علمت هسبريس من مصدر مطلع أن الملك محمد السادس يستعد للقيام بزيارة خاصة إلى فرنسا في الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، لتعتبر بذلك الزيارة الثانية للعاهل المغربي لفرنسا في خضم التوتر الدبلوماسي الذي اندلع بين الرباطوباريس منذ شهر فبراير 2014. وكان الملك محمد السادس قد طار إلى فرنسا في زيارة خاصة خلال شهر أبريل المنصرم، وذلك أسابيع بعد حادثة استدعاء مدير إدارة مراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي، من طرف السلطات الفرنسية، في قضية اتهام بتعذيب مفترض لمواطنين فرنسيين من جنسيات مغربية. وكانت تلك الحادثة كافية لاندلاع توتر غير مسبوق بين المغرب وفرنسا، لا زالت تداعياته سارية إلى حدود اليوم، وما زاد الطين بلة حادثة أخرى تتمثل في تفتيش وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، في مطار "شارل دكول" الفرنسي بطريقة وصفتها الرباط بالمهينة. وتأتي الزيارة المرتقبة للعاهل المغربي إلى فرنسا في سياق محاولات يصفها البعض بالمحتشمة والحثيثة من أجل إعادة الدفء في أوصال العلاقات المغربية الفرنسية، حيث يتواجد وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، حاليا بفرنسا يجري مباحثات مع نظيرته الفرنسية، كريستيان توبيرا، بشأن استئناف التعاون القضائي المعلق". وذهب مراقبون إلى أن الزيارة المنتظرة للعاهل المغربي إلى فرنسا تتوقف على مدى نجاح مهمة وزير العدل في الديار الفرنسية، وهو ما يظهر من خلال التصريحات المتفائلة للرميد، كما أنها زيارة قد تساهم في إذابة الجليد المتراكم في طريق العلاقات الثنائية، والتي توصف بالتاريخية. وعادة ما يحل الملك في زياراته الخاصة لفرنسا بإقامته الشخصية في بلدية "بيتز لوشاطو"، المعروفة بهدوئها نظرا لصغر حجمها وقلة سكانها، حيث يحرص على صلة الرحم بوالدته، والتي تقطن في مدينة "نويي" التابعة لمقاطعة "هوت دو سين"؛ والتي تقع في حدود مدينة باريس على الضفة اليمنى لنهر السين.