أثارت مطالب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، بتعديل القانون التنظيمي لمجلس النواب، قصد حذف لائحة الشباب من اللائحة الوطنية المكونة لأعضاء الغرفة الأولى، وقطع الطريق على ما سماه "الريع السياسي" الذي يستفيد منه الشباب، نقاشا داخل الأوساط الشبابية الحزبية، التي أبدت رفضها لإقرانها بالريع. هسبريس نقلت جدوى وجود الشباب في المؤسسة البرلمانية، إلى قيادات شبابية داخل الأحزاب السياسية، وطرحت عليهم السؤال التالي: هل يمكن اعتبار لائحة الشباب ريعا سياسيا، أم أنها دعامة لمشاركتهم السياسية في الشأن العام؟..فكانت هذه الأجوبة: الإدريسي: برلمانيون دفعوا أموالا عبد الصمد الإدريسي، القيادي في شبيبة حزب العدالة والتنمية، أكد على ضرورة استحضار الظروف التي جاء فيها هذا المقتضى"، مشيرا أن "اللائحة الوطنية هي وسيلة لدعم تشبيب النخب السياسية، وتشجيع الشباب على ممارسة العمل السياسي". وسجل الإدريسي أنه في غياب هذه اللائحة كان السائد إقصاء الشباب من العمل السياسي، واحتكاره من طرف نخب الشيوخ، مشددا على أن "ممارسة النواب من ستجعل من وجودهم في المؤسسات ريعا من عدمه، لذلك يجب على الشباب المنتخبين أن يعطوا مضمونا لوجودهم بالبرلمان،ويؤسسوا لما بعد انتهاء الولاية التشريعية". وردا منه على الاتهامات التي توجه لبعض الأحزاب كونها وزعت الثلاثين مقعدا التي نصت عليها بمنطق الكعكة، الأمر الذي جعل مشاركة المنتخبين باسم اللائحة ضعيفا، أبدى الإدريسي أسفه على ذلك، مؤكدا أن "هذا هو ما جعل اللائحة الوطنية محط انتقادات، لأنها كانت مجالا للترضيات ومكافأة المقربين". وانتقد البرلماني، في تصريح لهسبريس، بعض الأحزاب السياسية التي لا تعمل في غالب الأحيان الآليات الديمقراطية، واعتماد معايير الكفاءة في الاختيار، "أعرف بعض النواب والنائبات دفعوا مقابل احتلالهم مراتب متقدمة، بل منهم من يدفع عن طريق تحويل دائم من تعويضه النيابي". عباسي: شيطنة الأحزاب من جانبه أكد عمر عباسي، الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية، أن اللائحة الوطنية ليست ريعا سياسيا، واصفا النقاش حول حذفها بالمغلوط من أصله، "حيث كان يجب الحديث عن اللائحة الوطنية بشكل كلي، وليس الشباب لوحدهم". وأضاف عباسي أن من يطرح الشق المرتبط بالشباب منفصلا، له جهل دستوري مزمن، لأن الكتلة الدستورية تتحدث عن مجموعة من الحقوق والواجبات، موضحا "أن الدستور المغربي تحدث عن الترشيح للائحة مرة واحدة، في حين أن الريع شيء متسم بالدوام". واعتبر الكاتب العام لشبيبة حزب الاستقلال، في تصريح لهسبريس، أن الحديث عن ريع لائحة الشباب يدخل ضمن شيطنة الأحزاب السياسية، مشيرا إلى أن "حزبه سلك الآليات الديمقراطية في ترشيح شبابه للبرلمان". وأدرف عباسي "هذه الصورة النمطية يجب التخلص منها، عبر تعميق النقاش حول الديمقراطية الداخلية للأحزاب السياسية"، مسجلا "أن الريع ليس في مشاركة الشباب في العمل السياسي، بل الريع هو التهرب الضريبي ورخص الصيد في أعالي البحار وغيرها من الاستفادة غير المشروعة". إعادة الثقة في المشهد الانتخابي وأجمع كل من جمال كريمي بنشقرون، الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية، وعبد الله الصيباري، الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، في تصريحات لهسبريس، على أن اللائحة الوطنية للشباب جاءت لإعادة الثقة للمشهد الانتخابي المغربي. ودعا الصيباري، في هذا السياق، إلى التفكير في خلق آليات وطرق جديدة تمكن الشباب من نيل حقوقه المدنية والسياسية وتشجيعه على الانخراط في العمل السياسي في أفق تيسير ولوج هذه الشريحة العريضة من المجتمع إلى المهام التمثيلية بطريقة تلقائية. وبدوره دعا المسؤول عن شباب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إلى زرع ثقافة الأمل في الوسط الشبابي، والحث الدائم على العمل القاعدي المستمر وليس الموسمي، معتبرا ذلك "دورا تأطيريا للأحزاب بصفة عامة، وعلى وجه الخصوص منظماتها الشبابية". واعتبر بنشقرون أن اللائحة الوطنية تعد "جزء من تأهيل العمل السياسي لدى الشباب بشكل عام"، مضيفا "أجدها منطلقا أساسيا لإعادة الثقة في مشهدنا الانتخابي الذي يصعب مسألة الولوج لدى الشباب ويجعل العمليات الانتخابية بعيدة كل البعد عن طموحنا في حصول ذلك المتغير السياسي الذي يجعل الشباب قريبا ومتفاعلا مع محيطه". "اللائحة الوطنية فرصة حقيقية من أجل بروز جيل جديد من السياسيين"، يقول بنشقرون الذي أشار إلى "أن من شأن التعامل معها بناء علي السياق الذي أحدثت من أجله أن يقدم النتائج المتوخاة"، مبرزا أنها "آلية للرفع من المشاركة السياسية والانتخابات لدى الشباب".