أعطى الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، تعليماته إلى الحكومة، ممثلة في إدارة الدفاع، بتخصيص تعويضات يومية للتجريدة العسكرية المغربية المبعوثة لإفريقيا الوسطى في إطار مهمة أممية لحفظ السلام في ذلك البلد. ويرتقب أن تصادق الحكومة على مرسوم في مجلسها الحكومي، اليوم الخميس، وقعه كل من الوزير المكلف بإدارة الدفاع الوطني، ووزير الاقتصاد والمالية، والوزير المنتدب المكلف بالوظيفة العمومية، يحدد بموجبه التعويضات اليومية، للتجريدة الموجودة في جمهورية إفريقيا الوسطى. وجاء في المرسوم أن هذه التعويضات جاءت طبقا لتعليمات الملك، والقاضية باستفادة عسكريي تجريدة القوات المسلحة، المبعوثين في إطار بعثة الأممالمتحدة إلى إفريقيا الوسطى، علاوة على مجانية التغذية والتعويض عن الأعباء الخاصة من تعويض عن التجريدة". وفي هذا السياق حدد مشروع المرسوم التعويضات المالية اليومية، بالنسبة للضباط من رتبة جنرال كولونيل ماجور، وكولونيل، بما قدره 300 درهم يوميا، فيما اليوتنان كولونيل وكومندان ب 200 درهما، و150 درهما لقبطان الملازم والملازم ثان. أما المترشح المساعد الأول، والمساعد، فقد حدد مشروع المرسوم تعويضاتهم اليومية في حدود 100 لليوم، في الوقت الذي خصص المشروع للرقيب الإداري والرقيب الأول، الرقيب والعريف الأول 70 درهما، مقابل 50 درهما يوميا لكل من العرفاء والجنود. ونص مشروع المرسوم، على أنه يخول الحق في التعويض عن التجريدة بأثر رجعي بداية من 28 دجنبر 2013، وينتهي العمل به من تاريخ العودة إلى المغرب بصفة نهائية، موضحا أنه "يصرف التعويض للمعنيين بالأمر، بواسطة تسبيقات مالية وفق الشروط المعمول بها الخاصة بسن نظام المحاسبة المالية لوزارة الدفاع الوطني". وأشار المصدر إلى أن "النفقات المخصصة لهذا الغرض تصرف من ميزانية إدارة الدفاع الوطني"، ويدخل ضمنها "العسكريون من جميع الرتب المتقاضون أجرة شهرية، وأجرة تصاعدية خاصة، والملحقون بفوج القوات المسلحة الملكية المتوجهة إلى إفريقيا الوسطى من نفس الحقوق المرتبطة بالأجرة، والمكافآت، والتعويضات التي يستفيد منها العسكريون بالقوات المسلحة الملكية المنتشرون في المنطقة الجنوبية بالمملكة". يذكر أن إفريقيا الوسطى، الغنية بثروتها المعدنية، دخلت في دوامة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو مجموعة "سيليكا" الإسلامية بالرئيس فرانسوا بوزيز، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب عام 2003. وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين، شارك فيها مليشيات "سيليكا"، وهم مسلمون،ومسلحو "مناهضو بالاكا"، وهم مسيحيون، ما أسقط 600 قتيل خلال الأسبوعين الماضيين، وفقا لتقديرات وكالة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين.