طلب المغرب، نهاية شهر نونبر الماضي، من إسرائيل عدم التدخل في ملف الامازيغية، حتى لا يتحول الملف إلى قضية دولية. وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أن "المغرب يدبر تنوعه الثقافي واللغوي بأسس ديمقراطية"، وأضافت الوزارة، في رسالة موجهة إلى القنصل المكلف بالشؤون المغربية بالسفارة الإسرائيلية بمدريد، أن "كل تعامل تمييزي لجهات خارجية مع مكون بعينه، يضر بسياسة حكومة جلالة الملك، وهذا شيء نتمنى أخذه بعين الاعتبار، لحساسية الموضوع بالنسبة للمغرب في هذه الظروف".. وجاءت مراسلة وزارة الشؤون الخارجية والتعاون إلى السفارة الإسرائيلية بمدريد، بعد تواتر زيارات وفود إسرائيلية إلى المغرب، حيث زار الباحث بروس مادي وايتزمان منطقة افران الأطلس الصغير إقليمكلميم خلال شهر شتنبر الماضي، وأجرى الباحث في مركز موشي ديان التابع لجامعة تل أبيب، لقاءات مع نشطاء في الحركة الامازيغية، في إطار استعداده لإصدار كتاب جديد تحت عنوان:"الحركة الهوياتية الامازيغية تحدي لأنظمة شمال إفريقيا"، الذي سيصدر في ربيع 2011 من طرف جامعة تكساس بريس في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ونفىبروس مادي وايتزمان، وهو محرر تقرير صادر عن مركز موشي ديان حول الحركة الامازيغية نشرته مجلة "ابريس" البرتغالية شهر غشت الماضي، خلال زيارته الأخيرة للمملكة، "وجود أي برنامج للحكومة الإسرائيلية لدعم الحركة الامازيغية، مشيرا أن تواجده بالمغرب يندرج في إطار الاهتمام بالأبحاث المتعلقة بمختلف مظاهر المجتمع بدول شمال إفريقيا مثل: وضعية المرأة، الحركات الإسلامية، تطور واستمرار الأنظمة السياسية بالمغرب الكبير.. وكان المغرب قد قطع علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل منذ أكتوبر 2000 بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، غير أن العلاقات الاقتصادية لم تنقطع مع الدولة العبرية، حيث وصل حجم المبادلات التجارية خلال العشرة أشهر الأولى من السنة الجارية إلى 14.1 مليون دولار حسب إحصائيات المكتب الإسرائيلي للإحصاء. وبلغت قيمة واردات المغرب من إسرائيل عند نهاية شهر أكتوبر الماضي إلى 10.6 مليون دولار، في حين وصلت قيمة صادرات المغرب نحو إسرائيل إلى 3.5 مليون دولار خلال نفس الفترة.. كما تطور عدد السياح المغاربة الوافدين على إسرائيل خلال العشرة أشهر الأولى من السنة الجارية بنسبة 9 بالمائة، مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية، ووصل عددهم إلى حوالي 2000 سائح.. علما أن المملكة ظلت مفتوحة للسياح الإسرائيليين..