دفعت ندوة نظمتها يوم السبت حركة التوحيد والإصلاح، التي يعتبرها الكثيرون ذراعا دعوية لحزب العدالة والتنمية "الحاكم"، حول موضوع "التشيع، الظاهرة، المحاذير، والوقاية"، بتيار "الخط الرسالي" ذي المرجعية الشيعية بالمغرب، إلى التهديد برفع شكوى أمام المنظمات الدولية إزاء ما سماه "التهييج والتكفير" ضد الشيعة المغاربة. وحذر "الخط الرسالي"، في بيان اطلعت عليه هسبريس، حركة التوحيد والإصلاح من عقد الندوة المذكورة، لكونها تعمل على "نشر ثقافة الكراهية والتمييز"، مبرزا أن " السير على هذا النهج الخاطئ سيكلف هذه الحركة الكثير"، لكن دون أن يوضح أكثر ما يقصده بهذا التهديد. وتابع المصدر مخاطبا حركة الإصلاح ومن يوافقها "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام حالات التهييج والإثارة الطائفية وسنحملكم مسؤولية ذلك، كما قد نرفع الأمر للمنظمات الدولية، كي تقف على حقيقة التكفير والإقصاء والوصاية على معتقدات المواطنين" وفق تعبير البيان ذاته. وكشف "الخط الرسالي" أنهم قد ينظمون لاحقا وقفات داخل وخارج المغرب للتنديد بمثل هذه الأعمال التي لا تنم عن المسؤولية الإسلامية والوطنية"، وفق تعبيره، قبل أن يدعو السلطات إلى التدخل الحازم لمنع كل ما من شأنه أن يقوض السلم الأهلي، وينعش التكفير والإقصاء المجتمعي". ويبدو أن المنتسبين إلى "الخط الرسالي" تراجعوا عن فكرة سابقة مفادها حضور ذات الندوة، من أجل أخذ حق الرد في مناقشة موضوع التشيع، وذلك "خشية من أي انفلات غير محسوب، ولنزع فتيل التوتر، وكي لا تتطور الأمور إلى ما لا يحمد عقباه في انفلات غير محسوب العواقب". الناشط الشيعي، عبدو شكراني، اتهم من جهته ضمن تدوينة فيسبوكية، حركة التوحيد والإصلاح بكونها "تنخرط في مشروع إثارة النعرات الطائفية البغيضة، وتستعدي المجتمع ضد كل من يخالف تصوراتهم، وتستلهم من تراث ابن تيمية كل ما يدعو إلى الاحتراب، وتكريس ثقافة الكراهية والتمييز الجنسي والعقدي والديني والمذهبي" وفق تعبيره. مصدر مسؤول من داخل حركة التوحيد والإصلاح، قال لجريدة هسبريس إن الندوة التي تم تنظيمها مجرد ندوة علمية عادية، لا تستعدي أي طرف كان، وإنما تطرح موضوع التشيع كتوجه عقدي بصفة عامة على طاولة النقاش والتحليل، دون أن تقصد معاداة أي توجه معين". وردا على اتهامات "الخط الرسالي" للحركة بالتكفير والتهييج والإقصاء، أفاد المصدر ذاته، الذي فضل عدم ذكر اسمه، بأن الندوة ذات طابع فكري وثقافي محض، ولا تأخذ طابعا سياسيا حتى يتم تحميلها أكثر مما تحمله، وبأن المرفوض هو سياسة لي الذراع والتهديدات من أجل إجهاض ندوة علمية عادية".