ضمن هذه الأجندة، أي محاولة توظيف المشترك التاريخي اليهودي الأمازيغي: نشر ويتزمان باللغة العبرية سنة 2005 مقالا تحت عنوان اليهود والأمازيغ وذلك في National Geographic، January 2005, Hebrew edition) وهو مقال تأصيلي يحاول البحث عن الجذور التاريخية لما يسميه الباحث بالتقارب بين اليهود والأمازيغ في المغرب، ورغم تأكيده على جملة من الصعوبات البحثية لإثبات هذه العلاقة، ورغم تأكيده حقيقة إسلام معظم الأمازيغ، إلا أنه أشار في آخر المقال إلى نزوع نشطاء في الحركة الأمازيغية إلى التقارب مع إسرائيل وإعراب بعضهم عن إعجابه بالمشروع الصهيوني ونجاحه في إحياء لغته الوطنية (العبرية) ضمن وسط وصفه عربي وصفه الباحث بكونه متشدد ومتعصب، كما أشار إلى أن العديد من النشطاء الأمازيغيين يعتبرون الخطاب القومي العربي مصدرا للعديد من المشاكل التي يواجهونها في بلدانهم، وينتقدون حكوماتهم على صرف طاقات وجهود هائلة في لصالح القضية الفلسطينية عوض التركيز على الحاجيات الحقيقية لمجتمعاتها، كما ذكر الباحث إلى مدنية في جنوب شرق المغرب انتفض فيها النشطاء الأمازيغ وعبروا عن احتجاجهم ورفضهم لخطاب الإسلاميين واعترافهم بالتقارب الثقافي بين اليهود والأمازيغ، بل بين إسرائيل والأمازيغ كما يقول الباحث. كما سيصدر لنفس الباحث كتاب جديد يسير يعزز نفس الأطروحة، سيصدر سنة 2011 تحت عنوان العودة إلى التاريخ: الهوية الأمازيغية والتحديات المطروحة على دول شمال إفريقيا. أ السعي للدخول من البوابة الثقافية الأمازيغية: وهي أجندة أخرى يراد بها استثمار الحركة الثقافية الأمازيغية كبوابة للتطبيع الثقافي مع إسرائيل باسم انفتاح الثقافة الأمازيغية ودورها في التلاقح الثقافي. وفي هذا الصدد نشر وتزمان دراسة تحت عنوان السياسات الإثنية والعولمة في شمال إفريقيا: الحركة الثقافية الأمازيغية نشرت سنة 2006 بمجلة The Journal of North African Studies Vol. 11 No.1 March 2006, وقد انتهت هذه الدراسة إلى أربع خلاصات أساسية: ب اعتبار انفتاح الأمازيغ وقبولهم للتعدد الثقافي واللغوي والاختلاف حقيقة تاريخية. ج أن الحركة الثقافية الأمازيغية تحاول إعادة التفاوض حول شروط العيش المشترك وهو ما يشكل تحديا أساسيا للنظام القائم بسبب هشاشة التي يشهدها المغرب على المستوى اللغوي والثقافي. د أن الحركة الثقافية الأمازيغية يمكن أن تلعب دورا هاما في تشكيل نموذج متوسطي في المنطقة يشكل منطقة التواصل والتلاقح الثقافي بين الغرب والشرق، بحيث يمكن لها أن تكون معبر الحضارات بدل أن تكون مصدرها. ه أن الحركة الأمازيغية وجدت ضالتها في زمن العولمة لتعيد طرح سؤال الهوية وتسهم بصوتها في إعادة صوغها في المنطقة المغاربية. المراهنة على الحركة الأمازيغية للتطبيع وفي هذا الصدد نشير إلى ثلاث دراسات للباحث ذاته، ويتعلق الأمر بدارسة إسرائيل والمغرب علاقات خاصة نشرت سنة ,1996 في مجلة ُّوم ٍفهوْمق ْمًّىمٌّ وقد تتبع فيها الباحث تاريخ العلاقات المغربية الإسرائيلية وأهم المحطات التي عرفتها والعوائق التي تسببت في خفض مستواها وسبل تطويرها، كما رصد وجهات نظر الإعلام المغربي من قضية الصراع العربي الإسرائيلي، وقد خلصت الدراسة إلى أن تقدم العلاقات الإسرائيلية المغربية يتوقف على عاملين اثنين: أولهما التقدم في مسار السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، والثاني يتعلق بالاستقرار السياسي والاجتماعي والانفتاح الديمقراطي في المغرب، وباستثناء رصد وجهات نظر بعض وسائل الإعلام من قضية الصراع العربي الإسرائيلي خلت هذه الدراسة من أي إشارة إلى إمكانية استثمار المجتمع المدني في التسريع بوتيرة التطبيع، ثم تأتي دراسة إسرائيل والعلاقات مع الدول المغاربية حقائق وإمكانات لنفس الباحث، وقد كانت في الأصل عبارة عن ورقة قدمت في مؤتمر إسرائيل والدول العربية المصالح المتوازية، العلاقات، والاستراتيجيات نظم في 98 يونيو 2009 نظمه في القدس المتحلة كل من مركز البحث العام في الشؤون الخارجية ومركز كونراد إدنهاور، ونشر في شهر شتنبر ضمن مقال متخصص بمجلة Middle East Review of International Affairs, Vol. 31 No. 3. فبعد أن يتتبع فيها الباحث العلاقات الإسرائيلية مع دول المغرب العربي، ذكر في فصل أسماه ما العمل؟ الخيارات المطروحة أمام إسرائيل للتقدم في مسار التطبيع مع دول المنطقة، وذكر بهذا الخصوص خيارات على مستوى السياسات الإقليمية، وعلى مستوى التعاون الأمني وعلى مستوى التعاون في المجال الاقتصادي، ثم على مستوى المجتمع المدني. وضمن هذا المستوى، اعتبرت الدراسة أن أمام إسرائيل مساحات معتبرة لتوسيع الاتصالات مع مكونات المجتمع المدني بدول المغرب العربي سواء بشكل مباشر أو عبر وساطة مكونات ثالثة، وأشارت إلى وجود انفتاح أكاديمي على إسرائيل، سواء بالنسبة للباحثين الذين يتواجدون داخل هذه الدول أو الذين يستقرون في أوربا. وشمال أمريكا، وبهذا الخصوص عددت الدراسة خيارات مطروحة أمام إسرائيل لتوسيع مسار التطبيع منها: 1 استثمار الدعوات التي توجه للباحثين لزيارة إسرائيل من أجل إلقاء محاضرات والمشاركة في مؤتمرات وحوارات، وأيضا تنظيم أنشطة مماثلة في دول ثالثة. 2 إحداث تواصل طلابي مع المغرب وتونس بمساعدة منظمات مثل أميديست، وكذلك إحداث تبادل ثقافي على مستوى الطلابي مع الطلبة المغاربة في أوربا. 3 التواصل الإعلامي وتبادل الزيارات الثقافية بين الوفود من الطرفين ومحاولة تحصيل تراكم في هذا المجال وتوسيعه. 4 تطوير المشاريع التعاونية في المجال السينمائي، ومحاولة استثمار المساعدة والدعم الفرنسي في ذلك. 5 استثمار مشاركة كل من الجزائر والمغرب وتونس في المحال المتعددة الأطراف في مجالات الصحة والمرأة والطفل والبيئة، واعتبار هذه المحافل فرصة حاسمة بالنسبة لإسرائيل للتوسع في المجتمع المدني. 6 استثمار المسار الذي أطلقه في المغرب فيما يخص الحوار بين الأديان. 7 الرهان على الحركة الأمازيغية: وفي هذا الصدد تشير الدراسة إلى أنه ينبغي التأكيد على حقيقة كون الحركة الأمازيغية تريد إعادة صوغ الهوية الوطنية المغربية بطريقة تعيد فيها الاعتبار للأصول الثقافية واللغوية والتاريخية الأمازيغية للمغرب. وعلى الرغم من تأكيد الدراسة على أن الحركة الأمازيغية لا تشكل حركة جماهيرية قوية، إلا أنها تعتبر أن صوتها في تزايد. وتشير الدراسة إلى جملة من المقومات التي تفتح الإمكانية للتعاون الإسرائيلي مع هذه الحركة واستثمارها ضد الإسلاميين والقوميين ومنها: كونها حركة مناهضة للقومية العربية ومعادية لحماس. قيام ناشطين أمازيغ بزيارة إسرائيل، وإعلان بعضهم عقد جمعية للصداقة مع إسرائيل. وتقترح الدراسة أن تطور إسرائيل العلاقة مع الحركة الأمازيغية في المغرب بشكل مختلف عن الإطار الذي يتعاون فيه النظام السياسي المغربي مع هذه الحركة لمواجهة الحركات الإسلامية، وتقترح أن يكون شكل التعامل مع الحركة الأمازيغية مختلفا حتى لا يتم اتهام إسرائيل بالتدخل في الشؤون الداخلية للمغرب. وتقترح الدراسة أن تتعامل إسرائيل مع هذا الملف بشكل حذر حتى لا تصبح هدفا لاتهامات الأنظمة السياسية. وتشير الدراسة إلى أن الحركة الأمازيغية في الجزائر هي أكثر انفتاحا على إسرائيل وأنها لا تتردد في إقامة اتصالات مباشرة معها. وتوصي الورقة إسرائيل بضرورة أن تكون على اطلاع على ازدهار الثقافة الأمازيغية الحديثة في فرنسا، وأن تطور علاقاتها الثقافية مع الحركة الأمازيغية على جميع المستويات، ثم يأتي المقال المتخصص حدود وفرص العلاقات الإسرائيلية المغاربية الذي نشره IPRIS المعهد البرتغالي للأمن والعلاقات الدولية في يوليوز 2010 ضمن Maghreb Review، وتتناول موضوع العلاقات الإسرائيلية مع دول المغرب العربي، حيث تحدد أولا الإطار التاريخي لهذه العلاقات، والتطورات والتحولات التي عرفتها وأهم المجالات التي وقع فيها تقدم في التعاون الإسرائيلي المغاربي، كما يحدد في نفس تحليلي أهم العوائق التي اعترضتها ومنعت تقدمها، ويناقش التحديات المطروحة على إسرائيل لتطوير علاقاتها المغاربية، والخيارات التي يمكن أن تراهن عليها إسرائيل لإحراز تنقدم في مسار تطبيعها مع هذه الدول. الإسلاميون وبعض الأمازيغ في منظور الدراسة ترى الدراسة أن التيارات الإسلامية النشطة في المغرب والجزائر، وأيضا التيارات العلمانية القومية المساندة للمقاومة الفلسطينية تتسبب في معادة إسرائيل. وذكرت في هذا السياق بالحالة المغربية التي تشهد- حسب الورقة- بمباركة وإيعاز من التيار الإسلامي حركة للمطالبة بمنع جميع أشكال التطبيع مع إسرائيل. وتسجل في موضوع العلاقة بين الإسلاميين وبعض مكونات الحركة الأمازيغية الهامشية العديد من المعطيات منها: 1 أن الإسلامين في المغرب خاصة وجهوا انتقادات حادة وعلنية للحركة الإثنية الثقافية الأمازيغية على عدة مستويات بما في ذلك فشلها في إظهار الدعم والتضامن الكافي مع الفلسطينيين. 2 وفي الآونة الأخيرة ثارت موجة غضب الحركة الأمازيغية من تصريحات لإمام اعتبر فيها الحركة الأمازيغية هي الإسفين المدقوق التي تتخذه الصهيونية ذريعة لاختراق منطقة المغرب العربي. 3 أن الحركة الأمازيغية ظلت لفترة طويلة هدفا لاتهامات الإسلامييين والحركات القومية برفضها للتاريخ الحضاري العربي الإسلامي وارتباطها بالنموذج الغربي العالمي. 4 أن بعض الحركات الأمازيغية طورت خطابها بشكل كبير، وتمايزت بذلك عن خطاب الحركات الإسلامية والحركات القومية وذلك من خلال تركيزها على المشاكل الحقيقية داخل المغرب العربي. 5 بعض قيادات هذه الحركة طوروا موقفهم بشكل إيجابي من اليهود واليهودية، وعبروا عن رفضهم الاصطفاف إلى جانب المقاومة العربية ضد دولة إسرائيل. وبعضهم أبدى قدرا من الإعجاب للحركة الصهيونية وكيف نجحت في إحياء لغتها الوطنية وتأكيد الحقوق اللغوية غب وجه عالم عربي معاد. وبعض مناضلي هذه الحركات يعلنون تعاطفهم مع إسرائيل. تطور موقف بعض القيادات ألأمازيغية من إسرائيل تشير الدراسة في هذا الصدد إلى أنه في وقت سابق، كانت الحركة الأمازيغية تتحفظ من ذكر أي موقف من قضية الصراع العربي الإسرائيلي كما كانت تتحفظ أيضا عن ذكر معتقداتها من جذور المسألة اليهودية. لكن تلاحظ الورقة أنه في السنوات الأخيرة بدأت هذه الحركة تعتقد أن هذا التحفظ هو أمر خاطئ. وتورد كمؤشرات على هذا التحول في الموقف بشكل واضح ما حدث في نونبر 2009 من مشاركة وفد أمازيغي مغربي في حلقة دراسية استمرت أسبوعا في القدس في معهد ياد فاشيم وزيارة المتحف التذكاري للهولوكست، ثم الجهود التي بذلت من قبل مجموعات أمازيغية لإقامة جمعية الصادقة الإسرائيلية الأمازيغية. وترى الدراسة أن هذه الجهود المبذولة من قبل هذه المجموعات الأمازيغية تستند إلى قراءة عميقة في تاريخ شمال إفريقيا والتي تشير إلى وجود علاقات قوية بين اليهود والأمازيغ والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بالأجندة السياسية للحركة الأمازيغية المعاصرة. وتعتبر الورقة أن المواجهات الكلامية التي تجري اليوم بين الحركة الأمازيغية والتيارات الإسلامية والقومية في كل من المغرب والجزائر تعكس حالة تنافس الخطابات بين الأمازيغ والحركة الإسلامية وأيهما يكون له تأثير على الرأي العام. وهي في حقيقتها ثمرة للانفتاح السياسي الجديد في دول شمال إفريقيا بهدف إضفاء الشرعية على الأنظمة الحاكمة.