبا المعطي أش ظهر ليك فالسلاح النووي؟ أولدي القومان إلى ما كنتي سبع يلعبوا على ظهرك لقرودة.. !!!! [email protected]