أفاد مصدر مطلع لهسبريس أن الملك محمد السادس يعود، اليوم الأحد، إلى أرض الوطن، بعد أن قضى عطلة خاصة دامت أزيد من شهر، حيث سبق له أن حل بالديار الفرنسية في ال31 من يناير الماضي، مباشرة بعد ترأسه في الرباط حفلا دينيا، إحياء للذكرى 16 لوفاة والده الملك الراحل الحسن الثاني. وكان العاهل المغربي قد احتفل رفقة أسرته الصغيرة، إبان عطلته الخاصة في إقامته في مدينته "بيتز" بإقليم "الواز"، التابع لمنطقة "بيكاردي" بضواحي باريس، بعيد ميلاد نجلته الأميرة الصغيرة، لالة خديجة، التي أطفأت شمعتها الثامنة، وذلك في الثامن والعشرين من فبراير المنصرم. وشكلت الزيارة الخاصة التي قام بها العاهل المغربي لفرنسا مناسبة لتذويب الخلافات بين الرباطوباريس، بعد اندلاع أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين البلدين، دامت زهاء سنة كاملة، نتيجة استدعاء مدير المخابرات المدنية، عبد اللطيف حموشي، للتحقيق في باريس بدعوى "تعذيب فرنسيين من أصل مغربي". وانطلق الانفراج الدبلوماسي بين المغرب وفرنسا منذ الأيام الأولى لزيارة الملك لفرنسا، حيث تم الإعلان في الفاتح من فبراير المنصرم عن تفعيل التعاون القضائي الثنائي، بعد أن كان معلقا بسبب الأزمة الدبلوماسية، وذلك عقب مباحثات وزيرة العدل الفرنسية، كريستيان توبيرا، ونظيرها المغربي مصطفى الرميد. وتحولت الزيارة الملكية الخاصة للعاهل المغربي إلى فرنسا إلى زيارة شبه رسمية، عندما حرص الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، على استقبال الجالس على العرش في التاسع من فبراير المنصرم، في خطوة جسدت رغبة الجانبين في "تكريس المصالحة وطي صفحة الخلاف". وعبر الملك المغربي والرئيس الفرنسي عند اللقاء الثنائي بينهما في قصر "الإليزيه"، عن رغبتهما في "دينامية تعاون جديدة واثقة وطموحة بين فرنسا والمغرب"، من خلال "برنامج مكثف لزيارات وزارية بين البلدين، للتحضير لاجتماع رفيع المستوى بين الحكومتين". ويرتقب في هذا الصدد أن يقوم وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيُوس، بزيارة للمملكة ابتداء من يوم غد الاثنين، حيث سيجري مباحثات مع نظيره المغربي، صلاح الدين مزوار، كما يشارك في إطلاق الموسم الثقافي المغربي الفرنسي لسنة 2015، ويلقِي كلمة في إقامة السفير الفرنسي، شارل فرِي، بالرباط. وكانت الحكومة الفرنسية قد أعلنت عن تكريمها لمدير المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بوسام جوقة الشرف الوطني من درجة ضابط، نظير "كفاءته وعمله في مجال محاربة الجريمة المنظمة والخلايا الإرهابية، وذلك فيما يشبه اعتذارا عن واقعة استدعائه للتحقيق من طرف السلطات الفرنسية.