دعت نساء جماعة العدل والإحسان كافة التنظيمات النسائية بالمغرب إلى "حوار جاد ومسؤول يؤسس لجبهة نسائية وطنية ضد الفساد والاستبداد"، مطالبات المغربيات إلى "مزيد من اليقظة أمام ما سمينه "مناهج التسيب التربوي والتعليمي ومخططات الإفساد الأخلاقي". وجاءت دعوة نساء "الجماعة" ضمن البيان الختامي الذي أعقب انعقاد الدورة الثامنة للمجلس القطري للقطاع النسائي، تحت شعار "فعلنا النسائي: خطوات راشدة من أجل تعبئة النساء وجهاد البناء"، بحضور المكتب القطري للقطاع النسائي، وممثلي بعض مؤسسات الجماعة، وفعاليات نسائية. وقالت أمان جرعود، القيادية في جماعة "العدل والإحسان"، والكاتبة العامة لقطاعها النسائي، إن القطاع النسائي للجماعة "يواكب بقلق كبير وحسرة بالغة الاختلالات الكبيرة في مجال حقوق النساء، والتي كشفت هشاشة البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية". واعتبرت جرعود، في تصريحات لهسبريس، أن "الدعوة التي وجهناها لكل الفعاليات والهيئات والمنظمات النسائية، بخصوص تأسيس جبهة نسائية لمحاربة الفساد والاستبداد، ماهي إلا تجديد للدعوة التي سبق وأطلقناها في مجلسنا القطري السابع المنعقد بتاريخ 13 أبريل 2014. وتابعت القيادية بالجماعة أن "دعوة تأسيس جبهة نسائية ضد الفساد ليست مزايدات سياسوية، بل دعوة صادقة جادة ومسؤولة، نابعة من إيماننا بأن إنصاف المرأة المغربية وتمتيعها بحقوقها الضامنة لكرامتها، لا يتحقق إلا في مناخ ديمقراطي حقيقي، وتمتيع كافة الشعب المغربي بحقوقه وضمان كرامته". وأكدت المتحدثة أن عدو النساء الأول هو الفساد والاستبداد، الذي يُغرق النساء في مستنقع التهميش والتفقير والتجهيل والتعنيف،ويشل فاعليتهن داخل المجتمع"، مبرزة أن الدعوة "نداء منفتح على كل التيارات والتوجهات شاملة لكل المنظمات والهيئات والجمعيات المهتمة بقضايا المرأة". واسترسلت جرعود بالقول "إننا جميعا مطالبون بتجاوز تخوفاتنا تجاه الآخر، والتعامل معه بمنطق جديد غير منطق الإقصاء، ومدعوون جميعا لتوسيع مساحات التعاون فيما نتفق عليه، وتوسيع مساحات التحاور فيما نختلف حوله، من أجل بناء مجتمع يسع كل أبنائه وبناته، لا يسعهم في سياق التطابق والتصادم، ولكن في سياق التوافق وبناء الثقة". وخلصت القيادية النسائية إلى أن "المناخ المحلي والإقليمي والدولي مناخ داعم لهذا الاختيار"، مضيفة أنه "ما علينا إلا التحلي بإرادة حقيقية واعية منفتحة خدمة للمرأة المغربية"، قبل أن تكمل بأنه "من أجل هذه المرأة نحن ماضيات في عملنا، ونمد أيادينا للجميع في انتظار من يبادر ويضع يده في أيدينا" وفق تعبيرها. وكانت جرعود قد تحدثت ضمن فعاليات المجلس القطري للقطاع النسائي، وفق بيان توصلت به هسبريس، عن معاني الرشد في العمل، وتعبئة نساء الأمة، وجهاد البناء وقوفا مع الحق، ودعوة للإنصاف، ومناهضة للظلم، ورفضا للاستضعاف، خصوصا ما يمارس منه على النساء." ولم يفت القطاع النسائي للجماعة أن يعرب عن رفضه، في ذات المناسبة، لكل أشكال العنف والتهميش والتضييق الممارس ضد النساء حيثما كن"، مدينا النظام السياسي المغربي بسبب ما وصفه ب"التضييق الممنهج على فضلاء هذا البلد، من سياسيين، وجمعويين، ونقابيين، وحقوقيين، أو من المنتمين للجسم الصحفي".