بعد مسيرة إعلامية مميزة حملتهم إلى العديد من المحطات الفضائية الرائدة في العالم العربي، حط إعلاميون مغاربة يعملون داخل قناة الجزيرة القطرية، هذا الأسبوع رحالهم داخل المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، في مبادرة أشرف عليها "مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير" بشراكة مع "مركز الشروق للإعلام والديمقراطية وحقوق الإنسان"، تروم تقوية وتعزيز المهارات في الممارسات الإعلامية التلفزيونية لدى المغاربة. الدورة التدريبية، التي انطلقت هذا الأسبوع ويؤطرها "سفراء الجزيرة" المغاربة من صحافيين ومذيعين ومنتجين لنشرات الأخبار داخل قناة الجزيرة الفضائية بالعربية والإنجليزية، إلى جانب مدربين منتمين ل"مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير"، يستفيد منها طلبة المعهد العالي للإعلام والاتصال، إلى جانب صحفيين محترفين، بهدف تمكينهم من التقنيات المعمول بها في القنوات التلفزيونية الإخبارية الكبرى. وتتوزع الدورة التدريبية على عدة ورشات مختلفة، تحوم خول "الصحافة التلفزيونية"، منها "مهارات التعامل مع وسائل الإعلام"، و"الصحفي التلفزيوني الشامل"، و"إنتاج النشرات الإخبارية"، و"التقرير التلفزيوني"، و"مقدم البرامج التلفزيونية"، إلى جانب "القصة الخبرية"، و"الإعلام الجديد"، وهي الورشات التي يستفيد منها صحفيون محترفون وطلبة من المعهد العالي للإعلام والاتصال، وممارسين لمهن التلفزيون على المستوى الوطني والدولي. أسامة عبد العال محمود محمد، مسؤول أول تطوير البرامج في إدارة التدريب والبرامج والاستشارات بشبكة "الجزيرة" الإعلامية، قال في تصريحه لهسبريس إن مركز "الجزيرة" للتدريب والتطوير، المُشرف على هذه الدّورة، "يشجع دوماً القدرات الإعلامية للشباب والصحافيين على مستوى الوطن العربي"، مضيفا أن هذه المبادرة تأتي لغرض "عمل حوارات مع الإخوة في المغرب وبرتوكولات تعاون لتقديم خدمات إعلامية محترفة". وسجّل عبد العال ارتياحه لمستوى نجاح مبادرة "الجزيرة" داخل المغرب، "هدفنا دوماً هو المُسَاعدة في عمليّة التقدم الإعلامي بالمغرب وتطوير الإنسان من أجل إعلام على مستوى عالٍ وواضح"، مشيرا إلى أن الدورات التي يشرف عليها المركز القطري تظل مفتوحاً في وجه الصحافيّين والشّباب المُهتمّ وطلبة المعاهد من المؤسسات الحكومية والخاصة. أما عبد الحفيظ بوسيف، المدير التنفيذي لمركز الشروق للديمقراطية والإعلام وحقوق الإنسان، فأوضح أن الدورة، التي تندرج ضمن البرنامج السنوي للمركز الشامل لعدد من المحاور المتعددة كالإعلام وحقوق الإنسان والديمقراطية، تأتي لغرض تطوير دعم قدرات الصحافيين المغاربة، وهي التجربة الثانية من نوعها بتنسيق مع مركز الجزيرة للتدريب والتطوير "فالأولى جرت منذ سنتين بشراكة مع جامعة ابن زهر بأكادير وعرفت نجاحاً كبيرا بمشاركة أزيد من 250 طالباً وصحافيا شابا". ويرى بوسيف أن أهمية الدورة الحالية تتمثل في تنظيمها داخل معهد مهني عمومي وهو الأول من نوعه بالمملكة، وهو المعهد العالي للإعلام والاتصال، "كما أن ميزتها في كون المؤطرين هم من خريجي هذا المعهد، ممن أصبحت لهم مكانة في العديد من المواقع العالمية منها قناة الجزيرة"، مضيفا "هم يحضرون اليوم بهدف نقل تجاربهم وخبراتهم المهنية للطلبة والصحافيين الشباب للوصول إلى مستوى من الحرفية والمهنية".