"انقلاب كبير" داخل المجلس الأعلى للتربية، والتكوين والبحث العلمي، يبدو أن سيعصف بإحلال الانجليزية لغة أجنبية أولى مكان الفرنسية، ضمن التقرير الاستراتيجي الذي سيرفع للملك محمد السادس، حيث شهد مقترح تعويض لغة "شكسبير" بلغة "موليير" في المناهج التعليمية، نقاشا ساخنا داخل أروقة المجلس، الأمر الذي قد يؤدي للعدول عن الفكرة. وعلمت هسبريس من مصدر داخل مكتب المجلس، الذي يرأسه المستشار الملكي عمر عزيمان، أن الرئيس أمر بتشكيل لجينة من خارج اللجن الدائمة، هدفها إعادة النظر في مقترح اعتماد اللغة الانجليزية في المناهج التعليمية المغربية، وهو ما سبق أن أوصت به اللجنة الدائمة للمناهج والبرامج والتكوينات، والوسائط التعليمية، وعرض على الدورة الأخيرة للجمعية العامة للمجلس. ويرى العديد من المدافعين عن اللغة الإنجليزية، داخل المجلس، أن إعادة النظر في المقترح الذي طرح بقوة خلال الأسابيع المقبلة، والعودة إلى سحب البساط من الانجليزية لصالح الفرنسية، له أبعاد سياسية مرتبطة بعلاقة المصالحة المغربية الفرنسية، والتي أرخت بظلالها على نقاشات المجلس، مما جعل الرئيس يدعو إلى إعادة النظر فيها. وكانت مبررات أعضاء المجلس المدافعة على بقاء الفرنسية لغة أولى في المناهج التعليمية، راجعة إلى كونها تحتل مكانة متقدمة في المنظومة التعليمية المغربية، وهي نفسها اللغة المعتمدة ضمن أكثر من بلد إفريقي، وبعموم الدول الفرانكفونية التي اختار المغرب الانفتاح عليها بشكل أكبر ضمن مساعيه الإستراتيجية. وكان رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، قد أفصح من قبل عن رأيه في هذا الجدل، حيث قال في لقاء حزبي سابق بأن قناعة تكونت لديه كون "اللغة الإنجليزية لغة العصر، ولغة العلم والبحث العلمي، ولغة التكنولوجيا، ولغة التجارة، ونحن في الدول العربية نحتاج إلى اللغة الإنجليزية". وعارض عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين، ورجل الأعمال المعروف، نور الدين عيوش، تصريحات بنكيران، حيث اعتبر بأن "اللغة الفرنسية ليست لغة المستعمر فقط، بل هي غنيمة حرب" وفق تعبيره، ناصحا بالحفاظ عليها بالنظر إلى تشابك العلاقات المغربية الفرنسية. وانبرى فاعلون وناشطون مهتمون بالمجال إلى انتقاد تشبث بعض الجهات باللغة الفرنسية في عالم متحول ومتطور يستعمل أكثر اللغة الإنجليزية بالأساس، باعتبار أنها لم تعد لغة علم وتنمية وتطور، بل صارت عبئا على الثقافة المغربية، وتضييقا لمجال الانفتاح على شعوب العالم".