اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاثنين، بعدد من القضايا أبرزها الوضع في شبه جزيرة القرم، والأزمة اليونانية، والوضع في سورية، إضافة إلى قضايا أخرى دولية. ففي بلجيكا، اهتمت الصحافة المحلية باستمرار المواجهة بين الغرب وروسيا، التي تحتفل اليوم الاثنين بذكرى ضم شبه جزيرة القرم. وكتبت صحيفة (لا ليبر بلجيك) أنه "قبل سنة واحدة، انضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى الحظيرة الروسية بعد استفتاء محسوم سلفا"، مؤكدة أن موسكو وحلفاؤها يعتزمون الاحتفال بذكرى هذا الضم كتحد جديد أمام العالم أجمع. وذكرت الصحيفة في هذا الصدد بتصريحات رئيس برلمان شبه الجزيرة، فلاديمير كونستانتينوف، شدد فيها أن "أي عقوبات، وأي تهديد، أو ابتزاز من قبل الأعداء لن تغير من اختيار سكان شبه الجزيرة". من جهتها، أكدت صحيفة (لافونير) أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه أشار إلى أن روسيا كانت مستعدة لأن تضع قواتها النووية في حالة تأهب في مارس 2014 في حالة وقوع تدخل عسكري غربي في شبه جزيرة القرم. وقالت إن بوتين يعتقد بأن شبه جزيرة القرم من الأراضي التاريخية لروسيا وأنه لا يمكن التخلي عن الروسيين الذين يعيشون فيها. من جانبها، كتبت صحيفة (لوسوار) أنه أمام الهجوم الإعلامي الذي يقوم به الكرملين لفرض وجهة نظره حول أوروبا "عدوانية"، ينبغي لقمة الاتحاد الأوروبي لهذا الأسبوع أن ترد على هذا العمل التقويضي. وفي روسيا، سلطت الصحف الضوء على ما كشف عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأحد في فيلم وثائقي بثه التلفزيون الروسي من أنه كان مستعدا لوضع القوات النووية في حالة استعداد لمنع تنفيذ السيناريو السيئ في شبه جزيرة القرم. وأضافت أن الرئيس الروسي تحدث خلال الفيلم عن إعادة تبعية شبه جزيرة القرم إلى روسيا وعن " الدوافع من وراء قراره بتلبية طلب أهالي القرم"، مؤكدا أن القيادة الروسية كانت مستعدة لمواجهة "أسوأ سيناريو" في القرم ووضع القوات النووية الروسية في حالة استعداد وانتباه ولكنها تصرفت من منطلق الرغبة في عدم حدوث هذا. وبشأن المساعدات الروسية لأوكرانيا، قالت صحيفة ( كوميرسانت ) أن وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف أكد مشاركة روسيا في تمويل الشطر الأول من برنامج المساعدات المقدمة لأوكرانيا من قبل صندوق النقد الدولي، وذلك بمبلغ قدره 13.75 مليون دولار. ونقلت الصحيفة عن سيلوانوف تأكيده أن تمويل البرنامج يتم من موارد صندوق النقد الدولي وكذلك من أموال الدول المساهمة في إطار ما يعرف بالاتفاقات الجديدة حول الأقراض، مبرزة أن روسيا تشارك في تمويل الشطر الأول من البرنامج الخاص بأوكرانيا تنفيذا لالتزاماتها كدولة موقعة على هذه الاتفاقات. من جانبها تطرقت صحيفة (روسيسكايا غازيتا ) إلى التعاون الثنائي الاقتصادي والعسكري التقني بين روسيا والعراق، مشيرة في هذا الصدد إلى الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية العراقي إلى موسكو الخميس المقبل. ونقلت الصحيفة عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله إن زيارة الجعفري لموسكو ستتضمن مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. على صعيد آخر، كشفت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) كيف يقضي رسام الكاركاتير السويدي لارس فيلكس الذي أغضب ملايين المسلمين في العالم أيامه، مشيرة إلى أن فيلكس لم يكن مشهورا ولحد الآن لا يعرف إلا القليل عن حياته. وقالت الصحيفة إن الرجل المطلوب لدى التنظيمين الارهابيين القاعدة والدولة الاسلامية (داعش)، يتخذ إجراءات وتدابير أمنية استثنائية، مبرزة أن رسام الكاركاتير الذي أثار غضب المسلمين برسوماته المستفزة سنة 2007 لا يتنقل و لا يتحرك إلا مع حراسه الشخصيين . وفي فرنسا، اهتمت الصحف بالتعبئة ضد مشروع القانون حول الصحة، مشيرة إلى أن معارضي هذا القانون خرجوا الأحد في مظاهرات بباريس. وقالت صحيفة (ليبراسيون) إن 20 ألف شخص على الأقل تظاهروا الأحد بباريس احتجاجا على مشروع قانون وزيرة الصحة ماريسول تورين، مشيرة إلى أن المظاهرة شارك فيها عدد كبير من الأطباء الشباب الداخليين والأطباء. من جهتها، اعتبرت صحيفة (لوموند) أن ساعة المواجهة قد دقت بالنسبة لمعارضي مشروع القانون ومنهم اطباء وجراحين وصيدليين وممرضين وأطباء أسنان وأطباء داخليين، مشيرة إلى أن مظاهرات باريس تأتي قبل يومين من تدارس هذا المشروع داخل لجنة الشؤون الاجتماعية بالجمعية الوطنية. من جانبها، أكدت صحيفة (لوفيغارو) أن كافة مهنيي الصحة من أطباء وأخصائيين وداخليين وممرضين وأطباء أسنان توحدوا من اجل التعبير عن غضبهم في شوارع العاصمة، متسائلة حول ما إذا كان قد تم الاستماع لمطالب المهنيين في وقت يتم فيه الشروع في مناقشة النص القانوني المثير للجدل داخل إحدى اللجان بالجمعية الوطنية . من جهتها، اهتمت الصحف النرويجية بالوضع في الصين وبلدان أخرى مثل روسيا. وهكذا أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أن الوضع على الحدود بين الصين وميانمار متفاقم بعد أن أرسلت الصين مقاتلين إلى الحدود واحتجاجها على ميانمار جراء سقوط خمسة قتلى عبر الحدود في إقليم يوننان الصيني إثر سقوط قذيفة من طائرة تابعة لميانمار. وأوردت تصريحا نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية، فان شانغلونغ الذي قال إن طائرات تابعة لسلاح الجو بميانمار اخترقت الحدود عدة مرات في الآونة الأخيرة، مشيرا إلى أن الصين ستتخذ "إجراءات قوية" لحماية الأرواح والممتلكات والسلامة إذا ميانمار لم التحقيق في القضية. من جانبها، أشارت صحيفة (في غي) إلى أن السلطات الصينية اعتقلت في سنة واحدة ما يقرب من ألف من الأشخاص المدافعين عن حقوق الإنسان. وأضافت أنه في يونيو تم اعتقال عدد كبير من الأشخاص من بينهم نشطاء ومحامين وصحفيين في سياق الاحتجاجات العنيفة في هونغ كونغ و 25 الذكرى السنوية لمذبحة الطلاب في ميدان تيانانمين في بكين. وذكرت الصحيفة بالانتقادات التي وجهت للصين بسبب اعتقال خمسة نساء في العاصمة مدافعات عن حقوق المرأة كن يعتزمن التظاهر احتجاجا على التحرش الجنسي في وسائل النقل العمومية. من جهتها، تطرقت صحيفة (داغبلاديت) إلى الاحتجاجات التي شهدتها، أمس الأحد، ساو باولو بالبرازيل، وأن أزيد من مليون ونصف شخص تظاهروا مطالبين بمساءلة الرئيسة ديلما روسيف. وأشارت إلى أن المحتجين عبروا عن استيائهم من سياسة الرئيسة التي أعيد انتخابها مؤخرا، وذلك في أكبر مظاهرة تشهدها في ساو باولو. وأبرزت أن المحتجين عبروا عن استيائهم أيضا من ضعف اقتصاد البلاد وظهور عدد من قضايا الفساد في أوساط السياسيين. وفي السويد، اهتمت الصحافة المحلية بالحرب في سورية، والتي استمرت لمدة أربع سنوات. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (سفينسكا داغبلاديت) إلى أن الولاياتالمتحدة مستعدة للتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد لإنهاء الصراع، مبرزة تصريح وزيرة الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي قال إن بلاده ينبغي أن تناقش مع الرئيس السوري بشار الأسد إيجاد حل للأزمة. ونقلت عنه قوله إن واشنطن تعمل على إحياء الجهود للتوصل إلى حل سياسي للصراع. أما صحيفة (داغينس نيهيتر) فكتبت أن الحرب في سوريا تدخل عامها الخامس، مشددة على أن الولاياتالمتحدة تناقش مع الفصائل المعتدلة من المعارضة من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي. واعتبرت الصحيفة أن هذا الموقف الأمريكي يدل على فشل السياسة التي تتبعها الولاياتالمتحدة لحل الأزمة في سورية. من جانبها، قالت صحيفة (افتونبلاديت) إنه من الصعب أن تقديم الوضع بدقة في سورية، مشيرة إلى مقتل واختطاف العديد من الصحفيين. وذكرت بمعاناة الآلاف من الأطفال السوريين جراء هذا الصراع وتشرد الآلاف والذين يعيشون في مخيمات اللاجئين. أما صحيفة (اكسبريسن) فكتبت أن الصراع أودى بحياة أكثر من 200 ألف شخص، مضيفة أن واشنطن تسعى لاستئناف محادثات السلام بين الحكومة والمعارضة. وقالت الصحيفة إنه رغم ذلك يستمر القتال في سورية حيث شنت الطائرات الحربية الحكومية عدة غارات على ضواحي العاصمة دمشق، مشيرة إلى مقتل نحو 18 شخصا جراء ذلك. وفي اليونان، تساءلت (كاثيمينيري) عن مقاربة رئيس الوزراء اليوناني في التعامل مع الأزمة الاقتصادية ومع شركائه وبالخصوص ألمانيا وعن فرصه للنجاح، مضيفة أن الحكومة تدرك أنه بين عشية وضحاها ستعاني من مشكلة سيولة ولن تستطيع الوفاء بالتزاماتها كما انها تدرك أن الثمن الاجتماعي والسياسي سيكون قاسيا، ومن ثمة تزيد في خلق مناخ من العداء مع ألمانيا لتحميلها المسؤولية في حال انهيار النظام المالي اليوناني وعدم قدرتها على سداد الأجور والمعاشات. وأضافت الصحيفة أنه في المقابل لا يريد أي من شركاء اليونان أن يظهر بمظهر "الرجل السيئ" كما أن ألمانيا منشغلة بازدياد مشاعر العداء في أوروبا نحوها وأي فرصة لتصبح اليونان دولة فاشلة أو في أسوء السيناريوهات خروجها من منطقة الأورو سيقربها أكثر من موسكووبكين. وأضافت أن الحكومة تتفاوض مع شركائها وعينها على موسكووبكين وأيضا انطلاقا من موقعها الاستراتيجي في شرق المتوسط. وتطرقت صحيفة "أفغي" استطلاعا للرأي أنجز لفائدتها ونشرته يوم الأحد يبرز أن ستة من كل عشرة يونانيين لديهم انطباع جيد عن الحكومة الجديدة بقيادة حزب اليسار الراديكالي (سيريزا). وكتبت الصحيفة في تعليق لها اليوم أن اليونانيين يعتقدون أن الحكومة تتفاوض بشكل جيد مع الدائنين وإن كان 59 في المائة يعتبرون أنها لن تحصل على تنازلات إضافية في حين اعتبر 36 في المائة أنها بالفعل ربحت أمورا هامة في مفاوضاتها. وأشارت الصحيفة إلى أن المفاوضات التقنية بين اليونان والدائنين ستتواصل اليوم الاثنين للاسبوع الثاني مع التركيز على التفاصيل التقنية ذات الصلة بميزانية الدولة وطرق تنفيذها وتحصيل الضرائب ومالية الأبناك وغيرها من الامور المالية،مشيرة الى ان الحكومة تأمل في اتمام سريع للمفاوضات التقنية على أمل الحصول على شطر من مبلغ 2ر7 مليار اورو المتبقي من حزمة الإنقاذ المالي الأوروبية السابقة لمواجهة متطلباتها الآنية خصوصا في ظل النقص الحاد في السيولة الذي تعاني منه. وفي إسبانيا، تركز اهتمام الصحف حول الاحتجاجات التي شهدتها، أمس الأحد، ساو باولو بالبرازيل، مطالبة بمساءلة الرئيسة ديلما روسيف من اليسار، والتي شارك فيها مليون برازيلي. فتحت عنوان "البرازيل تطالب بالتغيير في أكبر مسيرة ديمقراطية"، أوردت صحيفة (إل باييس) أن الطبقة الوسطى بهذا البلد طالبت الرئيسة ديلما روسيف، بالإصلاحات وبسياسة مختلفة تجاهها. بدورها، قالت (أ بي سي) إن المتظاهرين طالبوا روسيف بحلول للفساد والأزمة الاقتصادية بالبلاد، مضيفة أن شعبية الرئيسة البرازيلية تراجعت بشكل كبير بسبب فضيحة "باتروغاس" المتورط فيها 50 مسؤولا. أما (لا راثزون) فأشارت إلى أن الرئيسة روسيف تواجه "كوكتيلا معقدا" من السياسة والاقتصاد، مبرزة أن 83 مدينة بهذا البلد الأمريكي اللاتيني عرفت احتجاجات ضد سياسات الحكومة البرازيلية. وتحت عنوان "بطاقة صفراء لروسيف" كتبت (إل موندو) أنه رغم كون روسيف لم يمض على توليها السلطة في البلاد إلا ثلاثة أشهر فقط، فإن الشارع لم يغفر تورط عدد من السياسيين في قضايا الفساد. وأوضحت اليومية المدريدية، في هذا السياق، أن الرئيسة البرازيلية تعتزم الإعلان، في الأيام المقبلة، عن سلسلة من التدابير ضد الفساد بغية التخفيف من حدة الانتقادات الموجهة لطريقة تدبيرها لشؤون البلاد.