فيما يشبه "التزاحم" مع المغرب على التموقع داخل المشهد السياسي الليبي، احتضنت الجزائر، اليوم الثلاثاء، جولة حوار بين أطراف الصراع الليبي، برعاية من منظمة الأممالمتحدة، يرمي إلى البحث عن حل سياسي يجنب البلاد الانزلاق في متاهات العنف والفوضى الشاملة. تنظيم الجزائر لجولة الحوار تضم قادة أحزاب سياسية ونشطاء سياسيين من ليبيا من مختلف الحساسيات والاتجاهات، لا يعني أبدا إلغاء مباحثات السلام التي تحتضنها الصخيرات غدا الأربعاء، بعد جولات الحوار التي امتدت من الخميس إلى السبت المنصرم" يؤكد مصدر مسؤول من وزارة الخارجية لهسبريس. وكان المغرب قد احتضن مفاوضات الحوار بين ممثلي المؤتمر الوطني المنتهية ولايته في طرابلس، والذي تتبع له قوات فجر ليبيا من جهة، وبرلمان طبرق المنحل الذي تنبثق منه حكومة عبد الله الثاني، وقائد جيشها خليفة حفتر، من جهة ثانية، وذلك برعاية الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا، الاسباني برناردينو ليون. ويعتبر مراقبون أن حرص الجزائر على تنظيم جلسة حوار بين الفرقاء الليبيين، على بعد أيام فقط من انتهاء مشاورات السلام بين الأطراف الرئيسية للأزمة الليبية بالمغرب، وترقب عودتها لطاولة الحوار غدا الأربعاء بالصخيرات، هو سعيٌ جزائري لسحب البساط من تحت رجلي المغرب لحل الصراع في ليبيا. وبالمقابل يجد آخرون أن دخول الجزائر على الخط ليس مزاحمة مع المغرب، حيث يلعب كل طرف من بلدان المغرب العربي دوره السياسي في تقريب وجهات النظر المتباينة في الأزمة الليبية، وذلك بهدف نزع فتيل العنف المتفشي في الأراضي الليبية، والذي ينذر بتفكك سيادة الدولة هناك. وفي هذا الصدد صرح النائب في البرلمان الليبي، صالح همه، بأن "حوار الجزائر مُكمل لحوار المغرب، كونه يضم ممثلين عن الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وذلك في محاولة لملمة شمل جميع الشرائح والأطياف الليبية للخروج بمقترحات وتصورات يمكن أن تكون نواةً حقيقية للقرارات التي ستصدر لاحقاً عن لجنة الحوار". وترأس نائب وزير الخارجية الجزائرية المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، اليوم، جلسة الحوار بين الفرقاء الليبيين بالجزائر، بحضور المبعوث الخاص للأمم المتحدة في ليبيا، وذلك بهدف "دعم الحوار السياسي الليبي"، وفق ما ورد في صفحة بعثة الأممالمتحدة في ليبيا على موقع تويتر. وفيما لم تورد المنظمة الأممية تفاصيل عن هوية وعدد المشاركين في جلسة الحوار التي تحتضنها الجزائر،15 ذكر مسؤولون جزائريون أن 15 شخصية سياسية بارزة ورؤساء أحزاب ومناضلين كبار في ليبيا يشاركون في اجتماع الحوار بين الفرقاء الليبيين بالعاصمة الجزائر. وأكد مساهل، في افتتاح جلسة الحوار، بأن "الجزائر تشارك مع ليبيا الشقيقة علاقات جوار وتاريخ مشترك، ولا يمكن أن تبقي اليدين مكتوفتين في وقت يعيش الأشقاء الليبيون فتنة خطيرة جدا تهدد البلاد ووحدتها"، مبرزا أن "الجزائر لم تدخر أي جهد لمرافقة الأشقاء في ليبيا من أجل العمل على توحيد الصفوف، وإيجاد مخرج لهذه الأزمة".